رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أسامة عكاشة في لحظة جنون.. وضع 11 من أمهات الصحابة والتابعين في دائرة «الحرام»


لا يختلف أحد على أن الراحل أسامة أنور عكاشة هو أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في الدراما المصرية والعربية، لكنه قبل ست سنوات، أي عام 2009، تجاوز الخطوط الحمراء بمقاله المنشور في جريدة الأهرام، بعنوان «أبناء الزنا كيف صاروا أمراءً للمسلمين»، ليضع نفسه في مواجهة خاسرة أمام الأزهر الشريف، الذي أعلن الحرب على الروائى الشهير، بعد أن نال من شرف أمهات الصحابة والتابعين.


في هذا المقال لم يترك عكاشة أميرًا من أوائل أمراء المسلمين إلا وأعاد نسبه إلى امرأة زانية، سواء أمه أو جدته، وكان أشهر من تناولهم هو عمرو بن العاص، فاتح مصر، الذي اتهم والدته بالبغاء، دون أصل أو دليل ملموس.

ولم يكن لديه أي أدلة كذلك في اتهاماته التي وزعها على أمراء المسلمين، مكتفيا بكتابة قبل كل أمير يتناول سيرته «روى» أو «يقال»، ولم يذكر طيلة المقال أي مصدر موثوق منه، مما جعل الأزهر يرفض المقال شكلًا وموضوعًا، ويهدد عكاشة إذا لم يعتذر.

الروائى الشهير لم يعر اهتمامًا لتهديدات الأزهر، ورفض التنازل عن آرائه، وظهر في برنامج «القاهرة اليوم»، المذاع على قناة «أوربت الفضائية»، في حوار مع الداعية الإسلامى «خالد الجندى»، الذي طلب من عكاشة أي دليل على كلامه، فهرب عكاشة قائلًا «هو لو قلت ما قلته عن عمرو بن العاص، هل يخرجنى هذا عن الملة، ويجعلنى أنكر ما هو معلوم من الدين».

ويستهل «عكاشة» مقال الأزمة قائلًا «إنه ليس من الصدفة أن يبدأ الصراع في الجاهلية بين أولىالشرف من العرب كبنى هاشم ومخزوم وزهرة وغيرهم، وبين من اشتهر بالعهر والزنى مثل بنى عبد شمس وسلول وهذيل، والذي امتد هذا الصراع إلى ما بعد دخول كل العرب الإسلام».

وعمد إلى ترتيب النساء اللاتى كنا أمهات أو جدات لأحد أمراء المسلمين، زاعمًا أنهن مارسن البغاء، وشمل المقال 11 سيدة في النص التالى:

1- حمامة أم أبى سفيان، وهى زوجة حرب بن أمية بن عبد شمس، وهى جدة معاوية، كانت بغيًا صاحبة راية في الجاهلية.
2- الزرقاء بنت وهب، وهى من البغايا وذوات الإعلام أيام الجاهلية، وتلقب بالزرقاء لشدة سوادها المائل للزرقة وكانت أقل البغايا أجرة، ويعرف بنوها بنو الزرقاء وهى زوجة أبى العاص بن أمية، أم الحكم بن أبى العاص (طرده الرسول من المدينة)، جدة مروان بن الحكم، يقال إن الإمام الحسين، رد على رسول مروان بن الحكم قائلًا « يابن الزرقاء الداعية إلى نفسها بسوق عكاظ».

3- آمنة بنت علقمة بن صفوان، أم مروان بن الحكم جدة عبد الملك بن مروان وكانت تمارس البغاء سرًا مع أبى سفيان بن الحارث بن كلدة.. وهذا مروان هو الذي أتوا به بعد ولادته إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال الرسول «ابعدوه عنى هذا الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون»، وهذا الذي يلعنه الرسول يصبح أميرا للمؤمنين...

4- النابغة سلمى بنت حرملة، وقد اشتهرت بالبغاء العلنى ومن ذوات الإعلام، وهى أم عمرو بن العاص بن وائل، كانت أمة لعبد الله بن جدعان، فأعتقها فوقع عليها في يوم واحد أبو لهب بن عبد المطلب وأمية بن خلف وهشام بن المغيرة المخزومى وأبو سفيان بن حرب والعاص بن وائل السهمي، فولدت عمرو، فادعاه كلهم لكنها ألحقته بالعاص بن وائل لأنه كان ينفق عليها كثيرًا.
5- سمية بنت المعطل النوبية، وهى من البغايا ذوات الإعلام وكانت أمة للحارث بن كلدة وتنسب أولادها ومنهم زياد مرة لزوجها عبيد بن ابى سرح الثقفى فيقال زياد بن عبيد ومرة يقال زياد ابن سمية ومرة زياد ابن أبيه، حتى استلحقه معاوية بأن أحضر شهود على أن أبو سفيان قد واقع سمية وهى تحت عبيد بن أبى سرح وبعد تسعة أشهر ولدت صبيا سموه زياد، ولم يستلحقه معاوية حبًا وكرامة، ولكن لأن زياد بن ابيه كان عامل سيدنا على (رضى الله عنه) على فارس والأهواز فأراد استمالته.

ويستمر البغاء في إنتاج رجال الرذيلة ليكونوا سادة العرب.
6- مرجانة بنت نوف وهى أمة لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت، كان يصلها سفاحا العديد من الرجال من بينهم زياد ابن أبيه فباعها عبد الرحمن وهى حامل من الزنا، فولدت عبدين هما عباد وعبيد الله ابنا مرجانة لا يعرف لهما أب، فاستدعاهما زياد واستلحقهما به.

7- قطام بنت شحنة التيمية، وقد اشتهرت بالبغاء العلنى في الكوفة وكانت لها قوادة عجوز، اسمها لبابة هي الواسطة بينها وبين الزبائن، كان أبوها شحنة بن عدى وأخوها حنظلة بن شحنة من الخوارج، وقد قتلا معا في معركة النهروان، فأصبحت والغل يأكل قلبها لهذا طلبت من عبد الرحمن ابن ملجم عندما جاء لخطبتها، أن يضمن لها قتل سيدنا على (رضى الله عنه) ويصدقها بثلاثة آلاف درهم وغلام وجارية فلم يشف غليل هذه الزانية مقتل الإمام، بعدما سمعت بمقتل ابن ملجم أيضا لهذا بعثت إلى مصر من وشى على جماعة من العلويين هناك عند الوالى عمرو ابن العاص ابن البغى سلمى بنت حرملة، ومن هؤلاء الجماعة خولة بنت عبد الله وعبد الله وسعيد أبناء عمرو بن أبى رحاب.

8- نضلة بنت أسماء الكلبية، وهى زوجة ربيعة بن عبد شمس، وهى أم عتبة وشيبة اللذان قتلا يوم بدر، يذكر الأصفهانى في كتابه الأغانى أن أمية بن عبد شمس جاء ذات ليلة إلى دار أخيه ربيعة فلم يجده، فاختلى بزوجة أخيه وواقعها، فحبلت منه بعتبة.
ويروى أن أمية هذا ذهب إلى الشام، وزنى هناك بأمة يهودية، فولدت له ولدا سماه ذكوان ولقبه أبو عمرو، وجاء به إلى مكة داعيًا أنه مولى له حتى إذا كبر أعتقه واستلحقه، ثم زوجه امرأته الصهباء، قال ابن أبى الحديد، إن أمية فعل في حياته ما لم يفعله أحد من العرب، زوج ابنه أبو عمرو من امرأته، في حياته فولدت له أبا معيط، وهو جد الوليد بن عقبة بن أبى معيط، الذي ولاه عثمان الكوفة حيث كان يأخذه النوم بعد أن يقضى ليلته في شرب الخمر ولا يصحو على صلاة الفجر.. هكذا كانوا ولاة أمور المسلمين !!!!
يروى أن عقبة بن أبى معيط، لما أسره المسلمون يوم بدر، أمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) بقتله فقال يا محمد ناشدتك الله والرحم فقال الرسول ما أنت وذاك إنما أنت ابن يهودى من أهل صفوريه.

9- هند بنت عتبة، وقد اشتهرت بالبغاء السرى في الجاهلية هي زوجة أبى سفيان، وابنها معاوية يعزى إلى أربعة نفر، غير أبى سفيان، مسافر بن أبى عمرو بن أمية، عمارة بن الوليد بن المغيرة، العباس بن عبد المطلب، والصباح مولى مغن لعمارة بن الوليد.
يروى أن سيدنا على (رضى الله عنه) قال في كتابه إلى معاوية (.. وأما قولك نحن بنى عبد مناف ليس لبعضنا فضل على بعض.. فكذلك نحن.. لكن ليس المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللصيق..) وهى إشارة واضحة بالصاق أصول معاوية بعبد مناف.

10- ميسون بنت بجدل الكلبية هي أم يزيد بن معاوية، كانت تأتى الفاحشة سرا مع عبد لأبيها ومنه حملت بيزيد، ويروى أن معاوية خاصم ميسون فأرسلها إلى أهلها بمكة وبعد فترة أرجعها إلى الشام وإذا هي حامل....!!!! قال يزيد للإمام الحسن (رضى الله عنه) ( يا حسن إنى أبغضك) فقال الإمام ( ذلك لأن الشيطان شارك أباك حينما ساور أمك فاختلط الماءان).
قال محمد الباقر (رضى الله عنه): ( قاتل يحيى بن زكريا ولد زنى، وقاتل الحسين ابن على ولد زنى، ولا يقتل الأنبياء والأوصياء إلا أبناء البغايا ).

11- آمنة بنت علقمة بن صفوان، هي أم مروان بن الحكم كانت تمارس الزنا مع أبى سفيان فولدت مروان، وقالت السيدة عائشة (رضى الله عنها) لمروان: ( لعن الله آباك وأنت في صلبه، فأنت بعض من لعنه الله ثم قالت والشجرة الملعونة في القرآن).
هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية، فلا غرابة أن نرى الدماء تلون كل أوراق تاريخنا !!
ويبقى أن هذه الجملة التي أنهى بها عكاشة مقاله، قاصدًا منها إثبات أن كل أمراء المسلمين كانوا نتيجة علاقات محرمة، تسببت في تشويه صورة الروائى الشهير أمام جمهوره، ولم تنل كثيرًا من صورة أمراء المسلمين، الذين تناولهم.


c.v
● ولد عام ١٩٤١ وتوفى عام ٢٠١٠
● يوصف بأنه أحد أبرز كتاب الدراما المصرية والعربية
● من أبرز مسلسلاته «ليالي الحلمية» كما كتب للسينما عدة أفلام أبرزها: «كتيبة الإعدام»
Advertisements
الجريدة الرسمية