رئيس التحرير
عصام كامل

الجامعة العربية ترصد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين.. تقرير: اعتقال الأطفال وممارسة سياسة الإهمال الطبي.. تعرض المعتقلين للتعذيب والإهانات.. وإجراء تفتيشات استفزازية ومنع الزيارات


كشف تقرير أعده قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، عن طبيعة تطورات وضع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.


وأوضح القطاع في تقريره، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي مازالت تواصل زج مئات الأسرى في سجون احتلالها دون محاكمات أو اتهامات واضحة، واعتقلت في تاريخ 27 يناير الماضي، 7 فلسطينيين من مناطق مختلفة في الضفة الغربية بما فيها القدس.

حالات اعتقال لأعمار مختلفة
وقال التقرير: "إن القوات الإسرائيلية اعتقلت سفيان صبارنة (20 عاما)، بعد اقتحامها لمدينة بيت لحم واعتقاله من وسط المدينة، وفي قلقيلية اعتقل جيش الاحتلال الشابين مالك مسكاوي (25 عاما)، وأحمد رضوان (27 عاما)، على حاجز نصبته على مدخل عزون الشمالي".

وأضافت الجامعة العربية، أن هناك 500 معتقل إداري في سجون الاحتلال، 30 % منهم تم تجديد الاعتقال الإداري لهم أكثر من مرة دون أسباب قانونية، كما مددت اعتقال 62 أسيرا بذريعة استكمال التحقيق.

وذكر أنه لا يزال المرضى الأسرى يعانون من تدهور مستمر لحالتهم الصحية؛ بسبب استمرار سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، وتتخذها نهجا لقتل الأسرى بصورة بطيئة في انتهاك صارخ لكافة القوانين والشرائع الدولية للأسرى والمعتقلين.

مماطلة في تقديم العلاج للأسرى
وقال التقرير: "إن إدارة سجون الاحتلال تماطل في تقديم العلاج اللازم لأي أسير طوال فترة مرضه، وفي حال إجراء الفحوصات فإنها يتم إجراؤها بشكل بطيء تجبر الأسير في بعض الحالات على التنازل عن العلاج؛ بسبب ما يعانيه من انتظار ونقله في سيارة (البوسطة) السيئة إلى المستشفى".

وبين قطاع فلسطين في تقريره، أن الأسرى المرضى يعيشون أوضاعا قاسية في ظل تعرضهم لتجارب طبية فاشلة على أيدي إدارة سجون الاحتلال.

وأكدت الجامعة العربية في تقريرها، أن هناك أسرى تدهورت صحتهم بشدة بسبب المماطلة في علاجهم وإجراء عمليات جراحية لهم مثل الأسرى "حمزة الكالوتي، ووسام عباسي، ويسري المصري"، بالإضافة إلى الأسير "محمد أسعد".

وأشارت إلى أن الأسير المحرر جعفر عوض، يرقد في مستشفى بالقدس وهو في وضع صحي خطير للغاية؛ لأن عيادة إدارة السجن أعطته قبل 6 أشهر حقنة أدت إلى ضعف في النظر بشكل كبير، وإصابته بمرض السكري، بالإضافة إلى تضخم بالغدة الدرقية والتهاب رئوي حاد، وهو حاليا على أجهزة التنفس الاصطناعي.

وأضاف التقرير، أن الأسير "ربيع صبيح" يعاني أيضا من مرض خطير في صمامات القلب، ووضعه الصحي في تدهور مستمر بعد إعطائه أدوية بالخطأ أدت إلى مضاعفات صحية خطيرة.

وأشار إلى أن مصلحة السجون الإسرائيلية نقلت الأسير "رياض العمور" بشكل تعسفي من مستشفى الرملة إلى سجن إيشل، وذلك بسبب احتجاجه على الظروف القاسية والإهمال الطبي المتعمد الذي يتعرض له الأسرى، في حين أنه يعاني من أمراض في القلب والتهابات عديدة نتيجة وجود شظايا رصاص في جسمه أصيب بها قبل اعتقاله، مشيرا إلى أن الأسير قيصر الديك أيضا يعاني من مشاكل في الكبد، وأن الأدوية التي يتلقاها ليس لها أي نتيجة.

وأوضح أن الحالة الصحية للأسير "محمد العرقان" سيئة للغاية بسبب معاناته منذ أكثر من 13 عاما من الآلام في الكبد، وذلك بسبب ورم لم يتم استئصاله ولم يقدم له سوى المسكنات، ما أدى إلى تفاقم المرض، وأيضا الأسير "خالد القاضي" الذي يعاني من فيروس "الكبد الوبائي"، الذي نقل إليه عن طريق عيادة الأسنان ولم يتم علاجه بشكل صحيح نتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتعمد من مصلحة السجون.

وأضاف أن الأسير "مراد أبو معيلق" الذي أجريت له عملية استئصال 60 سم من الأمعاء الغليظة والدقيقة، فإن حالته الصحية صعبة وفي تراجع نتيجة العمليات الجراحية المستمرة، التي وصلت إلى 9 عمليات تم خلالها استئصال ما يقارب مترين من أمعائه نتيجة الآلام المستمرة التي يعانيها.

الأسيرات وأوضاع اعتقال أليمة
وفيما يتعلق بأوضاع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أكد قطاع فلسطين بالجامعة العربية، أن الأسيرات في سجن الشارون يتعرضن إلى ضرب وتعذيب خلال اعتقالهن، وتعاني الأسيرات من برودة شديدة؛ لرفض إدارة السجن إدخال الأغطية الشتوية لهن، وأن نوافذ سجنهن مغطاة بقطعة بلاستيكية وتتسرب منها الرياح الباردة، مشيرا إلى أنهن يعيشن مأساة حقيقية بسبب وجود جنائيات في نفس القسم.

وذكر التقرير، أن الأسيرة "لينا خطاب" تعرضت إلى إهانة بألفاظ بذيئة، وعقب ذلك اعتدى أحد الجنود عليها ومزق ملابسها، مشيرا إلى أنه تم تعذيب الأسيرة ياسمين شعبان على كرسي وهي مقيدة بالسلاسل مدة طويلة، وتم تهديدها أثناء التحقيق معها باعتقال زوجها وأولادها.

وأشار إلى أن الأسيرة سمارة زين الدين تعاني من ورم في الصدر، ولم يتم تقديم العلاج لها، كما أن الأسيرة الطفلة المقعدة "أمل طقاطقة" التي تتنقل على كرسي متحرك ولا تستطيع المشي، تحتاج إلى رعاية طبية خاصة.

وأوضح التقرير، أن عدد الأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي ارتفع إلى 22 أسيرة حتى تاريخ 28 يناير 2015، بينهن 4 قاصرات، وأن هناك 7 أسيرات في سجن هشارون الإسرائيلي من بين 21 أسيرة لهن أشقاء وأزواج وآباء في سجون الاحتلال، التي ترفض مصلحة السجون لهن بالتواصل معهم أو زيارتهم بل تحتجز الرسائل الموجهة إليهم.

الأسرى من الأطفال

وفيما يتعلق بأوضاع الأسرى الأطفال، قال التقرير: إن الأسير الطفل رامي بركات (17 عاما) تعرض للضرب على رأسه ورقبته من قبل الاحتلال، الذين اقتحموا منزله وقيدوا يديه وقدميه على أرضية "الجيب العسكري"، وداسوا عليه بأقدامهم حتى وصلوا إلى مركز التحقيق.

وأضاف التقرير، أن الأسير الطفل حمزة شلودي (15 عاما) تعرض للضرب المبرح على ظهره ووجهه، أثناء اعتقاله بواسطة أعقاب البنادق، ومن ثم اعتدى عليه جنود الاحتلال بالأيدي والأرجل على جميع أنحاء جسده، كما تعرض الأسير الطفل حمدي خشانة (17 عاما) إلى ضرب بالبندقية أثناء اعتقاله على رأسه وأذنيه، وفقد السمع بإحداها لعدة أيام، وتم تفتيشه بشكل عار عدة مرات داخل مراكز التحقيق.

وأكد التقرير، أن الممارسات والانتهاكات التي تمارس بحق الأسرى الأطفال داخل السجون الإسرائيلية مخالفة لجميع القوانين الدولية؛ حيث يتم منع أهاليهم من مرافقتهم أثناء التحقيق، وحرمانهم من الحق في استشارة محام قبل بدء التحقيق معهم، والحرمان من النوم لساعات طويلة، بالإضافة إلى إجبارهم على التوقيع على إفادتهم باللغة العبرية دون أن يتأكدوا من مطابقة ما كتب فيها مع أقوالهم.

وأشار التقرير، إلى أن من أشد الانتهاكات التي تمارس بحقهم هي الاعتداء الجسدي متمثلا بالضرب العنيف وأحيانا الصعق بالكهرباء، ويجبرون فور وصولهم مراكز التحقيق، على الجلوس أرضا وعلى ركبهم ووجوههم إلى الحائط، وجنود الاحتلال يضربونهم كلما مروا بطريقهم، حيث يستخدم المحققون أعنف الطرق التي تجبر الطفل على الاعتراف بجريمة ربما لا يعلم عنها شيئا، وهي توصيل الكهرباء في كل أصابع يديه وقدميه بأسلاك كهرباء صاعقة لإجباره على الاعتراف.

وأوضح التقرير، أن الطفل الأسير مالك حمدان (16 عاما) الذي تعرض للاعتداء في سجن المسكوبية على يد قوات النخشون، أصيب بكسور في أنحاء جسمه، والأسير محمد رضوان (17 عاما) الذي تم الاعتداء عليه وجرّه مسافات طويلة وهو مقيد اليدين، والأسير الطفل محمد خليل (16 عاما)، الذي تم اعتقاله خلال العودة من المدرسة وتعرض للإصابة بالرصاص الحي من قبل الاحتلال، وقاموا بضربه وهو ينزف على الأرض.

احتجاز أموال الضرائب
وبيّن التقرير، أن احتجاز إسرائيل لأموال الضرائب الفلسطينية الذي تسبب في عجز مالي كبير في الموازنة الفلسطينية العامة، ما أدى إلى عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين، وانعكس ذلك على الوضع داخل السجون الإسرائيلية، فلم تستطع هيئة الأسرى أن تدفع أموال الكانتين للأسرى في شهر يناير الماضي البالغ 2 مليون شيكل.

وأشار إلى أن هناك 7000 أسير يعتمدون في مصاريفهم على ما تدفعه السلطة الفلسطينية بمعدل 400 شيكل لكل أسير، لكي يقوم الأسير بشراء احتياجاته الغذائية والشخصية التي لا توفرها إدارة السجن.

وقال التقرير: إن قوات الاحتلال داهمت سجن عسقلان وأجرت تفتيشا استفزازيا للأسرى، ومنعتهم من الزيارات لمدة شهر كامل، وذلك ردا على قيام أحد الأسرى برسم صورة كاريكاتيرية لجندي مخطوف، ما أثار استفزاز إدارة السجن فقامت بفرض عقاب جماعي على كافة الأسرى ومنعهم من الخروج إلى الساحة لمدة 7 أيام، وسحب مبالغ منهم كغرامات عقابية لهم، وهو أسلوب بدأت تتبعه إدارة السجون بفرض إجراءات تعسفية ذات طابع جماعي على الأسرى ولأسباب تافهة وغير منطقية.
الجريدة الرسمية