رئيس التحرير
عصام كامل

الغزو الإيراني يا عرب


يمر الآن الوطن العربى بمنعطفات شديدة التطور، وسريعة التبلور، ومديدة التحور، أنها الفتنة الكبرى التي حذرنا منها مرات تلو مرات، أنها (إيبولا) الوطن العربى، الرياح عاتية ومتعددة الاتجاهات، وتحتاج منا إلى التلاحم والتوحد والبعد عن ما يثير الفرقة ويهدد الاستقرار في المنطقة العربية.

الأطماع الفارسية في المنطقة العربية تاريخها طويل وممتد إلى ما قبل الإسلام، لذلك يمكننا أن نقسم هذه الأطماع والاحتلالات إلى ما قبل الإسلام وبعد الإسلام، فالمرحلة الأولى سيطرة الإمبراطورية (الأخمينية) على الكثير من المناطق العربية بدءا من العراق ومرورا بمنطقة الخليج العربى، ووصولا إلى ليبيا، وبعد انتهاء هذه الإمبراطورية الفارسية الأخمينية على يد الإسكندر المقدونى، جاءت إمبراطورية فارسية جديدة عرفت (بالساسانية ) التي احطمت سيطرتها مجددا على بعض المناطق العربية وهذا يعكس الأطماع الفارسية بالمنطقة العربية قديما.

وجدت إيران في التشيع متراسا يحمى هويتها القومية والثقافية، ورمحا تطعن به، وسهما ترمى به، ووسيلة تخترق بها الدول العربية والإسلامية.
وما حصل من حروب صفوية عثمانية، فعلى الصعيد الداخلى تعامل العربى الشيعى الاحوازى بمنطلق قومى عنصرى، وتعامل السنى الإيرانى، وأن كان أعجميا، من منطلق طائفى، حيث إنها ترى في الفكر الإسلامي السنى مشروع تعريب، وترى في العربى عدوا ثقافيا وتاريخيا لا يمكن التعامل معه، لكنها في التعامل الخارجى تقوم على استغلال عواطف الشيعى، عربيا كان أو أعجميا، ومحاولة ربطه بإيران من خلال الخطاب الطائفى المبنى على العاطفة.

يجب ألا يبقى العرب مكتوفى الأيدي أمام كل ما يجرى نحن نمتلك السلاح والقوة الجوية والمال والأجهزة الاستخباراتية اللازمة من أجل الدفاع عن أراضينا.

دول الخليج مهددة بشكل خاص من حيث يتحول فيه العراق وسوريا وإيران إلى إمبراطورية شيعية كبرى تصوب أنظارها نحو دول مجلس التعاون الخليجى والمنطقة العربية.

قبل بضع سنوات هددت إيران بإغلاق مجالها الجوى أمام شركات الطيران التي تستخدم " الخليج العربى " وباغلاق مضيق هرمز في حال تعرضها للهجوم، لونفذت تلك التهديدات من جانب إيران وكذلك من جانب سوريا والعراق واليمن الخاضعة للسيطرة الإيرانية، لأصبح المواطنون والمقيمون في دول الخليج رهائن مقيدين عن السفر بحرية.

ماذا حل بنا أيها العرب ؟ ! كنا نتمتع بالعزة والكرامة، كانت قلوبنا تنبض بالمشاعر الوطنية العربية.
هل ننتظر الإيرانيين كى يحتلوا دولنا دولة تلوا أخرى ؟!

لا يمكننا أن نظل مترددين ومرتعدين في وجه ما يحدث في وطننا العربى من إرهاب داعش تارة، والتمدد الإيرانى تارة أخرى.
ومن المتوقع من القمة العربية التي ستعقد في خلال الساعات القادمة أن تطرح على رأس جدول أعمالها فكرة إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة لتنفيذ مهمات التدخل في اليمن أو في أي دولة عربية مهما كانت الضرورة، كما سيتضمن مشروع لعدة قرارات منها القضية الفلسطينية وتطوراتها وخاصة ما يتعلق بالاستيطان ودعم وصمود الشعب الفلسطينى خاصة في القدس ودعم موازنة دولة فلسطين بالإضافة بحث متابعة تطورات الصراع العربى ــــ الإسرائيلى وتفعيل مبادرة السلام العربية بالإضافة إلى فك الحصار عن قطاع غزة واعادة الاعمار، كما تتضمن مشاريع قرارات تطورات الأوضاع في لبنان والعراق واليمن وليبيا والصومال وسوريا خاصة ما يتعلق بالجولان السورى المحتل وقضية جزر دولة الإمارات والتي تحتلها إيران.
الجريدة الرسمية