رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

طريقة أوباما في غسل عقول دول العالم (2)


استكمالًا لطريقة أوباما لغسل العقول، نكشف في هذا المقال كيف سعى للسيطرة على الشباب العربي والمصري على وجه التحديد؛ ليستخدمهم وقودًا لحروب الجيل الرابع قبل أن يقضي على رءوس الأنظمة العربية، ومصر على وجه الخصوص، وملخص هذه الطريقة: ( عش مع الشباب معاناتهم، وتألم لآلامهم؛ ليشعروا بأنك منهم ).


في هذا الخطاب كان مقصد احتواء الشباب مقصدًا رئيسًا لأوباما، وعمل على تحقيقه من خلال ارتدائه زي الحكيم ذي الرحمة بشعوب دول العالم الثالث، والتي منها مصر. فقد بدأ ينسج شراكه؛ ليوقع فريسته فيها من خلال طرحه لسؤال: "ما هي الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص لأن يصبحوا مجرمين؟".

هنا وقف أوباما موقف الدفاع وليس القاضي؛ ليكون في صف الشباب، وليلفت انتباههم لما هو آت. ثم استخدم الرابط الزمني المعبر عن الاستمرارية؛ فقال بعد سؤاله: "كثير من الفقراء يلتزمون بالقانون، ويسعون للسلام، ويحاولون أن يمضوا بحياتهم، ويوجدوا الفرص لأسرهم". هكذا استخدم أوباما الجمل العاطفية في زمن المضارع؛ ليستميل بها عقول الشباب؛ حتى ينفذ إلى بؤرة توجيههم.

وبعد أن حقق مراده شرع في توجيههم؛ ليتمردوا على حكامهم. أي إنه بدأ يشعل فتيل الانفجار الشبابي بتحريضهم على ارتكاب أعمال العنف من خلال استدراكه بقوله: "ولكن عندما يشعر الشباب، بأنهم بمجتمعات ضيقة، وحيث لا يوجد نظام أو مسار للتقدم، ولا توجد طرق لإعانة أسرهم، ولا مهرب لهم من الظلم، والبطالة المهينة، فإن هذا يؤدي إلى الفوضى، ويجعل هذه المجتمعات لقمة سائغة أمام الإرهابيين، وأفكار الإرهابيين".

هكذا وصل بمشاعر الشباب إلى ذروة الغضب والنقم على حكامهم. ثم بدأ يبث سمه النافذ في هذه العقول المهيأة لتلقي أوامره بأن يتمردوا على الحكام؛ لأنهم هم الذين أوصلوهم لهذه الفوضى بسبب ضيق الأفق، وعدم وجود مسار أو نظام، ولارتفاع نسبة البطالة، وبالتالي فإن السبب- بناءً على زعم أوباما - ليس في داعش، ولكن السبب في هؤلاء الحكام.

وبعد أن قدم أوباما تعهدات جديدة لرعاية هؤلاء الشباب، توغل داخل عقولهم ليزلزل عرش حكامهم؛ حيث قام بتخوين الحكام، واتهمهم بسرقة شعوبهم، وهذا كي لا يحظى رئيس بثقة شعبه، وكي يجد الشباب مسوغًا لإحداث العنف: " إن الولايات المتحدة ستقدم التزامات جديدة لمساعدة الشباب بما فيها المجتمعات الإسلامية...وهذا يتطلب من الدول النامية أن توجد هياكل للحوكمة والحكم السديد، والشفافية؛ كي تصل أي مساعدة نقدمها لهم إلى الشعب".

إذن كل الدول التي لا حوكمة فيها هي دول غير شفافة، وحكمها غير سديد، ومن ثم فإنها تأخذ المنح لنفسها، ولا تقدمها إلى الشعوب، وهذا اتهام أمريكي؛ لتزرع بذور الشك بين الشباب ورؤسائهم، كوسيلة لمحاصرة الحكام، وحتى يكونوا محل شك دائما، فلا يسمع لهم. ثم انتهى مخطط أوباما بتحريض الشباب، ووضعهم أمام خيارين لا ثالث لهما. فإما أن يصمتوا على الظلم والبطالة وعدم الشفافية والسرقة - على حسب زعم أوباما- أو يمارسوا العنف، ويزيلوا عرش هؤلاء الحكام: " عندما يكون التغيير الديمقراطي السلمي مستحيلًا؛ فإن هذا يغذي الإرهاب، ويصبح العنف هو الرد المتاح الوحيد". وهذا دعم أمريكي جديد للإخوان في مصر، وغطاء شرعي أمريكي لهم.

انتظروا المقالة الثالثة السبت القادم: (أوباما ذو الوجهين يغسل العقول الغربية؛ استعدادا للحرب على مصر والدول العربية).
Advertisements
الجريدة الرسمية