رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى رحيل رائد "الثورة الثقافية"


في مثل هذا اليوم 27 فبراير 2012، رحل عن عالمنا رائد الثورة الثقافية في مصر بلا منازع.. والدليل على ذلك الإنجازات العظيمة التي حققها منذ توليه مسئولية الثقافة المصرية بعد ثورة 23 يوليو حيث تحولت الحركة الثقافية في مصر من ثقافة الارتجال والعشوائية إلى ثقافة الهيئات والمؤسسات والمراكز الثقافية.


والصروح الشامخة خير شاهد على دوره الرائد..أكاديمية الفنون، هيئة الكتاب، هيئة الثقافة الجماهيرية، هيئة الآثار، هيئة المسرح، ومراكز الفنون الشعبية وغيرها.

عرف ثروت عكاشة، نبأ اختياره وزيرا للثقافة من إذاعة القاهرة عام 1958، وكان وقتها سفيرا لمصر في روما، كما سجل في كتابه (مذكرات في السياسة والثقافة).

وبمجرد سماعه الخبر حضر إلى القاهرة، يطلب إعفاءه لأنه لا يميل لحرفة السياسة التي يتطلبها الوزير التنفيذى..لكن عبد الناصر قال له "إن عظم المسئولية جدير بأن يثير في نفسك ما عهدته فيك من قبل من إقدام..ثم ما الذي ستفعله في وزارة الثقافة غير تحقيق أحلامك التي كنت ترويها على مسامعى قبل الثورة وبعدها".

بعد ثلاثة أيام جاءت موافقته على الوزارة لكن قال له عبد الناصر: "أحب أن أكون صريحا معك من المبدأ، فلن أستطيع أن أمدك بالاعتمادات المالية التي تتطلبها مشروعاتك الثقافية قبل سنتين..خذ هاتين السنتين في إصلاح ما فسد وترميم ما تداعى"، ليوافق ويبدأ بعدها الجمع بين هدفي إمتاع الكثرة من المثقفين ومحدودى المعرفة وفى نفس الوقت تكوين نخبة من مبدعى الآداب والفنون، تلك هي نظرية الدكتور ثروت عكاشة في الثقافة التي حقق بها الثورة الثقافية في مصر في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات.
الجريدة الرسمية