رئيس التحرير
عصام كامل

المادة السوداء والثقوب السوداء


قام العلماء بعمل جرد لكتلة الكون ووجدوا أن ٢٥ في المائة من الكتلة ليس لها وجود.. سبحان الله.. أين ذهبت؟.. هل يوجد هناك خلائق فاسدة وتجار أراضي وفلول نهبت أراضي كواكب ونجوم؟.. يقول المولى "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس.." المفهوم أن هذا في الأرض التي وضعها للأنام.. أما بقية الكون فلا ندري..


لأن الإنسان حسب ما نعرف، يعيش في الأرض ونحن من ذرية القاتل.. هل هناك من طرف ثالث.. يخفي العجز ويسقعه ويسفك الدماء.. "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء".. احتار العلماء ودرسوا وجربوا ووضعوا النظريات، وعصروا الفكر الحر، وأخيرا هداهم العليم الخبير إلى وجود مادة غير منظورة في الفضاء اللانهائي أطلقوا عليها المادة السوداء.. الفضاء ليس خاويا ولا فارغا.. "السماوات والأرض وما بينهما" بمعنى أن الفضاء ليس "فاضي"..

المعروف منذ زمن بعيد، أن الكون يزداد اتساعا "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون"، وقال العلماء إن الاتساع يتوقف عندما تتلاشى قوى الجاذبية ثم ينقلب الكون على نفسه وينهار ويعود كما كان.. "كما بدأنا أول خلق نعيده"، لكن لاحظ العلماء أن معدل الاتساع لا يبطيء، وعلى ذلك قالوا إن الأمر وما فيه.. أن هذه هي المادة السوداء التي تغطي العجز في الكتلة الناقصة.. يلزمنا الكثير من المادة لكي نغطي العجز في الموازنة أليس كذلك!!.. وفي وقت ليس ببعيد لاحظ الباحثون اختفاء نجوم كانت تتلألأ في السماء، وتساءلوا أين ذهبت؟، ولماذا اختفت؟، وهداهم الرحمان إلى نظرية الثقوب السوداء التي تشفط وتبتلع أي شيء يقترب منها.

والثقوب السوداء هي أجرام كثافتها لا نهائية تلتهم النجوم والكواكب، كما يلتهم الحوت السمك الصغير، ويلتهم الفاسدون أرزاق العباد.. ولكن الثقوب السوداء ليست مفسدة؛ لأنها تنتج نجوما وليدة جديدة وثقوبا بيضاء، والأمر أكثر تعقيدا.. أما ثقوبنا السوداء فهي تأتي على الأخضر واليابس، وتهلك الحرث والنسل ولا تنتج أبدا ظلا.. وما زال العلماء يبحثون وكثير منهم لا يعرفون.. "الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى".

"فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس"، بعض المفسرين فهموا الخنس والكنس على أنهما الثقوب السوداء والثقوب البيضاء، والعلم عند من يملك مفاتح الغيب جل وعلى.
الجريدة الرسمية