رئيس التحرير
عصام كامل

شعراء سيئو السمعة.. «صافو» تمدح المعاشرة الجنسية بين النساء.. زوجها فقد قدرته فتوجهت لصديقاتها.. «أبو نواس» بين الخمر والغلمان.. غواه أستاذه فسار على درب الشذوذ


للشعراء عادات وسمات يختلفون ويتميزون بها عن سائر البشر، لكن طاردتهم العديد من الشائعات التي طالت سمعتهم ومستها بشكل مباشر، أغلبها تتعلق بالجنون.


ووصلت شطحات الشعراء بهم إلى حد الشذوذ لا التميز، ربما لأن أشعارهم وتألقهم أرغمهم على الوجود خارج الدائرة المعروفة والمقننة للعادات والأطر البشرية، وتستعرض "فيتو" أبرز الشعراء الذين ساءت سمعتهم لما طالته قصائدهم.

الشاعرة اليونانية صافو
كانت ضمن هؤلاء، الشاعرة الإغريقية صافو، التي ولدت في جزيرة لسبوس في بحر إيجة باليونان بين عامي 630 و612 قبل الميلاد.

ممارسة السحاق
تزوجت صافو برجل وأنجبت طفلة، ولكنها فشلت في الحياة الزوجية مع زوجها حيث أصيب بالعجز الجنسي، فلم يستطع أن يشبع غريزتها، ولم تستطع كبت الغريزة فنفرت من الرجال، واتجهت نحو بنات جنسها من العذارى، فمارست معهن السحاق حتى عشقته وألفته معهن واستغنت به عن الرجال.

وخلفت صافو وراءها مجموعة من القصائد الشعرية في تسعة دواوين تضم (120) ألف بيت من الشعر، ويتركز شعرها على مدح السحاق، ووصفه والشوق إليه، وكيف كانت تمارسه مع عشيقتها المفضلة آتيس.
ونفى بعض المؤلفين ما انتسب إلى "صافو"، على الرغم من شيوع التغزل بالسحاق في قصائدها، أو ما تبقى من هذه القصائد بسبب إحراق أغلبها، وتقول صافو في إحدى قضائدها " تعالي لي الآن، خلّصيني من العناية الصعبة، ومن كل ما يصبو قلبي إلى تحقيقه وكوني حليفتي".

شعراء الغلمان
على جانب آخر، ينتقل الغزل من العصر اليوناني وصولًا إلى العصر العباسي والذي شاع فيه التغزل بالمذكر، أي "الغلمان"، لممارسة بعض الشعراء الجنس مع طلابهم وهو ما يعرف بـ "الـلواط".

ضآلة الحس الشعري
ومن الملاحظ أن حظ العواطف النفسية في هذا الشعر ضئيل، أما حظ الشهوات الجسدية فوفير، لأن الشاعر لا يستجيب لنداء قلبه بقدر ما يستجيب لنداء جسده، فهو يبحث عن اللذة، ويجري وراءها ولا يلتفت إلى وميض الشوق في أعماقه، لأن قلبه فارغ من الحب، خال من الصبابة، لم يعشق واحدة بعينها ولم يخلص لمحبوبة بذاتها، لذا أتى شعره يموج بالأنين أكثر مما يموج بالعاطفة، يسترسل في استعماله الألفاظ المكشوفة أكثر من الألفاظ المستورة.

أبو نواس
وأول من راد هذا الطريق في الغزل المذكر، أبو نواس، لأسباب نفسية على الأكثر، ولأنه كان مجنيًا عليه في صغره من قبل أستاذه والبة بن الحباب، فقد عمد أبو نواس إلى التغزل بالمذكر في مقدمة قصائده بدل الوقوف على الأطلال ومخاطبة الأنثى، وفي قصيدة له يعرض فيها بالعشاق العرب، لأنهم أحبوا نساء ولم يلتفتوا إلى حب الغلمان، ويرى في حب الرجل لغلام، لذة لا ترقى إليها لذة حبه للمرأة، يقول أبو نواس في غلام له أسماه رحمة متغزلا به (أحببت من شعره بشار لحبكم.. بيتًا كلفت به من شعر بشار، يا رحمة الله حلي في منازلنا.. وجاورينا فدتك النفس من جار، إذا ابتهلت سألت الله رحمته.. كنيت عنك وما يعدوك إضمار).
الجريدة الرسمية