رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالفيديو.. «قصر العيني» تاريخ شوهه الإهمال.. المرضى يفترشون الأرض انتظارًا لحضور الأطباء.. نقل أكياس الدم بطرق غير آمنة.. الرعاية الطبية خارج نطاق الخدمة.. والباعة الجائلون حولوها لسوق


المستشفى ذلك المكان الذي يلجأ اليه المرضى، للعلاج من أوجاعهم التي باغتتهم دون سابق إنذار، يذهبون إلى هناك وكلهم أمل أن يجدوا من يخفف عنهم عناءهم، لكن يبدو أن الواقع غير ذلك، فما تشهده أغلب مستشفيات مصر، يبنبئك عن حالات جسيمة من الإهمال، والتفريط في تقديم الرعاية للمرضى.

ويعد، مستشفى قصر العينى، أول مدرسة طبية عربية، أنشئت بمصر في عهد محمد علي باشا، تاريخ طويل وممتد على مدى عقود، إلا أنها لم تعد كما كانت في الماضي، فبمجرد أن تطأ قدمك هناك، ترى الإهمال يعبث بأرواح المواطنين البسطاء، الذين ينتظرون لساعات حتى يتكرم أحد الأطباء بالنظر إليهم، فبعد أن كان قصر العينى مصدرًا للعلاج، أصبح مكانًا ينقل الأمراض والعدوى، عدسة «فيتو»، تنقلت داخل أروقة قصر العيني لتنقل لكم حقيقة ما يحدث هناك.

مرارة الانتظار
أول ما تقع عليه عينك هناك، هو ممرات عيادات الكشف الخارجي، وهي عبارة عن عدة شبابيك مغطاة بالأسيجة الحديدية، والتي وجدنا أغلبها موصدة في وجوه المواطنين، يصطف العشرات لحجز تذاكر للكشف في عناء ومرارة، أملًا أن ينتهي العاملون من تناول إفطارهم، حتى يتمكنوا من الكشف الطبي، بسعر زهيد يناسب حالتهم المادية.

أكياس الدم
وعند دخولنا إلى المستشفى، وجدنا أحد الأشخاص مسرعًا يحمل عددا من أكياس الدم، في كيس بلاستيك، دون اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة، التي تقتضى بحفظ أكياس الدم عند نقلها داخل ثلاجات، حتى لا تفسد من أشعة الشمس، وهدفه هو اللحاق بأخيه المتواجد بإحدى غرف العمليات الذي يحتاج إلى أكياس نقل دم والتي لم تكن متوفرة داخل قصر العينى، فجلبها له من الخارج.

واقع مصدم
وعلى بعد خطوات، أمام البوابة الداخلية للمستشفى، شهدنا سيدة مسنة محمولة على كرسى متحرك متهالك، يملأه الصدأ، يسنده الممرض بلوح خشبي، في مشهد مؤلم وغير آدمي، وتكرر ذلك الأمر مع صبى مكسور القدم، ووضع تحت قدمه المكسورة قطعة خشبية على الكرسى المتحرك دون وضع أي جبائر طبية تحمى قدمه المكسورة، وبجانب أحد الأرصفة تجلس سيدة عجوز على كرسى متحرك ملتفحة بمجموعة من البطاطين لتدفئتها من برد الشتاء وبجوارها ابنها في انتظار الطبيب الذي لم يحضر بعد لكى يوقع الكشف الطبي عليها.

أكياس المخلفات
وأثناء تجولنا، وجدنا مجموعة من العاملين يحملون أكياسا مكتوب عليها، مخلفات خطيرة، يجوبون بها داخل المستشفى، دون أي إجراءات احترازية، تحمي المتواجدين من انتشار الأمراض والأوبئة.
وفي ممر طويل، مكتوب عليه غرفة الطوارئ، تعالت الصرخات، حيث وجدنا عددا من المرضى يجلسون على الأرض، منهم من كان ينزف الدماء من وجهه، وآخر ينام مفترشًا كراسى الانتظار، وهو يتلوي من شدة الألم، دون أن يجد طبيبًا، يستجيب له، وآخرين يفرشون الأطعمة بجوار العيادات، بعد أن ملوا من طول الانتظار.

الباعة الجائلين
ولم يكن غريبًا أن نجد، الباعة الجائلين وهم يحملون الأطعمة، ويجوبون بها أروقة المستشفى، ليبعوها لمن يرغب من المرضى، في ظل غياب تام لأفراد الأمن المسئولين عن تأمين المبنى.
ومن خلال رصد طرق تنظيف الأرضيات وغرف المستشفى، وجدنا أحد العاملين يمسح الأرضية بإحدى الخرق الباليه شديدة الاتساخ غير عابئ بالطرق الصحية السليمة، التي أقرتها منظمة الصحة العالمية لتنظيف المستشفيات وتتضمن استخدام قماش تنظيف الأرضية لمرة واحدة فقط، بينما العامل كان يغسلها بمياه الصنبور مرة تلو الأخرى، بالإضافة إلى الحالة المزرية التي تحويها المراحيض، حيث تنبعث منها رائحة نفاذة، تدل على إهمال نظافة المكان مما يساعد على تفشى الأمراض المعدية.

إهمال الممرضات
وأثناء تجولنا، رأينا أحد العاملين يحمل أطعمة المرضى، مكشوفة دون غطاء، بطريقة غير آدمية، وفى نفس الإطار وجدنا إحدى الممرضات، تضع أكياس القطن على الأرض المتسخة، لتحملها على عربة، لنقلها إلى الغرف الطبية والعمليات ما ينتج عنه تلوث القطن ونقل البكتريا والجراثيم إليه ما يؤدى إلى كوارث صحية.
وعلى إحدى شرفات المستشفى يجلس طفل، مرتديا جلبابا، وهو مفرود القدمين واضعًا أحد أجهزة تقويم العظام، في انتظار دخوله لغرفة العمليات، وفى ختام جولتنا رأينا أحد المرضى يتدلى من جسده قسطرة بولية معلقة بقطعة من الشاش، يسير بخطوات هزيلة للوصول إلى غرف الأشعة في وهن وضعف.

Advertisements
الجريدة الرسمية