رئيس التحرير
عصام كامل

على طريقة مبارك ومرسي.. مسلسل الكذب مستمر


الكذب هو السلعة الأكثر رواجا في مصر على مر السنوات، وهو البلسم الذي يتم استخدامه لتلطيف الجروح والمسكن للألم الذي يعاني منه الوطن.

منذ أيام صدمت وأنا أطالع خبرا يقول عنوانه "بشرة خير" 12 مليار دولار يتم ضخها كاستثمارات جديدة في شرايين الاقتصاد المصري، وتحديدا في البحث والاستكشاف وتنمية وإنتاج الغاز الطبيعي في شمال البحر المتوسط، ومن احتياطيات تقدر بنحو 5 تريليونات متر مكعب من الغاز الطبيعي و55 مليون برميل من المتكثفات، على أن يتم إنتاج نحو 1.2 مليار متر مكعب من الغاز يوميا.

والحقيقة أن هذه الاتفاقية موقعة منذ 2010، وكانت مثار جدل لأنها ولأول مرة يتم فيها معادلة جديدة تعتمد على شراء مصر للغاز كله بأسعار تتراوح ما بين 3.5 و4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، مقابل ألا تتحمل مصر أيا من الاستثمارات التي تضخها بريتش بتروليم في المشروع، التي تقدر بنحو 10 مليارات دولار قابلة للزيادة، واتفاقية شرق المتوسط المبرمة مع بي بي. أو بريتش بتروليم، كانت ولازالت قائمة، وكان مقررا لها أن يتم البدء والعمل بها منذ نهاية 2010، ولكن احتجاجات أهالي إدكو في البداية ثم قيام ثورة 25 يناير، أدت إلى تأجيل المشروع الذي كان مقررا أن يدخل الإنتاج في 2014.

ثم تم نقله إلى مدينة مطوبس، وبعد عمل المجسات تم اكتشاف أن المنطقة الساحلية رخوة ويصعب عمل استثمارات عليها من مصنع لفصل المشتقات وخطوط نقل الغاز وخلافه، والآن انتقل مرة ثانية إلى إدكو ومنذ أكثر من عام ويجرى تنفيذ المشروع القديم الذي فجأة تحول إلى استثمارات جديدة، وما أعرفه من مصادر داخل قطاع البترول، أن المشروع الذي اكتشفت وزارة البترول فجأة أنه جديد، عمره يعود لأكثر من 4 سنوات وبرقم استثماراته.

والتعديل الوحيد في الاتفاقية، أنه تم استبدال عمل مشروع فصل الغازات إلى خطوط نقل الغاز المستخرج بخطوط غاز البرلس ورشيد؛ تقليلا في النفقات، وهنا جاء تعديل في العقد، أنه في حالة تراجع الاستثمارات عن 10 مليارات دولار، يتم خفض أسعار الغاز الذي تحصل عليه مصر من الشركة عن 4 دولارات للمليون وحدة حرارية.

هذه هي حكاية الاستثمارات الجديدة التي تتحدث عنها بريتش بتروليم وقطاع البترول، وهو ما يعيد إلى الذاكرة افتتاح محمد مرسي لمصنع الأيسترنكس في الدخيلة، على أنه أول استثمارات في عهده، بينما كان قد بدأ التشغيل في عهد مبارك، ومن قبله الألف مصنع الذي أعلنت عنها حكومة مبارك على أنها تأتي في إطار الوعد الانتخابي، بينما كان قد تم افتتاح بعضها قبل 2005، وهو ما يؤكد أن الأكاذيب مازالت مستمرة رغم أنها كانت وراء غرق نظامين.
الجريدة الرسمية