رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

د. جمال شقرة: استقطاب المخابرات الأمريكية لـ «الإخوان» نوع من الخيانة


  • المخابرات الأمريكية والإسرائيلية الأشهر في تجنيد الجواسيس على مدى التاريخ

«الحاجة للمال، وغياب الاهتمام من الدولة» هما أهم أسباب انجراف الشباب للخيانة في الوقت الراهن - حسبما أكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر، ومدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، خلال حواره مع «فيتو»، معتبرا العمل على تحسين أوضاع الشباب، وتنمية الوعي بالهوية والمواطنة السبيل للحد من الخيانة.

«شقرة» شدد في حواره مع «فيتو»، على أهمية دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تنمية الشعور بالانتماء للوطن، كما غاص في ذاكرة التاريخ؛ للحديث عن أشهر المواقف والأحداث التي حملت جريمة الخيانة.


- ما مفهوم الخيانة السياسية ؟
التجسس لصالح دولة عدوة والارتماء في أحضانها على حساب الوطن، عن طريق نقل هؤلاء الخونة للمعلومات والخطط والإستراتيجيات وسرقة الوثائق الخاصة بأمن وطنهم القومي إلى العدو.

- حدثنا عن أشهر الخونة والأحداث التاريخية التي شهدت خيانة ؟
التاريخ شهد خيانة كثير من الأشخاص لأوطانهم، ولعل من المواقف التي لا تنسى ما فعله الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت مع أحدهم، عندما جند عميلا لصالحه، وبعد انتهاء مهمته طلب العميل منه مكافأته والعمل معه، لكن نابليون رفض ورد عليه «أنت خائن ومن يخن مرة واحدة تسهل الخيانة عليه»، وهناك خيانة ترتبط بفترات الاستعمار، مثل تأييد عناصر للمستعمر الخارجي، مثلما صنع أحمد جيلي بالعراق، وهناك خيانة متمثلة في تحريض جماعات سياسية سرية لدول عدوة على إسقاط الوطن، كما صنفت جماعة الإخوان في مصر. 

وعندما نتحدث عن أشهر الأحداث التاريخية التي ظهرت فيها جرائم الخيان، يحضر على الفور الذين خانوا أحمد عرابى أثناء الثورة العرابية، وكان هناك عملاء وجواسيس لصالح نابليون بونابرت عندما كان يقوم بغزو أعدائه في البحر المتوسط، كما نذكر أشخاصا أشيع عنهم أنهم عملاء، وانتهت حياتهم نهاية مأساوية مثل نجمة الإغراء الأمريكية الشهيرة «مارلين مونرو»، التي كانت تعمل لصالح جهاز المخابرات الأمريكية الـ «CIA»، كما أثيرت الكثير من القصص والأقاويل حول تعاون المطربة «أسمهان» مع الاستخبارات البريطانية، لكنها غير مؤكدة.

- وماذا عن أشهر الجماعات المتورطة في الخيانة ؟
بالطبع جماعة «الإخوان المسلمين»، فتم استقطابها عن طريق المخابرات الأمريكية، وكان هناك ارتباط وثيق بينهما، وبالتالي أصبحت تنسق خططها وأهدافها تبعا لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية.

- لكن ما الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى خيانة أوطانهم، وما مصير كل منهم ؟
خيانة الوطن جريمة منتشرة عبر الزمن، وعندما بحث المفكرون عن أسبابها وجدوا أن أهمها هو الحاجة إلى المال، فالدول الغنية دائما ما تستقطب الشباب الفقير وتغريه بالأموال، لكن مع اتصافه بصفات معينة أولاها ضعف انتمائه للوطن، واستعداده للتضحية ببلده مقابل حفنة من الدولارات.

- وكيف تكون نهاية هؤلاء؟
تنتهي حياة معظم العملاء والخونة بنهاية مأساوية، وهي الاغتيال، أو تكون نهايتهم غامضة، فالخائن شخص غير محترم في كل الثقافات، وبالتالي الطرف الذي يستخدمه ويجنده يحتقره ولا يأمن له.

- ما الوسائل التي تستخدمها الدول في تجنيد الخونة ؟
تستخدم المخابرات العالمية مجموعة من الأساليب لتجنيد العملاء ولإيقاعهم في شباكها، لكن بالطبع أولها الإغراء بالأموال، أو الجنس من خلال تقديم فتيات للشباب، حيث تقوم الفتاة بمحاولة إيقاع الشاب في غرامها حتى يرتبط بها، ثم تكشف له عن هويتها، وهي عملها لدى مؤسسة أو جهاز مخابراتي، ومعظم العملاء من الشخصيات المريضة، وغالبًا يعانون اضطرابا في السلوك.

- وما أبرز الدول التي اشتهرت بتجنيد الخونة ؟
في التاريخ المعاصر اشتهرت المخابرات الإسرائيلية والأمريكية والسوفيتية باصطياد العملاء، وأثناء الحرب الباردة زادت ظاهرة تجنيد العملاء بين الكتلة الشرقية والغربية، وأصبح هناك عملاء لصالح الاتحاد السوفيتي داخل الولايات المتحدة، وعملاء لصالح المخابرات الأمريكية داخل الكتلة الشرقية، وزادت ظاهرة تجنيد العملاء بين ألمانيا الشرقية والغربية، وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي زادت ظاهرة تجنيد الخونة بواسطة «الموساد الإسرائيلي» من دول الشرق الأوسط، وفي المقابل نجحت المخابرات المصرية في غرس عملاء لها داخل إسرائيل.

- كيف يمكن الحد من جريمة خيانة الوطن؟
الشباب هو الفئة التي يتم استهدافها؛ لأنهم يعانون من الفقر، ويمتلكون طموحا ورغبة في الثراء السريع، ومصر لا توفر إمكانيات لتحقيق أحلامهم، ولكي نمنع الشباب من الانحطاط والوقوع في بئر الخيانة لا بد من العمل على تحسين أوضاعه، وتوفير فرص العمل المناسبة له، بالإضافة إلى توفير دخل مادي جيد له؛ حتى لا يكون بحاجة للسفر للخارج، مع ضرورة تنمية الوعي بالهوية والمواطنة.

- وما دور المؤسسات الاجتماعية في تنمية الانتماء للوطن ؟
مؤسسات التنشئة الاجتماعية لها دور كبير في تنمية الشعور بالانتماء، بمعنى أنه منذ الصغر يجب أن تقوم الأسرة بدورها، وتغرس في الطفل حب الوطن، بالإضافة إلى دور المسجد والكنيسة، وكذلك المدارس والجامعات، فلابد من تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة؛ لغرس حب الوطن والتضحية في سبيله، فهذا يمنع من الوقوع في بئر الخيانة والعمالة لأي دولة معادية.
Advertisements
الجريدة الرسمية