رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلام الزاعق.. وفئران أنور !!


كنا نرجو أن يظل الإعلام رسالة تنويرية لا أن يتحول المذيع أو الصحفي لقاضٍ وخصم في آن واحدٍ، أن يبث اليقين في روع مشاهديه لا أن يقول الشيء ونقيضه معا كما رأينا أحدهم يقدم برنامجا تخصص في أقوال الصحف تحول إلى مشخصاتي بهلواني زاعق كأنه على مسرح العبث.. أدخل بعض الإعلاميين المجتمع في جدل فارغ وحملوا رئيس الجمهورية مسئولية كل صغيرة وكبيرة وكأنهم يودون العودة لنظام دولة الفرد الذي أطاحت به ثورتا يناير ويونيو بغير رجعة.


خرج علينا كاتب صحفي بإحدى الصحف الخاصة مدعيا أن شعبية الرئيس تتراجع بصورة مذهلة دون أن يقول لنا إلام استند وما هي مسوغات حكمه ومرجعيته.. هل أجرى بنفسه استطلاعا معتبرًا للرأي كما تفعل مراكز البحث الرصينة.. أرجع صاحبنا ذلك إلى ما حدث أمام استاد الدفاع الجوي وتسبب في مقتل 19 مشجعا دون أن يقول لنا ما ذنب الرئيس فيما جرى.

لقد عبر د. صلاح الغزالي حرب، وهو طبيب، عن رأيه فيما كتبه أنور الهواري ونشرته الزميلة المصري اليوم.. هذا الرد الذي يعد ملخصا كاشفا لما وصل إليه مشهدنا الإعلامي من حالة مؤسفة وما وصل إليه حال بعض كتابنا ومذيعينا.

يقول د. صلاح الغزالي: "لم أتعود أن ألتفت إلى المقالات التي تنضح بالغل والشماتة أو السخرية في غير محلها ولكن اضطررت إلى استكمال مقال أنور الهوارى تحت عنوان "هل هذا هو القائد المنتظر؟" لأنني أحسست بأن هذا ليس رأيا ولا نصيحة بل هو منشورًا تحريضيا ضد رئيس الدولة في وقت يعلم فيه القاصي والداني أن البلاد تخوض معركة وجود مع كتائب القتل والحرق بالداخل والخارج ومؤامرات ودسائس العملاء بالخارج.. فهل هذا مقبول أو معقول.. ؟!

لم يجد الهواري أمرًا واحدًا يستحق الإشادة من رئيس الدولة بل أظهره كمن كان يطمع في حكم مصر، وأنه قد أوعز إلى حوارييه بنشر صوره مع جمال عبدالناصر في التحرير وتنظيم حملة " كمّل جميلك " حتى اصطنع خطاب طلب التفويض الشعبي واستغرب الهواري أن يقوم بهذا الخطاب وزير الدفاع وليس أي وزير آخر.. التعليم مثلا أو الزراعة !!

ثم استكمل، لا فُض فوه، ساخرًا من الكاتب الصحفي القدير محمد حسنين هيكل حين وصف السيسي بأنه رجل الضرورة وانتهى بالتلويح بأن البرلمان القادم سوف يكون مجلس السيسي ورفاقه بالأمر المباشر أو بالتواطؤ.. ولم يفته أن يسخر من دعوة الرئيس إلى العمل مبكرًا ووصفها بالعشوائية والارتجالية !!

يا سيد أنور، رئيس الدولة بشر يخطئ ويصيب..وقد انتهى عصر الزعيم الخالد والقائد الملهم وقد أفاق الشعب من غفوته وعرف طريقه.. ومن واجبنا جميعًا إذا صلحت النفوس وخلصت النوايا أن ننبه ونحذر ونقترح.. ولكن أبدًا ليس بهذا الأسلوب " الثعباني " المتدني الذي يطلق فحيحًا يحمل سُمَّا زعافًا يقضي على الأخضر واليابس بحجة حرية الرأي.

لقد ذكر الرئيس في أكثر من مناسبة أنه لن يعمل بمفرده وطلب من كل صاحب رأي أو فكر أن يساعده في مهمته الشاقة فهل هذا هو كل ما تمتلكه في جعبتك ؟

أنت تعلم والعالم كله يعلم أن المصريين هم من طلبوا وألحوا في الطلب على الرئيس السيسي أن يتولى مقاليد البلاد وفي هذه الظروف الصعبة والمفترض أنك تعلم أنه لا أحد على الساحة السياسية كان يمكنه أن يقوم بهذا العمل الانتحاري فلماذا هذا التطاول ؟!

ألم تر كيف تغيرت نظرة العالم من حولنا في فترة وجيزة.. ألم تر شيئا واحدًا مميزًا في مشروعات الطرق التي تغطي البلاد بصورة غير مسبوقة أو في مشروع قناة السويس الجديدة وما حمله من خير لهذا الشعب ؟ ناهيك عن الحرب الشرسة التي يخوضها الجيش والشرطة ضد جحافل الشر وأنصار الشيطان.

بالتأكيد هناك أخطاء وهناك بعض البطء في اتخاذ القرار وهناك قيادات يجب أن تغادر موقعها وهناك قضايا معلقة لابد من حسمها وهذا طبيعي ومتوقع ولكنه لا يبرر على الإطلاق التطاول والاستهزاء.

ليست مسئوليتنا يا أنور، أن هناك مجموعة من الفئران تلعب في عبك كما تقول، والأفضل لك البحث عن قطة لتخلصك منها.. عيب يا أنور.

انتهى رد د. صلاح الغزالي.. وحسنا ما فعله الرئيس بتحديد لقاء شهري بالمواطنين عبر شاشات التليفزيون لتوضيح الحقائق والرد على أكاذيب الميديا وتصحيح أخطاء الإعلام التي لا تقل خطورة ودمارًا عن الإرهاب الأسود.. فالفتنة أشد من القتل.. !

الجريدة الرسمية