رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بني آدمين..وعقول داعش !!



يقول مشايخنا إن داعش ليست من الدين؟ لكن، كلامهم غير كتبهم.. كلام مشايخ الأزهر، خلاف ما يدرّس في الأزهر.. وعكس ما تقوله الكتب التي يدرسها طلاب الأزهر.. سواء في معاهد التعليم الدينى الابتدائية أو الإعدادية.. وانتهاء بالكتب التي يدرسها طلاب الدراسات العليا حتى محاضرات يوم..أمس !


كتب المعاهد الأزهرية فيها مصائب. والمصائب تنتقل من كتب المعاهد الدينية، إلى أدمغة طلاب المعاهد الدينية.. في النهاية ألف مليون داعش مسومين.. يعتلون المنابر، يسيرون بين الناس في المناطق الراقية والشعبية.

الأجسام أجسام إنسان.. والعقول "دواعش".
افتح أي كتاب من كتب المعاهد الأزهرية. افتح "الإقناع في حل ألفاظ أبى الشجاع"..أو طالع "الرود المربع بشرح زاد المستنقع". ادخل على كتب الدراسات العليا الإسلامية، في غرف نوم طلبة مدينة البعوث الإسلامية..و افتح كتاب "الاختيار لتعليل المختار".. افتح أي من مذكرات المشايخ، وأوراق خريجى الأوقاف.. ستجد كلام داعش بالنص والحرف.

في تلك الكتب: المسيحيون أهل ذمة.. وأهل ذمة يعنى ليسوا مواطنين.. ستجد دعوات لقتال الغرب "كافة" باعتبار غير المسلم فاسقا مارقا خارجا عن الدين.

كتاب "الاختيار لتعليل المختار" وحده مصيبة.
الاختيار لتعليل المختار يدرّس لطلبة المدارس الأزهرية، وفيه كلام عن أن دم المسلم حرام، بينما دم "الذمى" لأ. وفى "الرود المربع " أن كل من ليس مسلما، حتى لو تواجد في دار الإسلام، فإنها "مستأمن".. لا يتمتع بالمواطنة، ولا يعتبر من أهل البلد.. حتى ولو كان من أهلها.. ففى دار الإسلام.. العبرة بأهل الإسلام، ولا عبرة بأهل البلاد.. ماداموا ليسوا من أهل الإسلام !!

في كتب المعاهد الأزهرية للآن كلام عن وجوب الخلافة الإسلامية، وتفاسير شرعية عن إقامتها بالواجب، والفرض، وأن الحكومات الوضعية، ليست من الدين في شىء، وأن البرلمان.. والقانون الوضعى، وترك الخمور والتبرج في الثياب في المجتمعات الإسلامية، وترك العرى على شواطئ سيدى كرير ومارينا، خطيئة في رقبة ولى الأمر !! كل هذا ويصر مشايخنا على أنهم وسطيون.. لكن الحقيقة غير ذلك. الواقع غير هذا.. الكلام عن الوسطية الإسلامية مع هذه الأدلة أشبه بالكذب الأشر.


في مقال للمحلل الإنجليزى روبرت برام قال إن:" إسلام المصريين له أنياب ".. كان كلاما صحيحا. فكما صنع المصريون، على مر التاريخ، إسلاما من نوع خاص.. حوى تسامحا شديدا مع الآخر مثلا، لكن " الإسلام المصرى" كان له وجه عملة آخر ظهر في مجتمعاتنا منذ بدايات القرن الماضى. حوى تطرفا، وقصصا خرافية عن عذاب القبر، وفتنة المسيح الدجال.. وتفاصيل أخرى، لا هي من الدين، ولا تصح أن تكون منه..

كلها أفكار اجترت التراث، وهضمته، وخلطته بالدين.. ثم انتجت داعش، بعدما أسست لأفكار المدارس السلفية الجهادية، وتشدد القاعدة، والعائدون من أفغانستان، والناجون من النار.. وجماعات التكفير والهجرة.

ألا يلفت نظرك أن أغلب ما سبق من جماعات متطرفة خرجت من مصر ؟ بماذا تبرر أن قضاة داعش الأربعة الشرعيين مصريون ؟ بماذا تفسر أن 11 من مستشارى أسامة بن لادن مصريون، وأن أغلب قيادات أيمن الظواهرى مصريون أيضا ؟ أيمن الظواهرى نفسه مصرى.. أفكار أبو جندل قيادى القاعدة، وأبو منصور قيادى جبهة النصرة، وأبو عمر الثقاف قيادى أنصار الشريعة.. كلها إسلامية مصرية.. خرجت من مساجدنا، وتنامت.. وترعرعت، فتحوها في أفغانستان، وضربوها في الوريد في باكستان، ثم مرورها مع حقن الأنسولين إلى سوريا، وتركيا.. والعراق، ثم قتلوا بها أقباطنا في ليبيا.. هذه بضاعتنا ردت إلينا.

لن تعيد لنا الحرب على الإرهاب "وسطية الإسلام ".. ربما قتلت طائراتنا، وأسلحة جيشنا رجال داعش، وأفراد أنصار بيت المقدس..لكن الأفكار لم تقتل بعد..الأفكار لها أجنحة.. وهى كأصحاب الكرامات، وأهل الخطوة.. تتواجد في أكثر من مكان في نفس الوقت.. لذلك.. لم تستغرق كثيرا من الوقت للطيران.. من مساجد الحلمية..وشبرا.. في مصر، إلى أدلب السورية.. ودرنة الليبية !!

ليس قدرا.. لكنه قضاء فعلناه بأنفسنا. فما أصابنا من سو.. كان من بعض مشايخنا..! وللآن لم نصل مع مشايخنا إلى حل.. في الإرهاب.. وفى كيفية القضاء على أفكار الإرهاب.
Twitter: @wtoughan
wtoughan@hotmail.com

Advertisements
الجريدة الرسمية