رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مدير أمن الشرقية السابق يروي حكايته مع المعزول: أوقف سيارته أمام السينما ولوح لجمهور "عبده موتة" (1 - 2 )


*طلب فتح شارع البوستة بالزقازيق بدون إبداء أسباب
*رفضت طلب زوجته السفر للقاهرة فجأة وجهات عليا أجبرتنى على الموافقة

*نوادر مرسي كثيرة ووضعني في مآزق أمنية
*نظر لوزير الداخلية وقال: "يرضيكوا مدير الأمن يترك المظاهرات أمام منزلي"
*جلست معه 3 مرات ولاحظت تركيزه على أشياء تافهة
*وجه لى اللوم بسبب رفع الحراسة عن 3 مقرات للإخوان في الشرقية
*زوجته كانت تتردد كثيرا على الزقازيق بسبب ابنها عبد الله
*حضر مرتين للزقازيق الأولى في عيد الفطر والثانية في وفاة أخته
*استعنت بقوات أمن مركزي من المحافظات المجاورة بسبب اشتداد المظاهرات
*زوجته طالبتنى باقتحام الجامعة فطلبت منها إبلاغ وزير الداخلية

هو شاهد على كثير من الأحداث في سنة حكم المعزول مرسي، فقد كان مديرا لأمن المحافظة التي كانت مسقط رأس وسكن أسرة الرئيس المعزول، يتحدث عن وقائع عاشها وعاصرها، فقد جلس مع مرسي 3 مرات ولاحظ تركيزه على أشياء صغيرة وتافهة، منها أن المعزول طالبه بفتح شارع البوستة بالزقازيق بدون إبداء أسباب، كما طلب عدم وجود قوات شرطة ترتدي الزي الرسمي في المحافظة، وأوقف السيارة التي تقله أمام السينما وفاجأ الجميع بفتح زجاج السيارة والتلويح للجماهير.
كما يكشف عن أن زوجة مرسي طالبته باقتحام جامعة الزقازيق، إلا أنه طلب منها إبلاغ وزير الداخلية بذلك الطلب.
إنه اللواء محمد كمال مدير أمن محافظة الشرقية الأسبق، والذي حاورته "فيتو" عن فترة عمله في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وأبرز المواقف التي حدثت معه في تلك الفترة، فإلي نص الجزء الأول من الحوار:

• ماذا عن فترة عملك كمدير أمن محافظة الشرقية والتي صادف أنها كانت في عهد الرئيس المعزول مرسي؟
- كانت مدتها عاما، وأعتز بها جدًا، فهي من أحلى سنوات عمري، و"الشراقوة ناس طيبين" وأخلاقهم عالية، مديرية الشرقية كبيرة ومسئولية عظيمة، فهي تتكون من 23 مركزا ومدينة وفيها ثلث استثمارات مصر في العاشر من رمضان ومنيا القمح، ومحافظة قريبة جدًا من محافظات هامة مثل الإسماعيلية والقاهرة، فنحن نصنفها بأنها "مديرية ثقيلة على أي مدير أمن"، وشاء حظي أن أعمل مدير أمن الشرقية في عصر الرئيس المعزول محمد مرسي، وكنت متواصلا مع قيادات الوزارة يوميًا، لأن منزل الرئيس وزوجته وأبنائه، وما يتطلبه من حراسة كان يقع في نطاق عملى.

• وكيف كانت الأوضاع في تلك الفترة ؟
- كانت هناك مواقف كثيرة حصلت في الشرقية، ومنها الفترة التي اشتدت فيها مظاهرات 30 يونيو، منزل مرسي كان في منطقة الفيلات بالقرب من الاستاد، وكانت هناك حراسة مشددة، وصادفت في إحدى المرات الاستعانة بقوات الأمن المركزي من المحافظات المجاورة، بسبب اشتداد المظاهرات.

• هل كانت زوجة الرئيس الأسبق مرسي تقيم في الشرقية؟
- لا، بل كانت تتردد كثيرا على الزقازيق لوجود ابنها عبد الله هناك، وفوجئت في إحدى المرات، بأن زوجة المعزول تتصل بي على تليفوني المحمول الخاص، وتطالب بالخروج للذهاب إلى الرئيس في القاهرة، لكنني رفضت لأن الحماية مطلوبة، ولكنها أصرت على النزول، لأن المعزول كان سيذهب في زيارة خارجية، وأصررت على الرفض، واتصلت بي جهات عليا مسئولة، طالبتني بالسماح لها بالخروج، ولكن طلبت أن يكون موعد الخروج في الساعة الواحدة صباحًا، لأن المظاهرات شديدة، ورفضت زوجة المعزول آنذاك ركوب سيارتي، وركبت سيارة عادية، واضطررنا لإخراجها من داخل مستشفى الجامعة إلى طريق بلبيس.

• وهل هناك مواقف أخرى مع حرم الرئيس المخلوع مرسي؟
- نعم، اتصلت بي مرة لتخبرني بأن الطلاب منعوا مجلس الجامعة من الخروج، وهم الآن محاصرون داخل مكتب العميد والمحافظ موجود والدكتور محمد عبد العال، مطالبة باقتحام الجامعة وإخراج الأساتذة منها، ولكنى طلبت منها إبلاغ وزير الداخلية بذلك، لأنني لم أوافق على اقتحام الجامعة، وبالفعل اتصلت بي الوزارة وطالبتني بعمل اللازم، وأن أتخذ الإجراءات القانونية بعمل محضر، وأعطتني النيابة العامة إذنا بدخول الجامعة، ولكني لم أشأ دخول الجامعة بقواتي، وطلبت من مدير المباحث الذي كان يرافقني، أن أذهب أنا وهو فقط، ونترك القوات خارج الجامعة، وبالفعل وافقني، وعندما دخلت التف حولي الطلاب، لأنهم يعرفونني من ممارسة كرة القدم معي يوميًا في استاد الجامعة، وحكوا لي بهدوء ما حدث، واتضح أن سبب غضبهم هو انخفاض نتيجة أولى هندسة، حيث كانت نسبة النجاح فيها 20% فقط، فقمت بتهدئتهم، وذهبت إلى مجلس الجامعة المحاصر، وتحدثت إليهم، بأن نسبة النجاح 20% من الدفعة غير منطقية، فاستجاب رئيس الجامعة وقال إنه سيعيد التصحيح بعد القيام بتشكيل لجنة لذلك، فطالبته بالنزول معنا للطلاب وإخبارهم بذلك، وبالفعل اقتنع الطلاب وهتفوا لرئيس الجامعة، وذهبنا جميعًا، منفذين القانون ولكن ليس بنصه بل بروحه.

• وماذا عن مرسي نفسه هل جلست معه وقابلته؟
- جلست معه وهو رئيس جمهورية 3 مرات، والملفت دائمًا تركيزه على أشياء صغيرة، فمثلًا كان يوجد بمدينة الزقازيق شارع اسمه "البوستة" طالب بفتحه بدون إبداء أسباب، وحضر مرتين للزقازيق، مرة في عيد الفطر ومرة في وفاة أخته، وطلب عدم وجود قوات شرطة ترتدي الزي الرسمي، وهذا لا يمكن أمنيا، وبعد عدة مجادلات ونقاشات أقنعناه بهبوط الهليكوبتر في الاستاد، لنتمكن من حمايته وتأمينه في المسافة بين استاد الزقازيق ومنزله، ولكنه وضعنا في مأزق وكارثة أمنية، حين أوقف السيارة التي تقله أمام السينما، وكان هناك وقتها زحام شديد على فيلم جديد، وفاجأنا بفتح زجاج السيارة والتلويح وتحية الجماهير، وكان هذا بالفعل كارثة أمنية، ولكن استطعنا تخطيها.

• وماذا عن اللقاء الأخير بينكما ؟
- آخر لقاء بيننا كان في أكاديمية الشرطة، وكانت المظاهرات اشتدت، وقمت برفع الحراسة عن 3 مقرات للإخوان في الشرقية، وأخطرت القائمين على المقرات بأنه من الصعب تأمينهم، وبالفعل احترق الثلاثة مقرات، وألقى الرئيس مرسي اللوم عليّ، ولكنني أجبته بأننا كنا على الحياد، وكنا نفصل بين الإخوان والشباب المتظاهر، ولم نكن مع طرف ضد آخر، فنظر إلى وزير الداخلية والحضور قائلًا: "يرضيكوا مدير الأمن يترك المظاهرات أمام منزلي"، فأجبته: "التظاهر حق دستوري وقانوني، والمظاهرات مستمرة حتى أمام الاتحادية، وأنا اتخذت الإجراءات القانونية وأحلتهم للنيابة العامة".

*وماذا عن واقعة سب ابن مرسي لضابط شرطة؟
ورد إلى أن نيابة الزقازيق تحقق مع نجل الرئيس آنذاك "عمر" لأنه سب أحد الضباط، وبانتقالي إلى النيابة لمعرفة التفاصيل، وجدت "أسامة" نجل الرئيس أيضًا حضر للدفاع عن أخيه، فهو محام في الأساس، وكانت الواقعة أن النقيب محمد فؤاد ضابط بوحدة مرور الشرقية، كان يستقل سيارة الونش وبجواره سيد السباعى "عسكري"، بميدان في الزقازيق، وحدثت مشادة بين الطرفين، على إثرها قال أحد الأشخاص: "أنت متعرفش إحنا مين.. ده ابن رئيس الجمهورية"، ولكن استدرك الأمر وتم الصلح بين الطرفين.

• ولكن يقال إن الضابط والعسكري لم يرغبا في الصلح وإنه تم الضغط عليهما ؟
- لم يضغط عليهما أحد بدليل تحرير محضر بالواقعة، ومعرفة القائمين على تحريره أن هذا الشخص هو ابن رئيس الجمهورية، ولكن ما حدث بالضبط هو أنه مع مقابلة أطراف القضية ببعضهم "الضابط والعسكري" و"الاثنين اللذين استقلا السيارة"، أشار العسكري إلى الشخص الذي قام بالمشادة الكلامية، وكان صديق عمر وليس ابن الرئيس، وشهد بأن عمر لم يقم بسب الضابط بل صديقه، فهدأ الضابط والعسكري بعد أن علما ذلك وانتهى الموضوع بالصلح.

في الجزء الثانى من الحوار غدا:
قوة رجال الشرطة أنهكت ولم يعد لديهم طاقة لإبراز الجانب الإيجابي للشعب


Advertisements
الجريدة الرسمية