رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«طلقة» السيسي الثالثة!


لماذا اختار السيسي إجراء التعديل الوزاري أمس؟ هل هي صدفة أن يتم التعديل في يوم 5 مارس وهو نفس اليوم الذي تم فيه حل جهاز مباحث أمن الدولة قبل 4 أعوام؟ أم أن التوقيت مقصود بذاته كما قال الكثيرون أمس؟ إن كان مقصودا بذاته بهدف تولي رئيس جهاز أمن الدولة السابق وزارة الداخلية في نفس اليوم الذي تم فيه حل الجهاز فهذا يعني عدة حقائق هي:


-إن كان الموعد مقصودا فهذا يعني أن وزير الداخلية كان سيتغير حتى بغير وقوع حريق قاعة المؤتمرات!

-وإن كان الموعد مقصودا فإن السيسي يرد الاعتبار لجهاز أمن الدولة!

-أما إن كان شخص الوزير هو المقصود بعينه فهنا نكون أمام دلالة واحدة ووحيدة هي اختيار السيسي للرجل الأكثر خصومة مع الإخوان ومع الجماعات الإرهابية وأكثرهم جذرية وتشددا في التعامل معها بما يعني إعلان استمرار المعركة مع الإخوان وتنظيمهم الدولي حتى النهاية..والنهاية لا تعني بأي حال نهاية مصر..إنما بالطبع نهاية الإخوان !

-والنقطة السابقة تعني انتهاء أي كلام أو حديث عن أي مبادرات للصلح مع الإخوان !

إننا نقف بكل دهشة أمام تاريخ التعديل الوزاري ونميل إلى تصديق فكرة اختيار التوقيت.. فقبل أقل من شهر كتبنا عند زيارة الرئيس بوتين لمصر بعنوان " ليلة صفع أوباما في برج القاهرة " وكتبنا عند خطاب السيسي قبل أيام بعنوان " سر خطاب السيسي اليوم " وقبل أيام أيضا وفي مداخلة على القناة الأولى بالتليفزيون السوري مع الإعلاميه الأستاذة " انصاف زليتن " قلنا عنهما معا إن الرئيس السيسي يؤمن بفكرة إرسال إشارات بالرموز والدلالات في زمن ليس بالضرورة أن يعلن فيه مباشرة عن كل شيء..

فاستقبال بوتين في برج القاهرة رسالة لأمريكا عن التعاون الوثيق بين مصر وروسيا وأن الاحتفال به يتم في برج القاهرة الذي بناه جمال عبد الناصر من أموال الرشوة الأمريكية التي قدمتها له بمبلغ 6 ملايين جنيه مصري عام 55 أي 18 مليون دولار وقتها يساوي المليار جنيها الآن..!! وأمر عبد الناصر، بعد أن أوهم الأمريكان بقبوله للرشوة، بتشييد نصب أو مبنى يخلد الصفعة للتاريخ وللأجيال فكان البرج.. ليظل شاهقا شاهدا على شرف زعيم كبير لدولة كبيرة.. وافتتح البرج عام 61 وكان لافتا افتتاح رئيس المخابرات المصرية وقتها له مع الوزير كمال الدين حسين !

وفي الثانية خطب السيسي وتحدث عن التضامن العربي والجيش العربي المشترك في ذكرى الوحدة بين مصر وسوريا تحديدا وكان في السابق يوم عطلة رسمية !! ولم يكن موعد اختيار الخطاب صدفة بأي حال..

وأمس.. يؤكد السيسي أن لا شيء يقوم به بالصدفة وأن إشاراته ورسائله لها دلالات مهمة يسجلها اليوم وستروى غدا وستعرفها الأجيال القادمة يوما ما.. وليس لنا والحال كذلك إلا القول: كل الدعم لرئيس يتخلص بشرف وبقوة من التبعية لأمريكا ويقاتل عملاءها وجواسيسها بإصرار ويؤمن بوحدة العرب رغم خيبة الأمل في البعض !!

Advertisements
الجريدة الرسمية