رئيس التحرير
عصام كامل

باحث أثري: هناك مخاوف من تكرار ما حدث لآثار الموصل بمصر


أكد الباحث الأثرى أحمد عامر، أن تحطيم تنظيم داعش لآثار الموصل كارثة جديدة للتراث الحضاري والإنساني، مشيرا إلى أن العراق تعتبر من أشهر الحضارات بعد الحضارة المصرية على وجه الأرض والتي بها أقدم خط للكتابة وهي الكتابة المسمارية.


وأضاف عامر في تصريحات خاصة، أن تدمير آثار مدينة الموصل بُحجة أنها أصنام ليست كلاما يُقال لأول مرة بل قيل قبل ذلك عندما خرج علينا أحد المشايخ الجاهلين بالدين في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وكان يريد تحطيم الأهرامات وأبي الهول وأيضًا عندما تم وضع نقاب على وجه تمثال سيدة الغناء العربي أم كلثوم بالمنصورة وكانت هذه بداية للتدمير في مصر وفشل ولكنها في أماكن أخرى وبلاد ودول أخرى ظهرت منها دولة العراق.

وأوضح عامر، أن هذه الآثار موجودة من الآف السنين وتعاقبت عليها الأديان السماوية ولا نجد نصا صريحًا يحث على هدم هذه الأبنية والأدلة كثيرة، فعندما فتح عمر بن العاص مصر لم يقم بتحطيم الآثار في تلك الفترة على الرغم من أنهم كانوا وقتها من علماء الإسلام بدينهم في تلك الفترة ولو كان ما نراه من تحطيم من آثار وحضارة العراق العريقة كان ذلك الأمر صحيحًا وعلي منهج الإسلام لقام وقتها حكام المسلمين بهدمها ولكن حقيقة في الأمر أن هناك بعض الجهلة يفسرون الدين إما لتشويه أو بغرض المصالح الشخصية أو بغرض كسب شهره فقط.

أما من ناحية الخطورة على مصر قال عامر إن الأمر لا يختلف كثيرًا عن مدينة العراق في هذه الفترة الصعبة التي تشهدها البلاد حيث إن هناك جماعات تتبني مثل هذه الأفكار بغض النظر عن من يقوم بتنفيذها ويريدون هدم الحضارة وضرب السياحة باعتبارها محرمةً من وجهة نظرهم وقد كان هذا سوف يحدث بالفعل في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وكان هناك فتاوى بدأت تظهر في تلك الفترة باعتبار أن الآثار عبارة عن أصنام ولابد من هدمها فمن يفعل ذلك في العراق الآن كان سوف يفعله في مصر لو استمرت فترة حكم الجماعات الإسلامية لأن المخطط كان واحدًا والفكر أيضًا واحدا.

وأوضح أن داعش هم تتار العصر الحالي فهم لا يختلفون عن التتار الذين عاشوا وقت حكم سيف الدين قطز للبلاد بل هما وجهان لعملة واحدة عنوانها الهمجية والقتل وسفك الدماء فكانوا لا يأتون على شيء إلا ودمروه وقتلوا الرجال واستباحوا النساء وتعاملوا بوحشية في كل شيء، مشيرا إلى أن الحضارة المصرية أقدم وأعظم حضارة موجودة على وجه الأرض وعرف من خلالها تاريخها أشياء كثيرة دلت على عظمتها.

وتابع إذا كان هناك هدم للتماثيل والمعابد من وجهه هذه الجماعات، فهناك أيضًا هدم فكري من خلال تهريب وبيع الآثار للأسف من داخل من يعيشون على أرض هذه البلد، لافتا إلى أن أشكال الخطورة ليست واحدة وإنما هي متعددة لذلك لابد من تعديل قانون حماية الآثار وتعديل فكر المنظومة الأمنية بأكملها من حيث كل شيء وتغليظ العقوبات وأيضًا التوعية الفكرية للشعب نفسه حتى يكون على قدر المسئولية في الحفاظ على آثاره.
الجريدة الرسمية