رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سليمان فياض.. 87 عامًا من الإخلاص للقصة القصيرة


لم تلبث الساحة الأدبية من وداع أهلها الذين يغتالهم الموت يومًا بعد الآخر، لنفاجأ بوفاة الكاتب الكبير سليمان فياض، ظهر اليوم الخميس، عن عمر يناهز 87 عامًا إثر أزمة صحية، على أن يقام العزاء بمسجد الحامدية الشاذلية يوم الأحد المقبل.


وولد فياض في السابع من فبراير عام 1929، في محافظة الدقهلية في مصر، وحصل على شهادة العالمية مع الإجازة في التدريس من كلية اللغة العربية (تعادل الماجستير) عام 1959، وقد عمل فياض صحفيا في مجلة الإذاعة والتليفزيون، ومجلة البوليس، ومجلة الشهر، وجريدة الجمهورية حتى عام 1969، ورأس تحرير مجلة إبداع في الفترة من 1983 حتى 1993.

كما عمل خبيرًا لغويًا في مشروع تعريب الحاسوب لبعض برامج اللغة العربية بشركتى صخر والعالمية بالكويت والقاهرة، وعمل وكيلًا لدار المعلمين بالجيزة عام 1979-1984 ثم أحال نفسه للمعاش التيسيري وتفرغ للتأليف بالكويت والقاهرة.

ويملك فياض العديد من المؤلفات والإنتاجات الأدبية، منها: عطشان يا صبايا (مجموعة قصصية) عام 1961، وبعدنا الطوفان (مجموعة قصصية) عام 1968، أحزان حزيران (مجموعة قصصية) عام 1969.

وأصدر (رواية قصيرة) عام 1972، ومعجم الأفعال العربية الثلاثية المعاصرة عام 1988، كما كتب للأطفال أكثر من 78 عنوانًا عن العلماء العرب للأطفال، وله كتب في علوم اللغة.

وعن السيرة الأدبية والتاريخية العلمية، فمنها: ابن النفيس، ابن الهيثم، البيروني، جابر بن حيان، ابن البيطار، ابن بطوطة، ابن سينا، الفارابي، الخوارزمي، الإدريسي الدميري، ابن رشد، ابن ماجد، القزويني، ابن يونس، الخازن، الجاحظ، ابن خلدون، الزهراوي، الأنطاكي، ومن المعاجم والقضايا اللغوية: (معجم الأفعال العربية المعاصرة، الدليل اللغوي، أنظمة تصريف الأفعال العربية، الأفعال العربية الشاذة، جموع التكسير).

وقد حصل على العديد من الجوائز والأوسمة منها: جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1970، جائزة الشاعر سلطان العويس من الإمارات العربية المتحدة عام 1994 في حقل القصة، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002، وكرمه ديوان العرب بمنحه درع المجلة في 2006 تقديرا لجهوده الأدبية.

واستطاعت أعمال فياض المتميزة أن تشق لها مسارًا خاصًا في واقع القصة القصيرة العربية من حيث نصاعة اللغة، وعمق التناول وجدية التجربة وطرائق التعبير السردي، ويظهر ذلك منذ أعماله الأولى حيث انتهج أسلوب التناول الواضح الحاد الذي ينأى عن الترهل اللغوي والانفعالي.

كما أنه واحد من الذين أخلصوا لفن القصة القصيرة، وتمكن من أن يشيد به عالم فني وإنساني متكامل، أثرى به طاقة هذا الفن على التعبير عن قضايا الواقع وهموم الإنسان العربي، ما جعله من المبرزين بين كتاب هذا الفن من حيث تشخيص قيم الحداثة المتجلية في تقنية الكتابة القصصية واستخدام تعدد الأصوات وتنوع اللغات، ما يعد مساهمة جادة في إثراء هذا الفن وتحديثه.
Advertisements
الجريدة الرسمية