رئيس التحرير
عصام كامل

فضيحة أمين شرطة في السيدة عائشة!


نحو الساعة التاسعة صباحًا، وأثناء انتظاري لوسيلة مواصلات تقلني إلى عملى، كان ميدان السيدة عائشة قد تحول إلى «مولد» كبير لأحد الأولياء «العشوائيين».. فشوارع الميدان الواسعة احتلها سائقو الميكروباص والباعة الجائلون، بعد أن عجز الرصيف عن استيعابهم، وتحولت المنطقة إلى «متاهة»، لا يمكن لأي سالك لشارع صلاح سالم المرور فيه إلا بشق الأنفس.. الأتوبيسات، والميكروباصات، والسيارات الملاكي، والنقل، والتاكسي، والدراجات النارية، وكتل اللحم البشري المتداخلة في هذا المشهد تشكل فيما بينها لعبة «بازل» يصعب حلها.


كل هذا يحدث على مرأى ومسمع من ضباط وأمناء الشرطة القابعين أمام نقطة الارتكاز الأمني أسفل كوبري السيدة عائشة، لكنهم «عاملين نفسهم من بنها»، فبعضهم ترك الشارع وتفرغ للجلوس على الكراسي بجوار زملائه، وبعضهم الآخر مشغول بالحديث في الموبايل!

فجأة تكهرب الجو.. الضباط والأمناء دبت فيهم الحياة من جديد، فهبوا واقفين، وانتشروا في الإشارات، وتعالت صرخات أجهزة اللاسكي.. الكل يحاول تنظيم المرور.. أحد الأمناء يجري إلى سائقي الميكروباص طالبًا منهم الابتعاد عن قلب الميدان.. أمين شرطة يصرخ في الباعة الجائلين بصوت جهوري.. حوكشة، بريزة، صالح، حسين، ادخلوا الجنينة دلوقتي.. فترد عليه أصوات متداخلة:

- مش هينفع يا باشا، دي ساعة صبحية، ولسه مستفتحناش.

- معلش.. ادخلوا الجنينة دلوقتي وهنرجعكم تاني.

- طب اصبر علينا شوية يا باشا.

- مش هينفع.. الراجل الكبير هيعدي دلوقتي.

- خلاص يا باشا.. هنرجع عشان خاطرك، لغاية لما يغور في داهية.

انتهى الحوار «الفضيحة» بين الأمين والباعة الجائلين، وهنا تثار عدة تساؤلات.. هل يتعامل الأمين والضباط مع الناس بالقانون أم بـ«الخواطر»؟ ولماذا يترك الضباط والأمناء الباعة والسائقين يحتلون نهر الطريق، ومداخل الإشارات دون الاقتراب منهم؟ ولماذا لا ينظم رجال الشرطة حركة المرور إلا عندما يمر «الراجل الكبير»، كما قالها أمين الشرطة؟

عشرات الأسئلة تطرح نفسها، والتي نعرف إجابتها، ولكننا ننتظر إجابة وزير الداخلية الجديد عليها.

ملاحظة

حاولت قدر الإمكان نقل الحوار بين الأمين والباعة الجائلين، دون ذكر الألفاظ البذيئة.

الجريدة الرسمية