رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"حكومة الموظفين" تهدد المؤتمر الاقتصادي!


من المؤكد بذل جهد كبير من أجل الإعداد ونجاح المؤتمر الاقتصادي، بذل فيه من الجهد والتخطيط من رجال نراهم ونعرفهم وكثيرين لا نراهم ولا نعرفهم، المهم هنا أن الجميع عمل من أجل مصر، مصر المستقبل وليس مصر اليوم فقط.


ومع سعادتي الشديدة مثل المصريين بالمؤتمر ورجاله النابهين ممن بذلوا الجهد ونزفوا العرق، إلا أنني أجد أن الحالة في الوزارات تسير من سيئ إلى أسوأ، المهم تعلمنا أن الوزير هو القائد في وزارته، المبادر، ولكن الوزير الموظف خطر يهدد التقدم في أي مجال.

أحد الوزراء الجدد جاء من حيث لا نحتسب، لا يعرف شيئا عن قطاعات الوزارة، لا يعرف شيئا عن هدف وزارته، فذهب للاجتماع بقيادات الوزارة، وطلب من كل منهم تقارير عن كل القطاع الذي يترأسه، متضمنا مشاكله وطموحاته، والرجل - بارك الله فيه - قال إن أهم ما يشغله هو عمل نظام من خلال إحدى شركات الاتصال ليربط بين مكتبه وجميع قيادات الوزارة، حتى يعرف إذا كانوا وصلوا مكاتبهم أم لا!!

ولأن شعار الأغلبية من القيادات "مات الملك عاش الملك"، الجميع ذهب لترتيب الأوراق التي سيقدمها للوزير حتى ينال الرضا، الطريف أن البعض قال: يبدو أنه جاء من أمن الدولة وليس الجامعة، فوجئ صديقي - وهو أحد المقربين للكبار - أن السيد رئيس القطاع ليس فاهما شيئا، والمهم رص ورق فوق بعضه ليوضع أمام الوزير، فذهب صديقي إلى رئيس الإدارة المركزية، طالبا العون، فما كان إلا أنه فوجئ بأن السيد رئيس الإدارة المركزية لا يعرف شيئا مطلقا عن عمله، أهم ما يشغله أنه حائر في الأوراق ومش قادر يستوعب الشغل، قال صديقي في نفسه "المدير العام لديه خبرات تقرب من 30 سنة في مجال عمل القطاع، كان أكثر جهلا وغباء من سابقه، ذهب إلى مديري المواقع، لم يفاجأ هذه المرة من جهل وتواضع مستوى إمكانياتهم، وبناء عليه لا يمكن توجيه اللوم إلى الموظف البسيط الذي لم يجد أحدا يعلمه أو يرفع درجة وعيه أو حتى يعرفه ما هو المطلوب منه".

للأسف، هذا هو الحال في معظم الوزارات، الوزراء لا يعرفون سوى الحديث في الإعلام فقط، ولا يعرفون أي شيء عن قطاعاتهم المختلفة، لدرجة أن السفير السابق سامي الزقم قال: لا تندهش إذا وجدت وزيرا لا يعرف قطاعات وزارته وليس عمل القطاعات!.. هذا الأمر أهميته ليست فقط لرفع مستوى أداء الوزارات، أو زرع الانضباط، ولكن الأهم أن ندرك أن المؤتمر الاقتصادي لن ينجح ويأتي بالنتائج المرجوة، إلا إذا أدت الوزارات دورها على أكمل وجه، من الطبيعي أن المستثمر سيتعامل مع الوزارات المختلفة، ولا يوجد وزارة مستبعدة من الدور المرجو لإنجاح المؤتمر والعبور بمصر إلى مرحلة جديدة من الانتعاش الاقتصادي، أؤكد جميع الوزارات بلا استثناء بدءا من الخارجية والدفاع إلى الثقافة والشباب!

وبالتالي لا بد أن يدرك السيسي أن جهوده الجبارة من أجل مصر قد تضيع هباءً، لو لم يدرك أن الكثير من الوزراء يمارسون عملهم كموظف تسهيلات، أو موظف بليد يهمه فقط الذهاب للعمل لينام حتى موعد انتهاء العمل، بلا شك أن مصر أكد المؤتمر على أن مستقبلها مشرق، مليء بالتفاؤل، ولكن حتى نحقق هذا لا بد من سواعد قوية وإرادة فولازية، وعقول مؤهلة للقيادة حتى لا يصبح المؤتمر الاقتصادي مجرد مظاهرة رائعة تسقط أمام "حكومة الموظفين"!
Advertisements
الجريدة الرسمية