رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

استيراد مخلفات الدواجن.. رضينا بالهم!!


معدة المصريين تهضم الزلط.. مقولة تذكرتها وأنا أقرأ تصريحا لرئيس شعبة اللحوم والدواجن والأسماك بغرفة الصناعات الغذائية منذ أيام يحذر فيها من الضغوط التي يمارسها المستوردون لفتح باب استيراد أجزاء ومخلفات الدواجن من الخارج، ويركز في تحذيره على أن هذا سيضر بالصناعة الوطنية وسيؤدي إلى تشريد عمالة تبلغ 2 مليون عامل يعولون أكثر من 8 ملايين فرد، وإهدار استثمارات تبلغ 25 مليار جنيه !!


يبدو أن هذه المقولة الشهيرة لا تعرف غير معدة الغلابة فقط، ويبدو أن هؤلاء الذين ماتت ضمائرهم وفسدت ذممهم ما زالوا يصرون على استخدام الغلابة ( مكبات ) للنفايات والمخلفات فتنتفخ جيوبهم بالمال، وتنتفخ بطون الغلابة بالأمراض المستعصية !

عصابة الفساد لم تكتف باحتكار استيراد السلع ورفع أسعارها في الوقت الذي تنخفض فيه عالميا.. بل تصر وتضغط لاستيراد أجزاء ومخلفات الدواجن من الخارج لتحقيق أعلى ربح على حساب صحة الغلابة ومحدودي الدخل.

تصريحات رئيس الشعبة استوقفتني كثيرا.. ليس لأنها نموذج صارخ للفساد المقنن.. وليس لأنها دليل على سيطرة لوبي الاستيراد، أي استيراد، على أصحاب القرار في هذا الوطن.. وليس لأنها تعيدنا مرة أخرى لمرحلة غياب الرؤية وفقدان البوصلة واختلال سلم الأولويات.. وليس لأنها تهدد استثمارات بـ 25 مليار جنيه.. وليس لأنها تشرد 2 مليون عامل !! ورغم أهمية كل ذلك فقد توقفت أمام حالة الغلابة من المصريين الذين يتم استيراد هذه المخلفات لهم!! إلى هذا الحد وصلت الاستهانة بهم وبآدميتهم.. إلى هذا الحد ترى عصابة الفساد هؤلاء الغلابة أصحاب المعدة التي تهضم الزلط فقط.

الفساد منظومة تحتاج بلدوزرات لهدمها وتحتاج إرادة حقيقية ومواجهة مجتمعية شاملة لأن هذه المنظومة لن تتنازل بسهولة عن المكاسب الطائلة التي تحققها أو حتى عن جزء من هذه المكاسب.. منظومة الفساد تشكل في المجتمع خطورة لا تقل عن الإرهاب، فكما الإرهاب يقتل بالرصاص والسيارة المفخخة والقنابل التي يزرعها هنا وهناك فإن الفساد يقتل الأمل في الإصلاح، ويقتل النفس والروح بالسقوط في دوائر اليأس والإحباط، ويقتل الضمير والأخلاق بالدخول إلى عالم الجريمة المتنوعة بين الرشوة والاختلاس وتضييع الحقوق بين الناس إلى الموت شنقا على أسوار أحد الكباري أو غرقا في النيل الذي يهدد الفساد مياهه!

وكما يقول المثل ( رضينا بالهم.. والهم مش راضي بينا )..فبينما يحتمل الغلابة، وهم كُثُر، الحرمان من كثير من احتياجاتهم الأساسية والإنسانية، وبينما يحتمل الغلابة آلام المرض وعذاباته، وبينما يحتمل الغلابة ( الهم ) المتجسد في بعض تجار ورجال أعمال يتاجرون في الموت كما يتاجرون في الحياة ويبحثون عن أي باب يدر عليهم الأموال بطرق مشروعة أو غير مشروعة..

بينما يرضي الغلابة بالهم ويبحثون عن هياكل الدواجن في الأسواق لتكون لهم طعاما شهيا كل فترة من الزمن يحصلون عليها بعد انتظار طويل أمام باعة الدواجن بعد تجريدها من اللحم، فإذا بـ ( الهم ) لا يرضى ويضغط تجار ومستوردون لاستيراد مخلفات الدواجن التي لا نعرف عن صلاحيتها شيئا وإذا كانت معاملة كيميائيا أو فاسدة، وأغلب الظن أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي ليأكلها أصحاب المعدة التي تهضم الزلط من المصريين !!

هذا ما استوقفني في تصريحات المسئول الذي بالقطع لا يأكل من هذه المخلفات، وهذا ما يدعوني لكي أصرخ في وجه من يملك الإذن بالسماح لهؤلاء الفاسدين من التجار بإدخال هذه المخلفات إلى البلاد !!

إذا كانت الحالة الاقتصادية في البلاد لا توفر الحد الأدنى من الطعام الآمن للغلابة من هذا الشعب فلا أقل من أن توفر للغلابة الكرامة الإنسانية، والعلاج الآدمي، ولعن الله المكسب الحرام والتجارة بالغلابة في هذا الوطن.
m.elazizi@hotmail.com

معدة المصريين تهضم الزلط.. مقولة تذكرتها وأنا أقرأ تصريحا لرئيس شعبة اللحوم والدواجن والأسماك بغرفة الصناعات الغذائية منذ أيام يحذر فيها من الضغوط التي يمارسها المستوردون لفتح باب استيراد أجزاء ومخلفات الدواجن من الخارج، ويركز في تحذيره على أن هذا سيضر بالصناعة الوطنية وسيؤدي إلى تشريد عمالة تبلغ 2 مليون عامل يعولون أكثر من 8 ملايين فرد، وإهدار استثمارات تبلغ 25 مليار جنيه !!

يبدو أن هذه المقولة الشهيرة لا تعرف غير معدة الغلابة فقط، ويبدو أن هؤلاء الذين ماتت ضمائرهم وفسدت ذممهم ما زالوا يصرون على استخدام الغلابة ( مكبات ) للنفايات والمخلفات فتنتفخ جيوبهم بالمال، وتنتفخ بطون الغلابة بالأمراض المستعصية !

عصابة الفساد لم تكتف باحتكار استيراد السلع ورفع أسعارها في الوقت الذي تنخفض فيه عالميا.. بل تصر وتضغط لاستيراد أجزاء ومخلفات الدواجن من الخارج لتحقيق أعلى ربح على حساب صحة الغلابة ومحدودي الدخل.

تصريحات رئيس الشعبة استوقفتني كثيرا.. ليس لأنها نموذج صارخ للفساد المقنن.. وليس لأنها دليل على سيطرة لوبي الاستيراد، أي استيراد، على أصحاب القرار في هذا الوطن.. وليس لأنها تعيدنا مرة أخرى لمرحلة غياب الرؤية وفقدان البوصلة واختلال سلم الأولويات.. وليس لأنها تهدد استثمارات بـ 25 مليار جنيه.. وليس لأنها تشرد 2 مليون عامل !! ورغم أهمية كل ذلك فقد توقفت أمام حالة الغلابة من المصريين الذين يتم استيراد هذه المخلفات لهم!! إلى هذا الحد وصلت الاستهانة بهم وبآدميتهم.. إلى هذا الحد ترى عصابة الفساد هؤلاء الغلابة أصحاب المعدة التي تهضم الزلط فقط.

الفساد منظومة تحتاج بلدوزرات لهدمها وتحتاج إرادة حقيقية ومواجهة مجتمعية شاملة لأن هذه المنظومة لن تتنازل بسهولة عن المكاسب الطائلة التي تحققها أو حتى عن جزء من هذه المكاسب.. منظومة الفساد تشكل في المجتمع خطورة لا تقل عن الإرهاب، فكما الإرهاب يقتل بالرصاص والسيارة المفخخة والقنابل التي يزرعها هنا وهناك فإن الفساد يقتل الأمل في الإصلاح، ويقتل النفس والروح بالسقوط في دوائر اليأس والإحباط، ويقتل الضمير والأخلاق بالدخول إلى عالم الجريمة المتنوعة بين الرشوة والاختلاس وتضييع الحقوق بين الناس إلى الموت شنقا على أسوار أحد الكباري أو غرقا في النيل الذي يهدد الفساد مياهه!

وكما يقول المثل ( رضينا بالهم.. والهم مش راضي بينا )..فبينما يحتمل الغلابة، وهم كُثُر، الحرمان من كثير من احتياجاتهم الأساسية والإنسانية، وبينما يحتمل الغلابة آلام المرض وعذاباته، وبينما يحتمل الغلابة ( الهم ) المتجسد في بعض تجار ورجال أعمال يتاجرون في الموت كما يتاجرون في الحياة ويبحثون عن أي باب يدر عليهم الأموال بطرق مشروعة أو غير مشروعة..

بينما يرضي الغلابة بالهم ويبحثون عن هياكل الدواجن في الأسواق لتكون لهم طعاما شهيا كل فترة من الزمن يحصلون عليها بعد انتظار طويل أمام باعة الدواجن بعد تجريدها من اللحم، فإذا بـ ( الهم ) لا يرضى ويضغط تجار ومستوردون لاستيراد مخلفات الدواجن التي لا نعرف عن صلاحيتها شيئا وإذا كانت معاملة كيميائيا أو فاسدة، وأغلب الظن أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي ليأكلها أصحاب المعدة التي تهضم الزلط من المصريين !!

هذا ما استوقفني في تصريحات المسئول الذي بالقطع لا يأكل من هذه المخلفات، وهذا ما يدعوني لكي أصرخ في وجه من يملك الإذن بالسماح لهؤلاء الفاسدين من التجار بإدخال هذه المخلفات إلى البلاد !!

إذا كانت الحالة الاقتصادية في البلاد لا توفر الحد الأدنى من الطعام الآمن للغلابة من هذا الشعب فلا أقل من أن توفر للغلابة الكرامة الإنسانية، والعلاج الآدمي، ولعن الله المكسب الحرام والتجارة بالغلابة في هذا الوطن.
m.elazizi@hotmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية