رئيس التحرير
عصام كامل

قطر.. والمؤتمر الاقتصادي في مصر!!


قطر يطاردها كابوس مزعج مطير النوم من عينيها.. عامل لها حالة انفصام شخصية.. دفعها دفعا لأن تقول الشيء وعكسه.. لم تعد قطر قادرة على إخفاء مشاعرها العدائية تجاه مصر.. ولم تعد تطيق أي نجاح تحرزه القيادة السياسية في مصر على المستوى الدولي في السياسة الخارجية أو على المستوى المحلي داخل مصر، أحدث الكوابيس المزعجة هو كابوس المؤتمر الاقتصادي..


لم ترد قطر أن تعترف بجرائمها التي ترتكبها ضد الشعب المصري من تحريض على القتل ومساعدة ومشاركة بالمال والسلاح لجماعات التطرف وللجماعة الإرهابية، كما أنها لا تعترف بالجرائم التي ترتكبها ضد الشعب السوري والليبي بحكم عمالتها لأمريكا والغرب، رغم وجود أدلة دامغة على ذلك وثقتها شهادات دول وأجهزة معلومات عربية ودولية!!، إلا أنها أظهرت موقفها بوضوح تجاه المؤتمر الاقتصادي فكتبت جريدة الراية القطرية – الناطق الرسمي لدولة الجزيرة.. قطر سابقا – مقالا على لسان أحد كتابها يقطر غلا وحقدا مغلفا بالكذب والافتراء والبجاحة في تناول معلومات غير صحيحة بالمرة تحت عنوان (قطر والمؤتمر الاقتصادي في مصر).

المقال لا يتحدث عن المؤتمر بقدر ما يتحدث عن مصر؛ حيث يصفها (بالدولة التي تعاني التذبذب وعدم التخطيط الذي يعكس حالة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في مصر، بالرغم من أن دولة الإمارات الشقيقة جندت آلياتها الإعلامية ومصادرها الاقتصادية في سبيل إنجاح المؤتمر، وأوكلت تنظيمه إلى إحدى الشركات العالمية والاقتصادية المتخصصة دفعت أتعابها كلها، لكن ردود الفعل من قبل المستثمرين والدول لم تكن بمستوى ما بذل من أجله).. والحقيقة أن قطر أصابها العمى، فلا تري حجم الإنجاز الذي يحدث في مصر ولا يهمنا أن تراه.. قطر يؤرقها دعم الإمارات الشقيقة لمصر ويؤرقها دعم كل دول مجلس التعاون.. ليس من أجل عيون مصر بالكلية ولكن من أجل أمن دول الخليج القومي، الذي يعاني تهديدا كبيرا من الجنوب والشمال والشرق، وأن مصر هي القادرة والمؤهلة لدعمهم ومساندتهم.

المقال الكاذب الذي ينضح قذارة يقول (لقد وضع النظام المصري الحاكم آمالًا عريضة على المؤتمر وعقد عليه طموحات كبرى لانتشال الاقتصاد المصري المنهار من الوصول إلى حافة الإفلاس والعجز، والأسوأ أن النظام الحاكم علق كل مشكلات مصر من تنمية وعجز الموازنة وفقر وبطالة وتعثر في جميع القطاعات بنجاح أو فشل هذا المؤتمر).. والحقيقة أن كاتب المقال وحكام هذه الدولة المعادية لم يفهموا ولم يعرفوا أن ما يجرى على أرض مصر من عمل في شهر يفوق ما يجرى على أرض قطر في عام، وأننا في مصر ندرك جيدا أن المؤتمر الاقتصادي ليس نهاية الطريق لكنه البداية، وأننا لا نعلق مشكلاتنا عليه كما يقولون، وهم أكثر من يعرفون حجم النجاح الذي حققه المؤتمر قبل أن يبدأ بطريقتهم الخاصة، وبدليل استردادهم كل القروض والودائع ما عدا وديعة واحدة بنصف مليار دولار سيتم سدادها في موعدها!

المقال يعيد ويزيد في وصف مصر وفشل المؤتمر، لكنه يصل في نهايته إلى طرح 3 أسئلة تدل على حالة التخبط والغيظ التي تعاني منها قطر، وتدل على فقدان رؤية كاتب المقال هي (وأمام قطر ثلاثة أسئلة تحدد بموجبها ماذا تفعل.. أولا: هل ستحضر قطر المؤتمر الاقتصادي والجواب نعم أسوة ببقية دول مجلس التعاون؛ تقديرًا لشعب مصر، ثانيا: وهل ستكون ضمن الدول المانحة فالجواب بالمطلق لا؛ لأسباب أن دولة قطر مقدمة على مشاريع عملاقة في البنى التحتية، وفي ظل تراجع أسعار البترول والتزاماتها الأخرى، ثالثا: وهل ستستثمر قطر في مصر في الوقت الراهن، فهذا السؤال أتركه للمختصين الاقتصاديين للإجابة عليه، لكني أميل إلى عدم الاستثمار لعدم وجود بيئة استثمارية مستقرة ومناسبة في مصر في الوقت الحالي، والأفضل أن يكون الاستثمار في أماكن أكثر أمنًا واستقرارًا وجذبًا).

وبناء على ذلك أطرح بدوري 3 أجوبة على قطر، أولا: لا يشرفنا حضوركم المؤتمر، فلن تجدوا من يضع أيديه في أيديكم الملطخة بالدماء، خصوصا أن المؤتمر حقق نصف المستهدف قبل أن يبدأ، وثانيا: مصر لا تنتظر منحا من أحد، فالمؤتمر فرصة واعدة لمن يريد الاستثمار في مصر المستقرة رغما عنكم، وهو ليس مؤتمرا للدول المانحة، ولكم أن توفروا أموالكم لمشروعاتكم العملاقة التي يجرى إقامتها لمواجهة الزيادة السكانية عندكم!!!، وثالثا: الحديث عن استثمار قطر في مصر فهو قائم بالفعل، والسؤال لماذا لا تسحبون استثماراتكم من البلد غير المستقر الذي لا يحقق عائدا جيدا؟!!.. قطر بالبلدي (حيطق ليها عرق وتموت من الغيظ).

m.elazizi@hotmail.com
الجريدة الرسمية