مؤامرة تأجيل الانتخابات (2)

تحت عنوان البرلمان الوهمي، كتب د. أبو الغار ليكشف عن شكوكه في أن هناك نية مبيتة منذ وقت مبكر، في أن يأتي البرلمان الجديد لنا منزوع الدسم وضعيفا، وذلك حينما أشار إلى تفكير عمرو موسى أثناء رئاسته للجنة الخمسين، التي كانت تصوغ دستورنا الجديد، للتبكير بالانتخابات الرئاسية لتسبق الانتخابات البرلمانية، وهو ما جعل "أبو الغار" يعتقد أن هذا التفكير كان بإيحاء من خارج اللجنة.

والحقيقة أن "د. أبو الغار" تغافل هنا عدة حقائق أساسية، أهمها أنه كانت في هذا الوقت ثمة رغبة عامة لدى عموم الناس بل القوى والأحزاب السياسية بأن تسبق الانتخابات الرئاسية الانتخابات البرلمانية.. وكان يمكن أن يتم ذلك من خلال تعديل يقوم به الرئيس السابق عدلي منصور وقتها، لكنه لم يقم بذلك إلا بعد أن أتاح الدستور الجديد «دستور ٢٠١٤» ذلك.

كما أن "د. أبو الغار" رغم شكوكه التي جاهر بها الآن فقط بأثر رجعي، لم يصوت ضد ذلك خلال تصويت لجنة الخمسين على مواد الدستور.. وبعد ذلك لم يجاهر د. أبو الغار نفسه رغم شكوكه هذه.. برفض التبكير بالانتخابات الرئاسية خلال الاجتماعات التي دعا إليها المستشار عدلي منصور، مع ممثلي الأحزاب والقوى السياسية لاستطلاع رأيهم في ذلك الأمر، وهو الاستطلاع الذي انتهى بموافقة الأغلبية الساحقة على التبكير بالانتخابات الرئاسية.

وهكذا.. كان التبكير بالانتخابات الرئاسية بمثابة رغبة شعبية وسياسية ساطعة، وبالتالي لا يصح وصف ذلك بالمؤامرة!