رئيس التحرير
عصام كامل

"الشتيمة" ليست من شيم المصريين


تداول بعض المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي بعض الشتائم التي وجهت لإحدى الدول التي تدعم حكوماتها عدم الاستقرار في مصر، ورغم أنهم دأبوا على التدخل في شئوننا الداخلية دون أي حق لهم.. فإننا في النهاية لدينا من القيم ما يمنعنا أن نوجه لها أي سباب.


لقد بات شعور الدهشة نصيبنا بسبب الدوافع التي تقف وراء ما تفعله هذه الدولة من أعمال تؤثر فى أمن وأمان بلادنا خصوصًا أن لديهم بوقًا إعلاميًا نسى العالم وتذكر مصر فقط ليركز على إثارة القلاقل بدعوى الرأي والرأي الآخر.

نعلم أن الشعب الشقيق ليس الحكومة فتوجهات الحكومة قد يكون هناك ما يؤثر فى أعمالها ولكن في كل الحالات نعلم جيدًا مدى ما تعانى منه القناة الفضائية من ضغوط أثرت فى الحيادية في الرأي بما لا يراعى الحق والعدل.

ومن جانبنا للأسف بدلا من الاتجاه نحو تفنيد أعمال حكوماتها وبيان أعمالها التي تدعم عدم الاستقرار في مصر أمام العالم اتجه البعض إلى توجيه الشتائم وصل البعض إلى عمل "هاشتاج" مخصص لشتم الدولة..

فلنحافظ على أخلاقنا حتى في العداوة ولا نلجأ إلى قول السوء حتى ولو أوذينا منهم فمصداقيتنا مع أصدقائنا إما تدعمها أو تنال منا أفعالنا مع أعدائنا ولن ننال ثقة الصديق قبل أن نحافظ على أخلاقنا مع أعدائنا وقت العداوة.

لا أريد أن يقولوا عنا إننا متطرفون في الكرة ولن تكون سماتنا إذا خاصمنا فجرنا فلنحافظ على سمعتنا وأخلاقنا وهذا لن يتأتى من حكومة وإنما من ثقافة الشعب التي نريد أن نزرعها فيما بيننا حتى تكون صورتنا أمام أنفسنا مشرفة قبل أن تكون أمام العالم كذلك.

إننا أمام قيم لابد أن نؤصلها بين أبنائنا حتى لا ينظر إلينا بصورة لا تناسب تاريخنا ولا تناسب ما تربينا عليه فلا يمكن أن نربى أبناءنا على "الشتيمة" وقد نهينا عن قول السوء.

لابد أن نحافظ على الصورة التي يجب أن نكون عليها ولابد أن يعلم أعداؤنا أن العداوة لن تستمر طويلا فالشعوب أشقاء ولن تغير أفعال الحكومات العلاقات بين الشعوب المتأصلة مع الزمان.

سيمر الزمان ويتغير الأفراد وتتغير الحكومات وما يبقى هو احترام الشعبين الشقيقين لبعضهما البعض وقت العداوة فهو الكفيل بتوطيد أواصر العلاقات بدلا من.. الشتيمة.
الجريدة الرسمية