رئيس التحرير
عصام كامل

«السيسي» في حوار لـ«الشرق الأوسط».. استعددنا بقوة للمؤتمر الاقتصادي وواثق من مساندة «الخليج».. وهذه خطتي للقضاء على «داعش»..عودة «الإخوان» بيد الشعب..


قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: إن رحلة الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ممتدة حتى تتحقق، لأن مراحلها كبيرة في بلد تعداد سكانه 90 مليون نسمة.


وأضاف خلال حواره لصحيفة «الشرق الأوسط»: «أقدّر كثيرا الشعب المصري وأتمنى أن أفعل كل شيء للمصريين، وبما يتناسب وتطلعاتهم وطموحاتهم وبما يضمن حصول كل مواطن على كامل حقوقه».

وتابع: «مصر مرت بحالة ثورة خلال 4 سنوات ماضية، إلا أن الشعب المصري واع جدا ويقظ جدا ويتطلع إلى الأفضل دائما، وبالتالي لا بد أن نعترف أننا سنأخذ وقتا في ذلك، لكننا قمنا أولا بالحفاظ على دولة المؤسسات ودعمها، بعد أن تعرضت لهزة كبيرة على مدى ثورتي 25 يناير و30 يونيو. وبالتالي كان لا بد أن تستعيد مكانتها وأن نقوم بتحسين أداء الدولة. وإدارة دولة مثل مصر بحاجة لتوازنات وأولويات حتى تستقر كل الأوضاع. خذ مثلا قضية صحفيي قناة «الجزيرة»، لا يوجد مسئول في الدولة يريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، ولأننا نحترم القضاء أولا وسلطته كذلك، فكان لا بد أن ننتظر حتى يقول القضاء كلمته وبعد ذلك أستخدم صلاحياتي لإنهاء الموضوع، لأن صلاحياتي تبدأ بعد انتهاء المحاكمة وليس خلالها».


إنجازات 8 شهور

واستعرض الرئيس عبدالفتاح السيسي، أهم الإنجازات التي تم تنفيذها، منذ توليه حكم مصر، خلال الثمانية أشهر الماضية.

وقال «السيسي»: إن ما نفذته الحكومة خلال ثمانية أشهر ليس بالقليل، لدينا مثال في مشروع قناة السويس الجديدة مفترض أن يستغرق تقريبا 5 سنوات، ولكننا وعدنا بتنفيذه خلال عام وسوف يفتتح في شهر أغسطس المقبل، مؤكدًا أن هذا العمل يعزز قدرة مصر كشريك للتجارة العالمية من خلال قناة السويس.

وأضاف أن العمل على إنشاء شبكة قومية للطرق بطول 3600 كيلومتر والانتهاء منها أيضا خلال شهر أغسطس المقبل مع رفع أداء شبكة الطرق القديمة.

وتابع: ووضعنا خريطة إدارية للمحافظات يمكن من خلالها إضافة أراض جديدة بواجهة صحراوية وواجهة أخرى على الشواطئ، وهو ما يسمح بزيادة القدرة الاستثمارية للمحافظات وتوسيع مساحتها، حتى أزمة الكهرباء استطعنا التخفيف من حدتها بإضافة 360 ميجاوات على الشبكة.

وكشف «السيسي»، أن الحكومة تعمل حاليا على دراسات دقيقة لزراعة 4 ملايين فدان والبداية ستكون بمليون فدان، وفي الوقت نفسه نعمل على توفير البنية الأساسية والخدمات الخاصة بهذه المساحة، وكذلك تطوير الموانئ البحرية الرئيسية مثل موانئ دمياط والسويس والبحر الأحمر وبورسعيد.

وأوضح أن كل هذه الخطوات والإجراءات تمت خلال الأشهر الثمانية الماضية، ونحن حاليا في طريقنا لإنجاز كل ما تحتاجه التنمية في مصر، وسوف يكون المؤتمر الاقتصادي الذي سيقام الشهر المقبل في شرم الشيخ، فرصة لعرض عدة مشاريع حيوية واستراتيجية تنعكس بالإيجاب على الاقتصاد المصري.

وأشار إلى أنه سوف يعلن عن قانون الاستثمار الموحد واتباع نموذج «الشباك الواحد» للتيسير على المستثمرين، فضلا عن تسوية الأزمات التي كانت تحدث مع المستثمرين والتي نعترف أنها أفقدتهم جزءا من الثقة، كما نقوم بعمل ذلك مع المستثمرين على المستوى المحلي والعربي والدولي، مضيفًا: «ويجب ألا ننسى أن الأربع سنوات الماضية كانت لها ظروفها الاستثنائية».


مساندة الخليج لمصر

وأكد أن المصريين استطاعوا تغيير الوضع السياسي في بلادهم، والانتقال لخطوات ديمقراطية عبر ثورتين، كان لا بد من ثمن اقتصادي وأمني دفعه الـ90 مليون مصري وما زالوا يدفعونه.

وأضاف رئيس الجمهورية، لـ«الشرق الأوسط»: «بصراحة لولا وقوف الأشقاء معنا وإلى جوارنا باستمرار، ولهم كل التقدير في المملكة العربية السعودية، ودولتي الإمارات والكويت، ما كان لنا أن نصمد إلا بوقوفهم مع الشعب المصري».

وتابع: «إن سقوط مصر -لا قدر الله- يعني سقوط المنطقة»، مؤكدًا أن 65 في المائة من المصريين من الشباب أقل من 40 عاما، وهذا يعني أنهم جميعا لديهم الأمل في الحياة والتعليم والصحة والسكن المناسب، وهذا بالتأكيد يحتاج جهدا كبيرا، والمصريون بالطبع لديهم وعي كبير، وتحملوا وتحلوا بالصبر لمواجهة كل هذه التحديات، وبالتالي لا بد لهم أن يجدوا نتيجة صبرهم.


الاستعداد للمؤتمر الاقتصادي

وقال إن الحكومة تبذل كل الجهد لاستقبال المستثمرين والأصدقاء والأشقاء في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، مؤكدًا أن فكرة المؤتمر كانت منذ البداية سعودية حينما أعلن المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز عقد مؤتمر للدول المانحة لدعم مصر، إلى أن وصلنا لأن يكون المؤتمر للدفع باستثمارات لدعم الاقتصاد المصري.

وأضاف رئيس الجمهورية، أن الفترة الحالية يتم ضبط البنية التشريعية لحل المشكلات العالقة التي تناسب مناخ الاستثمارات، وتختصر الإجراءات البيروقراطية لأننا نعمل على إنجاح المؤتمر وما بعده من تنفيذ للسير نحو ما نريد وننتظر.

وأكد «السيسي»، أنه يثق في أشقائنا في الخليج وفي أصالة مواقفهم المشرفة إزاء مصر وشعبها، ونتطلع إلى مساهماتهم الفاعلة في هذا المؤتمر والتي ستعود بالنفع وتحقق مصالح الجانبين.

وأشار إلى أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج بدأوا في العودة للاستثمار في مصر، مشيرا إلى أن المناخ أصبح أفضل من ذي قبل، وكذلك الاستقرار أفضل، موضحًا أنه عندما يلقي الإعلام الضوء على مشكلة فإن هذا لا يعني أن البلاد كلها على هذا النمط وإنما مجرد حالات فردية.

المباحثات مع العاهل السعودي

وأكد أن زيارته للملكة العربية السعودية، غدًا الأحد، سوف تتضمن مباحثات هامة وبناءة، مضيفًا: «سوف نتحدث في كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها، سنناقش أيضا التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب».

وأضاف ، أن العلاقة بين مصر والسعودية علاقة استراتيجية بامتياز، وهي ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والمسؤولون في البلدين مدركون لهذا الأمر المستقر والمتفق عليه منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، الذي أدرك بحسه الاستراتيجي أهمية وضرورة دعم هذا التوجه، وقد سار على الدرب كل أبناء الملك بنفس الحرص والرغبة والقدرة على التنفيذ المخلص والأمين وبما يحافظ على هذه العلاقة الممتدة عبر السنين.

وأكد أن مصر تنظر للعلاقة مع العاهل السعودي نظرة تحمل كل تقدير واحترام، ولن تنسى له مصر مواقفه المشرفة منذ أن تطوع في الجيش المصري في حرب العدوان الثلاثي، وكذا مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر في حرب أكتوبر 1973، وسنكون حريصين كل الحرص على استكمال مسيرة العلاقات المتميزة مع الملك سلمان.

وأكد «السيسي»، أن الحكومة تعمل ليس للحفاظ على العلاقات فقط، وإنما لتطويرها مع تنفيذ كل الالتزامات أمام شعب البلدين، بما يتسق ويتناسب مع المسؤولية الملقاة على عائق الحكام، نظرا للمخاطر الحقيقية التي تهدد الوطن العربي.

وتابع: «نظرا لكل ما يحاك ضدنا وما يحدث من حولنا، يجعلني أقول دائما يجب أن نعمل معا حتى نحافظ على بلادنا وشعوبها».


خطة القضاء على «داعش»

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه حذر منذ عامين في خطابات كثيرة، عربيا ودوليا، من أن هناك خطورة من المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق وكذلك ليبيا.

وتابع: "حذرت وأبديت مخاوفي من تحول المنطقة إلى ساحة جاذبة للإرهاب، وما زلت أحذر من المخاطر الحقيقية مع استمرار الوضع على ما هو عليه، ولذا طالبت بأن يكون العمل جماعيا حتى نستعيد الأمن، لأن استعدادنا معا يطرد الإرهاب من بلادنا، أما تركنا له فهو يعزز من اشتعال البيئة الحاضنة للإرهاب في كل مكان، في مصر والعالم العربي وحتى في دول الخليج".

وأوضح ، أن مصر مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، مؤكدا على ضرورة أن تكون المواجهة ضد الإرهاب والإرهابيين إستراتيجية وشاملة، لأن العمل العسكري والأمني فقط غير كاف.

وأشار إلى أن مصر تحارب الإرهاب قبل إنشاء هذا التحالف الدولي، حيث أن الجيش لم يتوقف عن محاربة البؤر الإرهابية في سيناء، لافتًا إلى أن الإخوة والأشقاء في السعودية والكويت والإمارات والبحرين، قدموا الدعم الشامل لمصر في حربها.

وعن القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، أكد رئيس الجمهورية، أن ذلك سيتم من خلال وحدة العرب، والتي أعتبرها أول خطوة على طريق القضاء على الإرهاب، والوحدة هنا بمعنى التنسيق والتعاون الشامل في كل المجالات.

وأضاف "السيسي": أرى أن الخطة الأمنية والسياسية لا يمكن اختزالها في عمل عسكري وأمني فقط، وإنما الدفع بإجراءات موحدة وقوية تمثل أيضا عملا رادعا في المنطقة، ولدينا القدرة على تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين بأنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعون ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار إلا إذا بقينا متفرقين ولسنا مجتمعين".

ولفت إلى أنه يبحث عن التحرك الجماعي العربي المشترك، والذي لا يقتصر على الدور السعودي والمصري والإماراتي كل على حدة، لا أنا شخصيا، ولا مصر، وإنما عن حالة عربية قوية لمواجهة المخاطر والتحديات، مؤكدًا أن هناك تشاورا مع الدول العربية بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التنظيم الإرهابي.


عودة «الإخوان» 

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن عودة جماعة الإخوان المسلمين، للمشهد السياسي، تتوقف على ما يرتضيه الشارع المصري، مؤكدًا أن ما يوافق عليه الرأي العام سوف يقوم بتنفيذه فورا.

وأوضح أن مصر لا تتعرض لأي ضغط دولي لعودة «الإخوان المسلمين» مرة أخرى، مضيفًا: «لا بد أن يعلم الجميع أنه وبعد ثورتين عظيمتين قام بهما المصريون، من الصعب أن يحدث مثل هذا الضغط على دولة مستقلة مثل مصر، مع التأكيد بأن مصر تدفع ثمنا غاليا نتيجة رفضها للتدخلات الخارجية».

وأكد "السيسي"، أن الشعب المصري غاضب من كل ما فعله الإخوان بالبلاد، وهناك بالفعل حالة غضب وألم مصرية منهم، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأحد أن يتلاعب بالرأي العام الذي استوعب الدرس وفهم ما يحاك ضد بلاده.


الدول القوية والتلاسن

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الإعلام في مصر كان لديه هامش من الحرية، وبعد الثورة ارتفع هامش الحرية كثيرا، إلى حد أن البعض يظن أن الإعلام موجه لتأييد النظام، مما يتسبب في حرج للدولة المصرية، مشيرا إلى أن هناك من يحسب هذه الآراء على الجهات الرسمية، لكنه في الحقيقة هذه الآراء تعكس غضب وتوجهات الشعب المصري والرأي العام.

وعن العلاقات المصرية القطرية المتوترة في الفترة الأخيرة، أوضح رئيس الجمهورية، أنه لم يصدر تصريح واحد رسمي يحمل إساءة ضد أي من الدولتين، قطر وتركيا، ولا يوجد تصريح سلبي واحد.

وعن المصالحة مع قطر، قال «السيسي»: «كنا، ولا زلنا ملتزمين باتفاق الرياض، وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربي الكبير».

وأكد أن هناك إرادة شعب ونريد أن يفهم الجميع هذا الأمر، ولا يجب التقليل من شأنه أو تجاهل ما يريد، متسائلًا: من المستفيد من دعم سقوط مصر؟، مضيفًا: «ليعلم الجميع أنه إذا سقطت مصر -لا قدر الله -سوف تدخل المنطقة في صراع لن يقل عن 50 عاما».

وأشار "السيسي"، إلى أن هيبة الدول بقدرتها وقوتها، أما التلاسن والإساءة للآخرين والشعوب فليسا من قيم وشيم الدول القوية، نحن نتحدث عن علاقة مع شعبين سواء قطر أو تركيا.

وتابع:" نحن نؤمن بأن البقاء للعلاقات بين الشعوب، أما الإساءات والتلاسن فنحن في مصر قد تجاوزناها في علاقاتنا مع الآخرين، ومن يسيء للآخرين فهو يعبر عن نفسه ولن يقلل هذا من قدرنا وقيمتنا".


سوريا واليمن
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الحكومة المصرية أوضحت للإخوة في أثيوبيا موقفنا، وأكدت لهم ضرورة الحفاظ على حقوق الشعب المصري، وكذلك احترامنا لحقهم في التنمية.

وأكد رئيس الجمهورية، خلال حواره لصحيفة «الشرق الأوسط»، أن هناك تفهم مشترك ونقوم من خلال التشاور الدائم وصولا إلى تحويل التفاهم إلى صيغة ملزمة للطرفين؛ ونحن نسير على الطريق الصحيح وقد شجع الجميع بما في ذلك الأشقاء العرب والأصدقاء هذا الحوار الإيجابي مع أثيوبيا.

وعن الأزمة السورية، أوضح أن تلك الأزمة معقدة جدا، وهناك آراء ومواقف مختلفة على أساليب المعالجة لقضية مستمرة منذ 4 سنوات، ومرشحة للزيادة، ونحن قلنا وجهة نظرنا منذ البداية وهي البحث عن حل سلمي سياسي والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وأوضح "السيسي"، أن هناك فرقا بين البحث عن حلول أو البحث عن استمرار الأزمة لسنوات، ومعنى حل سياسي سلمي لن يكون الحل لصالح طرف واحد وإنما لصالح الجميع، وأعني المعارضة والنظام في ظل البحث عن مخرج حقيقي، ثم نبدأ في معالجة الملفات الأخطر التي تؤثر على الأمن القومي العربي.

وكشف أن الحكومة المصرية تتشاور مع الجميع حول الحل السياسي السلمي، مع دول الخليج والمعارضة ولا نفعل شيئا بمفردنا.

وفي سياق متصل، قال: إن الأزمة اليمنية لم تأخذ منا جميعا الاهتمام الكامل، وكلنا تأخرنا في التعامل مع الأزمة اليمنية.


العلاقات الخارجية
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن علاقات مصر الخارجية بعد ثورة 30 يونيو علاقات متوازنة ومتنوعة ومنفتحة على الجميع، ولا تميل لطرف على حساب آخر، مؤكدًا أن العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية إستراتيجية، مشير إلى أنه في مصر يتم استقبال الجميع بهذه الطريقة، وهذا يعكس قيمة مصر.

وتابع: "أنا أرى أن العلاقات بين الدول لم تعد تشكل سياسة المحاور كما كان سابقا وإنما التوافق في تقديرنا يجب أن يكون مع الجميع.

وأكد رئيس الجمهورية، أن مصر حريصة على إقامة علاقات طيبة وطبيعية مع كل دول العالم، ونحرص على شرح الظروف الصعبة التي تمر بها مصر، ومن غير المعقول أن تظل الرؤية الأمريكية لمصر على ما كانت عليه، ولكن يمكن القول إن هناك تحسنا ورؤية جديدة إيجابية لما يحدث في مصر وأنها تطورت للأفضل.

وأوضح "السيسي"، أن الغرب بصراحة لديه اهتمامات كثيرة، ويمكن القول إن ما حدث في 30 يونيو أمر فاجأهم بثورة شعب اختار طريقا يرتضيه، ولكن مصر منحت أصدقائها وشركائها الوقت والفرصة ليتفهموا حقيقة الأوضاع، ولا شك أن الشركاء الأوروبيون كانوا أسرع في فهم حقيقة الأوضاع في مصر نظرا لعوامل القرب الجغرافي والثقافة المتوسطية المشتركة.


نصائح لـ «مرسي»
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه رصد إشارات حول قيام ثورة شعبية، عندما كان رئيسا للمخابرات العسكرية إبان نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، مؤكدًا أن ذلك حدث هذا منذ شهر أبريل عام 2010 وقبل 8 أشهر من ثورة يناير 2011، لافتا إلى أنه قدم كمخابرات عسكرية تقديرات واضحة.

وأكد رئيس الجمهورية، أنه إبان توليه حقيبة الدفاع فترة حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي، نصحه بتجاوز الاحتقان الذي كان يشهده الشارع المصري، مضيفًا: «وقد سبق إخطاره 3 مرات، وقدمنا توصيات لتجاوز الأزمة وكان آخرها في مارس 2013».

وعن مشاركة الشباب في الحكم، قال رئيس الجمهورية، إن الشباب المصري هم القوة الحقيقية التي نعتمد عليها في الحاضر والمستقبل، ومن بينهم من شغل مواقع مسؤولة بالمحافظات كنواب محافظين ومسؤولين في المجالس المحلية وبنسبة لا تقل عن 65 في المائة، سواء كانوا من الشباب أو حتى السيدات.

وأشار "السيسي"، إلى أنه حرص في كل لقاءاته مع القوى السياسية على ضرورة مشاركتهم في الحياة السياسية وصياغة المستقبل، كما تبنت رئاسة الجمهورية مشروعا قوميا لتدريب الشباب في مجموعات تضم كل مجموعة نحو 500 إلى 1000 شاب للتدريب في دورة لا تقل عن 4 أو 6 أسابيع، بهدف تأهيلهم للعمل والمشاركة في الوزارات كنواب ومساعدين للوزراء وفي البرلمان والمحافظات.

وتابع:" ومع هذا أرى أن كل ذلك ليس كافيا، وإنما سوف نستمر في دعم الشباب واستيعابهم في كل مواقع الدولة المصرية".


4 عناصر للعلاقة مع «الخليج»

وقال السيسي، إن العلاقة بين مصر ودول الخليج ترتكز على 4 عناصر مهمة، أهمها أن أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج، وإنشاء قوة عربية مشتركة.

وأضاف رئيس الجمهورية: «لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت، وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية، فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلى حماية دولنا وأمننا القومي وليست موجهة ضد أحد».

وتابع: «السيسي»: «عندما قلنا إن الأشقاء وقفوا معنا في الأزمة التي مرت بمصر، فإننا نعتبر رد هذا الجميل من ضمن ثوابتنا وليست مجال تشكيك، ولن يتغير شيء في الأمر لا اليوم ولا غدا».


«نظام مبارك»

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: إن الشعب المصري يتمتع بوعي غير مسبوق وبأكثر مما تتصور، ولن يسمح بالعودة للخلف وأنه معهم.

وتابع: «الشعب دفع فواتير التغيير، ونظام مبارك لن يعود من الأبواب الخلفية لإدارة الدولة المصرية».

وأكد " السيسي"، أنه ليس محسوبا على أحد، وكل ما يتمناه التوفيق من الله لتحقيق آمال وطموحات المصريين.
الجريدة الرسمية