رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان يدشنون «الأزهر البديل» في تركيا.. «عبد الستار» أعلن إنشاء «بناء» لتخريج إرهابيين بما لا يخالف شرع الله..«عبد الجليل»: يحاربون الإسلام بالإسلام..و«ا


يوما ما دفع الغلُّ «أبرهة الأشرم»، إلى أن يحاول هدم «الكعبة»، ليبنى بديلا لها في الحبشة، فأرسل الله عليه طيرا أبابيل، ترميه وجنوده بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول، واليوم، يكرر غربان جماعة الإخوان الإرهابية الهاربون إلى تركيا وقطر، سيناريو مشابها، عندما وسوس لهم الشيطان، بأن ينشئوا كيانا بديلا أو موازيا لـ «الأزهر الشريف» في إسطنبول، بعدما فشلوا في ترويضه ليكون مطية لهم في خدمة مخططاتهم الآثمة.


أحد من تخرجوا في جامعة الأزهر، وهو الدكتور جمال عبد الستار، إحدى أذرع الجماعة الإرهابية في أخونة وزارة الأوقاف عندما كان وكيلا لها في عهد المعزول، والمقيم في تركيا، أعلن الأسبوع الماضى، عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وعبر الفضائيات الإخوانية، عن تفاصيل إنشاء «أزهر مواز أو بديل»، بدعوى أن المرحلة الحالية، تتطلب «بناء علماء ربانيين ودعاة صادقين»، ينطبق عليهم قول الله تعالى «الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أحدا إلا اللَّهَ وَكَفَىٰ بالله حسيبا»، وكأن «عبد الستار» يحسب نفسه هو و«شلة الأنس»، في تركيا وقطر، الذين يباركون تخريب الأوطان، من العلماء الربانيين !

«عبد الستار»، الذي يصف نفسه بأنه «الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة»، خرج عبر فضائيات الإخوان الأسبوع الماضى، وراح يتطاول على المؤسسة الدينية التي تربى في كنفها، وعلى أيدى أساتذتها، مروجا لفكرة «الأزهر البديل»، زاعما أن الأزهر الشريف يعيش أسوأ عصوره، في عهد شيخه الحالى، الدكتور أحمد الطيب، الذي يشهد له القاصى والدانى، سوى غربان الإخوان، بكل خير.

ولأن «عبد الستار»، يدرك الظروف الصعبة للدارسين بالأزهر، والراغبين في دراسة العلوم الشرعية، فإنه اعتمد في ترويجه لمخططه على الدعم المالى المقدم من تركيا وقطر، منوها إلى أن الدراسة والإقامة خلال السنوات الدراسية الأربع سوف تكون مجانية، فضلا عن صرف إعانات شهرية سخية ورعاية صحية مجانية.

وجود «عبد الستار» على رأس هذا المشروع الخبيث، كان مؤشرا إلى أن الهدف الحقيقى من «الأزهر البديل» هو تخريج دفعات من الإرهابيين الجدد، الذين يحاربون الإسلام بالإسلام، على حد وصف وكيل وزارة الأوقاف السابق الدكتور سالم عبد الجليل، لا سيما بعد انحسار مؤيدى الجماعة الإرهابية في مصر، وانطفاء جذوتهم إلى غير رجعة.

وللتذكرة وحتى لا ننسى، فإن «عبد الستار» الذي كان كادرا نشيطا في زمن الحقبة الإخوانية، قاد، من خلال وزير الأوقاف الإخوانى في ذلك الوقت الدكتور طلعت عفيفى، أكبر مخطط لأخونة الوزارة، كما كان مقيما بصفة منتظمة في مكتب الإرشاد قبل تدميره وطى صفحة الجماعة إلى غير رجعة، حيث كان يتلقى أوامره من قادة الإخوان، وينفذها مباشرة، مثل تمكين الدكتور يوسف القرضاوى من إلقاء خطبة الجمعة، في الجامع الأزهر، وإصدار قانون إعمار المساجد، الذي كان يهدف في الأساس إلى تمكين عناصر الجماعة الإرهابية من المنابر.

كما كان أبرز أدوات التواصل بين الإخوان وحركة «حماس» الإرهابية، حتى أنه كان يعتزم تمكين «إسماعيل هنية» من إلقاء خطبة الجمعة في جامع عمرو بن العاص، فضلا عن إلقاء خطب عديدة أمام معتصمى «رابعة».

الدكتور سالم عبد الجليل، يصف الدعوة التي أطلقها القطب الاخوانى، عضو تحالف دعم الإرهاب جمال عبد الستار، بإنشاء «أزهر بديل» بأنها دعوة خبيثة، تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية، من خلال الكيانات الموازية، وهى سياسة اعتمدت عليها الجماعة طيلة حياتها، وكان آخرها «البرلمان الموازى»، الذي صادف فشلا ذريعا.

«عبد الجليل» شدد على أهمية التوعية بخطورة هذه الكيانات، التي تعمل على «هدم الإسلام بالإسلام» على حد وصفه، عبر توظيف الآيات القرآنية لخدمة مصالحها وأهدافها، الأمر الذي يسفر عن تضارب في المعانى والتفسير، فيلتبس الأمر على المسلم البسيط، ويظل فاقدا للصواب، لتضارب الأسانيد والتفاسير.

الداعية الإسلامى أخذ على مشيخة الأزهر، التزام الصمت التام أمام مثل هذه الأمور، مناشدا إياها، التصدى لهذه الكيانات، فضلا عن إنشاء لجان متخصصة للرد على الحجج التي يقدمونها، وإظهار جهلهم، وسوء طويتهم، ومؤكدا أن الهدف من أكاديمية «بناء» هو بناء إرهابيين جدد، يعملون على نشر فكر الإخوان الإرهابى.

« الأزهر قلعة حصينة ولا يمكن لأي كيان أن يحل محله، فمهما فعلت تركيا لن تضاهي جامع الأزهر أو أن تبنى صرحا كبيرا كسب ثقة الناس على مدى ألف عام»، بحسب عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور عبد الله النجار، مؤكدا فشل كل الكيانات التي أرادت مناطحة الأزهر، من قبل، سواء التي كانت في تونس أو المغرب.

وأضاف النجار أن الأزهر بتراثه وتاريخه وعلمائه الذين يملئون الأرض وسطية واعتدالا، أكبر بكثير من مناورات الصغار واللئام، مؤكدا أن مشروع «عبد الستار» سوف يبوء بالفشل الذريع قبل أن يبدأ، كدأب مخططات الإخوان التي تفتقد دائما إلى أي حس وطنى أو دينى أو أخلاقى.

« النجار» سخر من حزمة الشروط السلوكية والنفسية التي أرفقها «عبد الستار» بإعلانه ضمن شروط القبول بأكاديمية بناء الإرهابيين، مثل أن يكون المتقدم محافظا على الشعائر والفرائض ومن عمار المساجد وأن تكون علاقته منضبطة بالناس، وأن يكون ذا حضور اجتماعي وواسع الأفق ومتواضعا وسويًّا من الناحية النفسية، لأمرين، أولهما: إن هذه أمور لا يمكن التيقن منها، فضلا عن أن قيادات الإخوان تفتقد إليها جميعا، ومن ثم فإن فاقد الشيء لا يعطيه.

يشار إلى أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، كان قد اكتفى بتعليق مقتضب حول مشروع «الأزهر البديل» مؤكدا أن الأزهر لا يتوانى عن دوره التعليمي والدعوي، وأنه المؤسسة الوحيدة التي ظلت على مدى أكثر من 10 قرون تدرس الإسلام بصورة صحيحة، ولم يتأثر بأي تيار من التيارات، ولا بفكر أي جماعة من الجماعات، ولم يستطع أحد التأثير على رسالته الوسطية التي تنبذ التشدد والعنف.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية