رئيس التحرير
عصام كامل

ترشيح ممثلة «إباحية» للانتخابات البرلمانية!



أغلب الشعب المصري- وأنا واحد منهم- فتح النار على الراقصة الاستعراضية «سما المصري»؛ لمجرد ترشيحها لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، على اعتبار أنها لا تصلح إلا للعمل في «الكباريهات»، وليس في عالم «السياسة».


هذا هو الحكم «المُسبق» للمصريين، على أداء شخص لم يبدأ عمله بعد، ولم يأخذ فرصته؛ ليكون الحكم عليه قائمًا على أسس جوهرية، وأسباب منطقية، دون اعتبار للمسائل والأمور الشخصية.

ما سبق لا يعني موافقتي الشخصية على ترشح «سما المصري» ودخولها مجلس النواب، لأسباب كثيرة لا مجال لسردها الآن، أما إذا اختارها الناخبون فهم أحرار في اختيارهم، ويتحملون نتيجته.

إن ترشح «سما المصري» للانتخابات البرلمانية، ومدى نجاحها في أداء مهمتها السياسية، يعيدنا إلى وقائع مشابهة لها، ليس في مصر والعالم العربي، ولكن في بلاد أوربا، حيث الديمقراطية التي ينادي بها المصريون.

ففي إيطاليا لا أحد ينسى كيف نجحت نجمة الأفلام الإباحية «سيسيولينا» في عملها كـ«نائبة برلمانية»، فرغم أنها ممثلة «بورنو» محترفة، إلا أنها كانت أحد أعضاء حزب «الخضر»، ثم انضمت لحزب «الإيطاليين الراديكاليين»، وأصبحت من السياسيين المخضرمين في بلادها، وكان لها العديد من المواقف السياسية، أشهرها ما يتعلق بحرب الخليج، وموقفها من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

أما في فرنسا «مدينة النور» فقد اختار حزب «الجبهة الوطنية» الممثلة «جاكلين أفيس»، المعروفة في مجال الأفلام الإباحية؛ لتنضم إلى إحدى لوائحه في الانتخابات الجماعية التي عقدت في فرنسا يومي 23 و30 مارس الماضي.

باختصار.. «لا تحكم على عمل أحد قبل أن يأخذ فرصته».. فربما يكون أدء «الرقاصة» تحت قبة البرلمان، أفضل من أداء بعض النواب، الذين لا يدخلون المجلس الموقر إلا لـ«مصلحتهم».. وهنا أتذكر مشهدًا من فيلم «الراقصة والسياسي»، عندما قالت الفنانة نبيلة عبيد لـصلاح قابيل: «كلنا بنرقص، أنا بلعّب وسطي وانت بتلعّب لسانك»!
الجريدة الرسمية