رئيس التحرير
عصام كامل

أوجاع اليمن واليمنيين



يخطئ من يتصور أن المشكلة اليمنية هي مشكلة ميليشيات طارئة أو حالة من حالات التفخيخ يقودها الرئيس السابق علي عبد الله صالح .. قضية اليمن تكمن فى التنمية، فاليمن السعيد لم يعد سعيدا .. جرفته أيادى الإهمال وقطعت أوصاله مساحات التخلف والفرقة والحكم غير الرشيد لسنوات طويلة.

يعاني اليمن من مساحات إهمال لم يكن أبناؤه وحدهم أبطالها .. جيران اليمن يدفعون ضريبة إهمال اليمن ومنطق الأشياء يفرض علينا جميعا أن نقود العالم بأكمله إلى صناعة يمن جديد .. يمن قادر على الاستجابة لطموحات شعبه .. يمن يؤدى دوره الإقليمي والدولى .. يمن يستطيع أن يتحمل تبعات موقعه الجغرافى الاسترتيجى المهم.

اليمن ليس ملكا لليمنيين وحدهم .. اليمن واحد من الدول التي يفرض عليها موقعها القيام بأدوار دولية وإقليمية مهمة ولن يكون مقبولا أن نطارد الحوثيين دون أن نضع في الحسبان مطاردة الفقر والجهل والقبلية والتشرذم .. عودة اليمن مرهونة بما يمكن أن يقدمه العالم لشعبه لاستنهاض قواه وإعادته إلي دوره الإنساني العظيم.
وأحسب أن موتمرا اقتصاديا شبيها بما جري فى شرم الشيخ قد يقودنا إلي حلول أبدية، فالشعوب التي تطرح أشجارها آمالا وطموحات وأحلاما تكون قادرة على التعاطى الإنساني أكثر من غيرها، فالفقر والجهل والمرض والتحزب كلها أدوات التدخل الخارجى.. الجيوب الفارغة تبحث عن من يملأ فراغها والعقول الخاوية تسيطر عليها أكاذيب الكهنوت فانقذوا اليمن بطلعات اقتصادية بدلا من الطلعات الجوية .. ازرعوا الأمل بديلا عن القنابل .. أعيدوا اليمن لليمنيين .. سعيدا .. جميلا .. قويا .. قادرا على تحمل مسئولياته.
الجريدة الرسمية