رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حرب الأيام الأربعة.. السادات أرسل قواته لتأديب "العقيد" على شطحاته.. "القذافى" هدد مصر بملف "العمالة".. والرئيس رد بفرق من الصاعقة في قلب "طبرق"


ملابسه الفلكلورية وشخصيته المركبة لم تمنعاه من التأثر بشخصية جمال عبد الناصر.. حاول تشرب مبادئه وسعى للوحدة مع مصر سائرا على درب مشروع القومية العربية معلنا عداءه للغرب وإسرائيل.. لكن بعد وفاة ناصر حاد الرئيس الليبى الراحل العقيد معمر القذافى عن طريق القومية العربية واتجه لدعم حركات متمردة في أفريقيا والشرق الأوسط..


قادته شخصيته المضطربة للدخول في سرداب بطل الحرب والسلام وتدخل في شئون مصر فسعى السادات إلى تلقين "الكولونيل الليبى" درسا لن ينساه وأثبت أن مصر التي دخلت 4 حروب خلال 25 عاما فقط لا يصعب عليها قهر من سولت له نفسه إغراقها بطوفان مقصود وعرفت بحرب "الأربعة أيام ".

ففى عهد السادات قامت مصر بتدخل عسكري برى داخل الأراضي الليبية عام 1977، وكانت إستراتيجية السادات واصفة لمثلث قاعدته التعامل مع العرب وإسرائيل فالقاعدة ثابتة وتعبر عن إستراتيجية ورأس المثلث متحرك ويعبر عن العلاقة مع إسرائيل وهو متحرك وفقا للتكتيك وليست إستراتيجية وحسب ما جاء بكتاب "egyptian libyan war of 1977" لم يتحمل القذافى معاهدة كامب ديفيد للسلام التي وقعتها مصر مع الجانب الإسرائيلى حيث عرفت العلاقات بين مصر وطرابلس طريقها للتدهور وهاجم النظام الليبى الموقف المصرى محاولا تكسير ومهاجمة مقار البعثات الدبلوماسية في البلدين وذلك بشهر مايو من 1977 وقد دفعت العمالة المصرية بليبيا عملهم ثمنا لذلك التذبذب المزاجى بين الدولتين واستغل القذافى فرصة وجود أكثر من ربع مليون وبالتحديد 225000 عامل مصرى ببلاده فرفع الكارت الأحمر وسارع بطردهم من البلاد وإلا واجهوا الاعتقال فيما سعى إلى حشد المئات من شعبه الليبى في مظاهرة أسماها "مسيرة القاهرة" تعبيرا عن غضبهم من زيارة السادات لتل ابيب محاولين اقتحام الحدود المصرية لكن على غير المخطط فشل القذافى في مسعاه وتصدت لمحاولاته قوات حرس الحدود المصرية.

تصاعد الأحداث بين البلدين
كانت مصر قد خرجت لتوها بانتصار من حرب أكتوبر ضد إسرائيل مما كان يعني أن للجيش المصري من العدة والعتاد ما يمنحه تفوقا كبيرا على نظيره الليبي لذا لم يتردد المصريون في 21 يوليوز 1977 بشن الحرب على الجارة الغربية، فاندلعت أولى العمليات العسكرية والمعارك على الحدود بين البلدين سرعان ما دخلت بعدها القوات المصرية للأراضي الليبية تحت نيران غطاء جوي كان يقصف المطارات والقواعد العسكرية الليبية

بداية الصراع وتلاحق الأحداث
وفى الحادى والعشرين من يوليو من العام نفسه رد القذافى على إيقاف مسيرته بضرب منفذ السلوم البرى الذي يربط بين الحدود المصرية والليبية بالمدفعية وفى اليوم ذاته هاجمت القوات الجوية المصرية قواعد عسكرية حدودية ليبية وذلك بأسراب من طائرات سوخوى 20 وميج 21 مما أدى إلى تدميرها فضلا عن مهاجمة الطيران المصرى قاعدة جمال عبد الناصر الجوية الموجودة بالقرب من بنغازى وموقع صاروخى ليبى كما تحركت في نفس اليوم فرقتان من الجيش الثالث المصرى مكونتان من المشاة المحمولين ويدعمهم المدفعية مندفعة لاحتلال مدينة امساعد الليبية ونقلا عن المتحدث باسم الجيش المصرى خسرت ليبيا طائرتين و40 دبابة.

وفى الثانى والعشرين من يوليو هاجمت الطائرات المصرية القواعد الليبية الجوية جنوب طبرق ونجحت الدفاعات الجوية الليبية من طراز سام 7 في إسقاط طائرة ميج 21 إلا أن الطائرات المصرية هاجمت المواقع العسكرية الليبية بواحة كفرة وفوجئت المدافع الليبية الخاصة بالدفاع الجوى باستخدام الهليكوبترات المصرية العاملة بتكنولوجيا ECM وتم إسقاط مظليين مصريين خلف الحدود الليبية.

وفى الثالث والعشرين من يوليو هاجمت الطائرات المصرية قاعدة جمال عبد الناصر جنوب طبرق الجوية وتم استدعاء جميع المقاتلات الليبية إلى طبرق قامت على إثرها معارك جوية عنيفة ونجحت خلالها طائرات ليبية من طراز D-5 في إسقاط بضع طائرات مصرية من طراز ميج 21 وعلى الرغم من ذلك نجحت الطائرات المصرية في الانسلال إلى داخل ليبيا ودمرت قاعدة طبرق تدميرا واسعا.

وفى الرابع والعشرين من يوليو حاولت قوات عسكرية ليبية مهاجمة قواعد عسكرية مصرية لكن أغلبها سقط ونجحت القوات المصرية في تدمير ثكنات الجنود الليبيين على بعد 35 كيلو مترا من الحدود الليبية وبالرغم من ذلك الهجوم المستمر في الجو لمدة ثلاثة أيام لم يقم الليبيون بتوزيع قواتهم الجوية في تلك القواعد ولم يتم عمل أي إجراءات لإخفاء الطائرات أو حمايتها.

وفى الخامس والعشرين من يوليو بعد وساطة عربية من الحكومتين الفلسطينية والجزائرية لإيقاف القتال وأعطى الرئيس السادات أوامره بانسحاب القوات المصرية وانتهاء المناوشات ووقف إطلاق النار بشكل فورى في اليوم التالى لعقد الهدنة مستجيبا لتدخل تلك الأطراف الدولية واستغرب معظم المراقبين مثل هذا القرار رغم النجاح المبدئى الذي أظهرته غارات 24 يوليو حيث عكفت مصر على إبلاغ القنوات الدبلوماسية بأن العملية العسكرية ستستمر حتى إسقاط العقيد معمر القذافى الذي حاول تكرارا استفزاز القوات المصرية للرد على تجاوزاته في الحدود الغربية لكن أمريكا ضغطت على مصر بشكل كبير لمنع هذا الغزو وانتهت بذلك الحرب رسميا يوم 25 من يوليو 1977 بانسحاب القوات المصرية من المدن والمناطق الليبية التي احتلتها.

خسائر الحرب
• وكانت من أهم خسائر تلك الضربة الجوية العسكرية بين البلدين سقوط 4 طائرات ميج 21 وسقط نحو 100 جندى مصرى ما بين قتيل وجريح وعلى الجانب الليبى كات خسائر القذافى أكثر فداحة فقد سقطت 60 دبابة و20 طائرة من نوع ميراج 5 و40 ناقلة عساكر مدرعة فضلا عن استشهاد وجرح نحو أكثر من 400 جندى ليبى.

وفى ذكرى ثورة 23 يوليو خرج السادات بخطاب يصف فيه القذافى بأنه شاذ ومعتوه ومجنون وأن أموال ليبيا تصرف في الكباريهات والقمار بحسب صحيفة الجمهورية متحدثا عن تفاصيل العملية العسكرية في ليبيا متوعدا "سنضرب القذافى إذا عاد".

نسبت «الجمهورية» في عددها بيانا إلى المتحدث العسكري قال فيه: "شهد شهر يوليو الحالي 1977 أعمالًا استفزازية ومحاولات تخريبية عديدة قام بها النظام الليبي في الصحراء الغربية وعلى الحدود الغربية، معلنًا عن تفاصيل العملية العسكرية التي تمت في 3 خطوات، هي: معركة 4 ساعات – مطاردة قوات القذافي – قوات الدفاع الجوي المصري"

وظلت مانشيتات الصحف القومية تتصدرها أخبار الصراع بين مصر وليبيا وانتهت يوم 29 يوليو خلال مانشيت يوضح ضعف موقف القذافى ووقوعه في مأزق "لا أحد يتطوع لينقذ القذافى ".

وعبرت صحيفة روز اليوسف بشهرى مايو ويونيو عن بداية المناوشات بين مصر وليبيا ممثلة في القذافى والسادات وتحدثت عن "مجنون ليبيا " كما وصفته الذي اضطرب نظامه كثيرا بعد حرب أكتوبر وقام بعدد من المؤامرات ضد مصر مما اضطر مصر إلى إعلان حالة الطوارئ وإجراء غرفة عمليات لإحباط إرهاصات القذافى وتم وضع خطة لمواجهة الاحتمالات المختلفة في تطور العلاقات المصرية الليبية.

وظهر الرئيس محمد أنور السادات بالتليفزيون المصرى يوضح للشعب ما تم إنجازه وسط تفيق حاد من الجماهير قائلا: «فعلا إحنا قعدنا 24 ساعة محتلينه جوا بلده لغاية ما خلصنا شغلنا والنهاردة الصبح رجعوا.. ومفيش على أرضه عسكري مصري النهاردة.. بس ده مش معناه إنه يرجع يلعب تاني.. والله وإن عدتم عدنا»، في إشارة إلى الراحل معمر القذافي.


Advertisements
الجريدة الرسمية