رئيس التحرير
عصام كامل

حقيقة الوساطة السعودية بين مصر وتركيا!


لأن الرئيس السيسي سوف يزور غدا الرياض، في وقت متزامن مع زيارة للرئيس التركي أردوغان، الذي يبدأ زيارته للعاصمة السعودية اليوم وحتى يوم الإثنين، استنتج البعض أن تكون الزيارتان مرتين من قبل خادم الحرمين الملك سلمان لإتمام مصالحة مصرية تركية؛ لتنتهي حالة العداء الحالية بين البلدين وتوقف الهجوم التركي على الحكم المصري.


هذه هي المعلومة الوحيدة التي يستند عليها أصحاب هذه الاستنتاجات، وما عداها لا معلومات لا من الجانب المصري ولا من الجانب التركي أو البلد الذي يستضيف كلا من الرئيس السيسي والرئيس أردوغان.

بل على العكس فإن البيان الصادر عن الرئاسة المصرية حول زيارة الرئيس السيسي للرياض، لم يتضمن أي إشارة من قريب أو بعيد لمثل هذه المصالحة التي يتخيلها بعض الصحفيين والإعلاميين.. حتى حديث الرئيس السيسي لصحيفة الشرق الأوسط السعودية لا إشارة فيه للعلاقات مع تركيا سوى إشارة مستنكرة من قبل الصحفي الذي أجرى الحوار.

نستنكر سكوت مصر على الإساءات التركية، وترفُّع من جانب الرئيس المصري على هذه الإساءات، وهذا يشير إلى أن المناخ بين البلدين ومواقفهما لا تسمح بمجرد حديث عن مصالحة، ناهيك عن أن السعودية التي تستنكر الهجوم التركي على مصر، كما يبدو في صحيفة الشرق الأوسط، ليست بهذا الشكل مرسية للقيام بوساطة بين مصر وتركيا.

ثم إن أردوغان هو وحزبه أحد عناصر التنظيم الدولي للإخوان، وإن كان رئيسا لدولة إقليمية مهمة هي تركيا، وبالتالي هو سيخوض معركة الإخوان ضد مصر حتى النهاية.. فهل يغامر الملك سلمان بالقيام بوساطة محكوم عليها بالفشل مسبقا؛ لأن أحد أطرافها هو الرئيس التركي.. بالتأكيد خادم الحرمين الجديد أذكى من ذلك، وهو الذي يوصف بأنه حكيم العائلة المالكة في السعودية.
الجريدة الرسمية