رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء سامح أبوهشيمة يحذر: أمريكا تخطط لتوريط الجيش المصرى في حروب خارجية


  • قواتنا المسلحة قادرة على الحسم في أي وقت 
  • واشنطن تصدر لنا الأزمات لأننا رفضنا الدخول في عبائتها
قال الخبير العسكري بأكاديمية ناصر العسكرية اللواء سامح أبوهشيمة، إن هناك مخططًا أمريكيًا لتوريط الجيش المصرى في عدد من الحروب الخارجية لإضعاف الجبهة الداخلية بعد التقارب الذي حدث بين مصر وروسيا مؤخرًا واتجاه القيادة السياسية إلى تنويع مصادر التسليح بعيدًا عن الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح أبوهشيمة أن مصر تواجه أشرس حرب في تاريخها بسبب رغبتها في تحقيق الاستقلال الوطنى وعدم التبعية للأمريكان أو غيرهم، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة المصرية قادرة على صد أي عدوان على الأراضى المصرية.. وإلى نص الحوار.

> هل ترى أن هناك مخططًا لتوريط مصر في حرب خارجية بعد ما فعلته «داعش» في ليبيا؟
نعم هناك مخطط واضح من قبل أمريكا لتوريط مصر في حرب، وذلك من خلال وضع الكثير من التهديدات في طريق استكمال خارطة الطريق، وخلق الكثير من التوترات في المنطقة والعمليات الإرهابية لدفع مصر لحرب، ولا مجال للتشكيك في ذلك، وأمريكا دائمًا تحرص على توريط مصر.

> هل تتوقع أن تنضم مصر إلى تحالف عسكري وتشترك في حرب لمواجهة الإرهاب؟
بالنسبة لموضوع التحالف العسكري فمصر دائمًا تتريث ولا تتعجل في الانضمام لأى تحالف عسكري، خاصةً أن القيادة السياسية تعى جيدًا أن الدول الأجنبية لها مصالح في المنطقة، ولكن مصر لا تغيب عن الأحداث في إطار المحافظة على مصالحها في مجالها الحيوى، فمثلًا عندما أثير الحديث حول قضية القرصنة وتردد الحديث حول ضرورة إنشاء أمن البحر الأحمر، اتخذت مصر وقتها موقفًا واضحًا وأعلنت أن البحر الأحمر «عربى» ولا مجال للتشكيك في ذلك، وأن امتلاك إسرائيل منفذًا على البحر لا ينفى كونه عربيًا، وأسهمت مصر في حماية أمن البحر دون الدخول في تحالف، من خلال انتشارها في منطقة البحر الأحمر.

> في رأيك متى يمكن أن تنضم مصر لتحالف عسكري.. وما ضوابط ذلك؟
الدخول في تحالفات له ضوابط وعلى رأسها أن يكون في صالح مصر وأشقائها، وإذا حدث عكس ذلك فهو مرفوض تمامًا، خاصةً أن التحالف يمكن أن يصل لمرحلة إقامة قواعد عسكرية أجنبية في مصر.
وفى حالة الإعلان عن تحالف عسكري دولى تحت مظلة الأمم المتحدة ستنضم مصر إليه وستشارك بقوات محدودة وستعمل القوات بشكل أساسى على تأمين المنطقة الملاصقة للحدود بحيث تحافظ على مصالحها ولا تخرج في نفس الوقت عن تحالف الأمم المتحدة في إطار الحرب على الإرهاب.

> هل الجيش قادر على الدخول في حرب في المرحلة الحالية إذا استدعى الأمر؟
الجيش المصرى قادر على مواجهة كل التهديدات والتصدى لها بقوة، والقوات المسلحة لديها إمكانيات كبيرة وتعمل بشكل دائم على تقدير الموقف الأمني ومتابعته بدقة، ومستعدة دائمًا بكل القدرات والإمكانيات التي تحمى مصر.

> «أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم».. مقولة مشهورة.. هل ترى أن مصر عليها أن تتبع هذه المقولة في حربها ضد الإرهاب؟
حماية أمن مصر لا يقتصر على تأمين الحدود فقط، ولكن يتطلب أيضًا أن تقوم القوات المصرية بشن هجمات على أماكن تمركز التنظيمات الجهادية، لكن الأمر يتطلب أن يتم ذلك بتخطيط جيد وحنكة وحكمة، وهو ما حدث في ليبيا من خلال توجيه ضربة جوية واحدة أدت إلى استرداد مصر لكرامتها وحق أبنائها الذين ماتوا على يد تنظيم «داعش» الإرهابى، وفى نفس الوقت كانت ضربة واحدة ومحددة الهدف والتوقيت، وتمت بمنتهى الحكمة وأحدثت التأثير المطلوب.

> قدم لنا أمثلة على دور المخابرات المصرية.. وفكرة الهجوم تحقيقًا لهدف معين دون حرب كاملة؟
توجد أمثلة كثيرة منها أن القذافى شكل لنا تهديدات بـ«ص ش»، وهى مجموعات كانت تستهدف تصدير الإرهاب لمصر في السبعينيات، وقامت بأعمال إرهابية، وتجمع لدى المخابرات المصرية أن مصدرها ليبيا، وفى أقل من 3 ساعات قامت القوات المسلحة بعملية جوية في ليبيا وعادت مرة أخرى.. «لمزيد من التفاصيل عن تلك الواقعة.. طالع ص ١٤».

> هل ترى أن الحرب التي تواجهها مصر الآن أخطر من أي حروب سابقة خاضتها في تاريخها؟
مصر أعلنت العصيان على أمريكا، وخرجت من العباءة الأمريكية، وهذا جعل أمريكا تصدر لمصر الأزمات حتى تحتاج إليها مرة أخرى، والحرب الحالية أشرس من أي حرب مرت على مصر في تاريخها.

> ما رأيك في توجه القيادة السياسية للتعاون مع روسيا وفرنسا في مجال التسليح والمجالات العسكرية؟
التوجه المصرى في فتح مجالات جديدة لشراء السلاح من دول أخرى غير الولايات المتحدة الأمريكية، والخروج من عباءة أمريكا التي كانت تفرض شروطها قبل ذلك لصالح التفوق الإسرائيلى، ولجوء القيادة السياسية للتعاون مع روسيا وفرنسا عسكريًا خطوة مهمة جدًا ومكسب كبير على المستوى الدولى، وأسهمت هذه الخطوة في بث الرعب في القيادة السياسية في أمريكا وتركيا أيضًا.

> كيف ترى التقارب المصرى الخليجى وتأثيره في مستقبل مصر حال خوضها أي حروب مستقبلية؟
أرى أن التقارب المصرى -الخليجى مع الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية أدى إلى بث الرعب في القيادة السياسية في أمريكا، وهز كيان الدول الاستعمارية، وجعلها تعيد التفكير في فكرة الهيمنة على الدول العربية والتحكم في مصيرها في ظل وجود قوى كدول الخليج واستعدادها للوقوف بجانب مصر في حربها.

> ما دور القوات المسلحة في تأمين الحدود وحماية الدولة من الدخول في الحرب؟
يوجد في القوات المسلحة ما يسمى «مهام القوات المسلحة» وتتحدد مهمتها في تأمين حدود الدولة من ناحية العدو الرئيسى «إسرائيل»، وتأمين باقى الجبهات أيضًا من ناحية السودان وحماية الدولة من عمليات التهريب التي تتم وتأمين الدولة من جميع التهديدات، كما تحرص أيضًا على تحقيق التوازن الاستراتيجى ووضع الخطط المستقبلية، فمثلًا حالة السلام مع إسرائيل لا تعنى ألا تقوم مصر بوضع خططها تحسبًا لأى تغيير في العلاقات أو أي توترات قد تؤدى للحرب.
الجريدة الرسمية