رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المتحدث الرسمي لـ«صحوة مصر»: المصالحة مع الإخوان أكبر من الرئيس


  • الداخلية جهاز وطني يحتاج لتعزيز كفاءته
  • البرلمان القادم مهدد دستوريًا
  • لا توجد قائمة تدعمها الدولة
  • سنشارك في الحكومة المقبلة بكفاءات وطنية

يخوض الاتحاد المدنى الديمقراطي صحوة مصر، ماراثون الانتخابات البرلمانية المقبلة منافسا العديد من القوائم الانتخابية، في ظل حالة التخبط التي تضرب التحالفات الانتخابية تمكنت قائمة صحوة مصر من التماسك أمام شلال الإخفاقات الذي طال العديد من التحالفات التي ما لبثت أن أعلن تدشينها حتى ضربت الخلافات صميمها وانتهت قبل أن تبدأ وقبل أن يشعر بها المواطن في الشارع المصري. 

"فيتو" حاورت رامى جلال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد المدني الديمقراطي "صحوة مصر".

*لماذا يخوض رامي جلال العمل السياسي في الفترة الحالية؟
أتقاطع مع العملية السياسية لكنني لا أعتبر نفسي طرفًا فيها؛ فقد دخلتها من بوابة الإعلام كمتحدث رسمي للاتحاد المدني الديمقراطي. فالعمل السياسي قائم بالأساس على المواءامات التي تبتعد به عن المثاليات وتتطلب بالضرورة الاتيان بتصرفات واتخاذ قرارات قد لا أراها أفضل ما يمكن فعله، وبالتالي نأيت بنفسي قدر الإمكان عن صنع السياسة ولكنني أحتفظت فقط بفكرة نقلها للجماهير كمتحدث إعلامي، وكان لابد أن أنقل سياسة أتفق مع إطارها العام، ومن هنا جاء قبولي للعمل متطوعًا في كيان محترم هو "صحوة مصر" كعضو باللجنة المحايدة لاختيار السادة المترشحين ثم كمتحدث إعلامي.

*هل تضم قائمة صحوة مصر أعضاء بالحزب الوطني المنحل وما موقف القائمة بشكل عام من أعضاء الوطني؟
قامت فكرة "صحوة مصر" على عدة محاور منها البُعد عن كل من أفسد عبر التوحد مع أنظمة صدر قرارًا شعبيًا بتنحيتها من خلال ثورتين، لأن القوائم الانتخابية لـ "صحوة مصر" لن تكون حصان طروادة لعودة مرشحي الحزب الوطني المنحل أو منظمة الإخوان الإرهابية لتصدر المشهد، ولأنه لا توجد معايير واضحة وفاصلة في تحديد من أفسد ومن لم يتورط في ذلك فقد أرتأينا أن ننأي بأنفسنا عن هذا الفخ وأن تحتفظ قوائم "صحوة مصر" بقدر عال من النقاء بعيدًا عن أعضاء نظامي المخلوعين الأول والثاني.

*لماذا اختفى السلفيون والتيارات الدينية من القائمة؟
تيارات التأسلم السياسي هي تيارات متجمدة إيديولوجيًا، هي بطبيعتها لا تقبل المشاركة الحقيقية القائمة على الندية، هي تيارات تربت على ثقافة الاحتواء، سواء فاعلة أو مفعول بها. وبشكل عام فإن اليمين الديني المتطرف يعمل بالسياسة خلافًا للقانون الذي يحظر تكوين الأحزاب على أساس ديني، وبالتالي لا أرضيات مشتركة ثابتة تسمح بوضع أثاث لبناء يضمنا معًا.

*رأيك في المصالحة مع الإخوان؟
لا مصالحة على الدم المصري، ونحن نخوض حربًا حقيقية مع قوى أجنبية رأس حربتها هي تنظيم الإخوان الإرهابي الذي قد يتحالف مع الشياطين من أجل الوصول للسلطة. والمصالحة الآن أكبر من إمكانيات أي فرد أو فصيل بما في ذلك رئيس الجمهورية، ولا أظن أن المصالحة الشعبية مع الإخوان ستحدث قبل عودة من مات!

*تحليلك لأداء السيسي والفرق بينه وبين أداء مرسي؟
في ظل وضع استثنائي وتهديدات خارجية حقيقية، فإن أداء الرئيس السيسي جيد للغاية، المشكلة أن معدلات التقدم المتسارعة ما زالت لا تفي بالمطلوب لأن حالة الركام الذي وصلت إليها مؤسسات الدولة تلتهم كل مساعي التقدم، لكن اعتقد أن الوضع سيتحسن قريبًا مع وجود حلول خلاقة للمشكلات.

أما الرئيس المخلوع مرسي فلم يكن له أداء من الأساس؛ فمن حيث الشكل كان رجلًا كاريكاتوريًا بسيط الفكر. أما من حيث المضمون فلم يكن موجودًا لأنه كان دمية في يد تنظيم الإخوان الإرهابي الذي اعتمد سياسات إقصائية للآخر واستحواذية للسلطات، وهو ما تنبهت له القوى الوطنية بعد انتهاء انتخابات "شفيق-مرسي" حين اجتمعوا بالإخوان في فندق "فيرمونت" ووضعوا ستة معايير تمنع الإخوان من السيطرة على مقاليد الأمور، وطبعًا لم يلتزم الإخوان بشيء منها.


*رؤيتك للبرلمان المقبل من حيث القوانين المنظمة له وشكله عقب إجراء الانتخابات والفئة التي من الممكن أن تسيطر عليه؟
لا توجد فئة واحدة ستسيطر على البرلمان القادم، وهذا البرلمان يحتاج إلى أمرين للحفاظ عليه، أولهما كتلة متماسكة تكون نواة للعمل البرلماني، وثانيهما كفاءات تكون قادرة على القيادة أو المشاركة في اللجان البرلمانية النوعية التي سيتعين عليها التصدي للعديد من الملفات الخطيرة في الفترة المقبلة.

*تقييمك لأداء الحكومة ووزارة الداخلية؟
الحكومة المصرية تشبه شخصا مجتهدا لكنه غير موهوب. هي تعمل بجد وقوة وإصرار على أرضية وطنية وشريفة، لكنها لا تمتلك العديد من الحلول الخلاقة للمشكلات، ولولا الوضع الاستثنائي الذي نعيشه لكانت هذه الحكومة أحد أفضل الحكومات التي مرت على مصر، لكن السياق العام الآن يحتاج لمزيد من الابتكار.

أما وزارة الداخلية، فمن يهاجمونها بعنف يرتكزون على فكرة أنها جهاز غير وطني، ومن يؤيدونها بشدة يستندون إلى منطق أنها بلا عيوب، بينما الواقع أنها ببساطة جهاز وطني يحتاج إلى تعزيز كفاءته، وهذا يتطلب تأهيل وتدريب ومعدات.. وقولًا واحدًا كان بقاء وزير الداخلية السابق جزء من المشكلة، لكن إقالته لا يمكن أن تكون هي الحل في حد ذاتها لكنها خطوة أولى. وعلينا البدء من المناهج ومعاهد وكليات الشرطة.

*هل في حالة استحواذ القائمة علی نسبة من المقاعد ستعمل علی تشكيل الحكومة أو المشاركة فيها علی الأقل؟
الهدف الأساسي من "صحوة مصر" هو تقديم كفاءات للبرلمان قادرة على الرقابة بحكمة والتشريع برشد، ولدينا متخصصين في كافة المجالات قادرون على وضع تصورات لكافة الملفات، ونرحب بالعمل في أي إطار يفيد الوطن.

*وهل قائمة في حب مصر قائمة الدولة أم لا ؟
لا توجد قوائم للدولة، وإن كان البعض يحاول طبعًا الإيحاء بذلك، ولكن هناك قوائم تدخلت بعض مؤسسات الدولة في تشكيلها والضغط على بعض أعضاء القوائم الأخرى ترغيبًا وترهيبًا. ولعل تأجيل الانتخابات فرصة جيدة للدولة المصرية للحد من هذه التصرفات ومنع أي صراع مؤسسي قد ينشأ لاحقًا.

*هل تأجيل الانتخابات في صالح القوی السياسية ومن السبب وراء تأجيلها؟
سبب التأجيل هو وضع القوانين دون إخضاعها لأي نوع من أنواع الحوارات المجتمعية، وهي قوانين بها عوار واضح حذر منها الجميع، وإذا استمر الوضع هكذا فسوف يكون البرلمان القادم مهددًا دستوريًا.. ومن الناحية الإجرائية على الأرض فإن التأجيل يصب بالطبع في مصلحة الأحزاب لإلتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق؛ فالجميع عانى بلا استثناء، ولكن الأقل تضررًا كان من وضع محددات معينة للعمل وابتعد عن فكرة المحاصصات والتربيطات.
Advertisements
الجريدة الرسمية