رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. في الوادي الجديد.. «الخطاب الثقافي الواقع والمستقبل»


افتتح الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، واللواء أشرف شاش سكرتير عام المحافظة نائبًا عن اللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد، المؤتمر الأدبى الخامس عشر لإقليم وسط الصعيد الثقافى، الذي يستمر حتى الخميس القادم، تحت عنوان "الخطاب الثقافى في وسط الصعيد...الواقع والمستقبل" والذي تعقد جلساته بالمركز الاستكشافى للعلوم والتكنولوجيا بالخارجة برئاسة الكاتب حمدى البطران ويتولى أمانته الأديب أحمد دياب.


بدأت الفعاليات باستقبال الحضور بالدفوف والمزمار، تلاه افتتاح معرض لمنتجات مركز الحرف اليدوية بالوادى ضم عددًا من المنتجات الخزفية، بالإضافة لبعض اللوحات التشكيلية المرسومة بالرمال الملونة الطبيعة والمتوفرة بالبيئة للفنان أحمد وهبة، كما تم افتتاح معرض بعنوان "طريق العلم والإيمان" للفنان طلعت جاد الله ضم عددًا من أعماله المكتوبة بالخط العربى على الورق وبعض سور القرآن على البيض والليمون وبعض اللوحات العلمية الاسترشادية والجرائد والمجلات القديمة من أرشيفه الخاص.

ورحب أحمد دياب في كلمته بالحضور، ونوه إلى أن المؤتمرات التي أقيمت على أرض الوادى لا تعبر إلا عن إيمان قادة هذا الإقليم ومثقفيه بدور الثقافة في تغيير الحياة، وأن ثقافة الحدود ظلت لفترة تعانى العزلة وأن ثمة إحساسا بالتهميش كان يعترى مثقفى الحدود ولم يعد الآن كسابق عهده بفضل الحراك الثقافى في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى توفيق أعضاء أمانة هذا المؤتمر في اختيار محوره الرئيسية، وإننا أحوج ما نكون الآن لصياغة خطاب ثقافى يواكب التغيرات الطارئة على حياتنا اليومية ويحتاج لثورة فكرية ومنهجية موازية لحجم الثورة التقنية الحديثة.

ودعت فوزية أبو النجا رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافى الحاضرين لمناقشة قضية الخطاب الثقافى وأن نعيد النظر فيه من جديد حتى نصل إلى المصداقية التي تمنحه القدرة على التأثير ومن ثم التغيير، وأن يكون لهذا الخطاب صدى لما تحسون وتشعرون به سواء سلبًا أو إيجابًا، وأن يكون في مستوى الناس وبعيدا عن السطحية والضحالة، كما يجب أن يكون الخطاب الثقافى مسئولًا لا يحلق في الفراغ، يأخذ من الواقع ويعطى له، وطالبت المشاركين بضرورة الخروج من هذا الخطاب بمعناه الواسع بمجموعة من القيم الإيجابية التي تسهم في بناء مستقبل مشرق لمصر.

وأكد حمدى البطران أن لا ملاذ لمصر ورجالها ومثقفيها من كل ما يحاول تمزيقها سواء من الغرب أو الدعوات بإقامة خلافة إسلامية إلا من خلال خطاب ثقافى معتدل يتصدى لكل تلك المؤامرات بالتعبير عن هويتنا المصرية والعربية، مشيرًا لدور المثقفين في إعلاء هذا الوطن عبر تاريخه ومقاومتهم للاستعمار وأنهم المحرك الرئيسى في تقدمه.

ونقل محمد عبد الحافظ تحيات جابر عصفور وزير الثقافة للحاضرين، كما وجه التحية لمحافظ الوادى الجديد على استضافتة للمؤتمر ودعمه المستمر للثقافة، منوها إلى أن المؤتمر اليوم يقام في ظرف تاريخى، تحتاج مصر فيه لكلمة مبدعيها وكتابها المخلصين ودعمهم الكبير واللامحدود من أجل مقاومة الإرهاب والتطرف الذي يضرب أوصالها وأوصال الوطن العربى، كما تحتاج إلى خطاب ثقافى مختلف مشبك مع الواقع ويتفاعل معه، يأخذ من عقل المتحاور معه ويزيد ويحذف ليكون خطابا متحركا وليس ساكنا، وأن نعمل على الحفاظ على منجز السابقين من المبدعين والمخلصين مع محاولة إضافة ما يناسب اللحظة الراهنة، وأن نتحرك جميعا تحت مظلة المنظومة الثقافية التي تشارك فيها ما لا يقل عن عشر وزارات، وتمنى أن يكون لدينا مشروع متنوع للنشر يصل بالنشر الإقليمى إلى أقصى درجات الجودة والتوزيع والدعم من خلال مواجهة مشكلاتنا والعمل على حلها، ومؤكدًا التعاون مع عدد من الجهات لإقامة مواقع ثقافية صغيرة تكون نقطا منيرة في القرى والمدن نستطيع من خلالها أن نملأ الفراغ الثقافى الموجود وعن طريق التوسع في مواقع لن تزيد تكلفتها على عدة ملايين في نحو خمسين قطعة أرض مخصصة وجاهزة للبناء.

وألقى أشرف شاش كلمة محافظ الوادى الجديد موضحًا فيها أن إقامة هذا المؤتمر على أرض الوادى الجديد يؤكد دور الثقافة بالنسبة للمناطق الحدودية في الوقت الراهن وأنها أحد أهم الأسلحة الدفاعية في مواجهة التطرف والإرهاب الذي يسعى لزعزعة أمن الوطن، وأن الدور الثقافى يعمل في الفترة الحالية على تجميع جهود الدولة ممثلة في التعاون بين كل وزاراتها للخروج بعقل مواطن واع يستطيع أن يعبر بهذا الوطن لبر الأمان.

أعقب ذلك تبادل الدروع بين نائب المحافظ ورئيس الهيئة ورئيس الإقليم، كما تم تكريم الروائى حمدى البطران والمبدع عاطف الحكيم بإهدائهما درع الهيئة، بالإضافة لتكريم الأديب أحمد الليثى والشاعر طارق فراج بإهدائهما درع الإقليم.
الجريدة الرسمية