رئيس التحرير
عصام كامل

سيادة الرئيس.. امنع الطفل المعجزة من الترشح



عندما تتحول "افتكاسة" ترشح الطفل المعجزة للانتخابات إلى حقيقة، فنحن بصدد حالة لا يصلح معها التشدق بالديمقراطية والحرية ولا مجال للحديث عن حقوق "البتنجان" و"المهلبية" وخلافه، بل بصدد "مصيبة" تفرض على الرئيس السيسي أن يصدر قرارا استثنائيا بمنعه من الترشح بالطول وبالعرض، بالذوق وبالعافية، لأن الأمر يهدد أمن مصر القومى، شأنه شأن تطهير سيناء من الإرهاب، والقبض على الجواسيس والخونة، وإجهاض مخططات إثارة الفتنة.


وإذا كان المصريون "طهقوا" من الوقفات والاحتجاجات والمظاهرات والثورات بعد 4 سنوات، فإننى أنبه الرئيس السيسي إلى أن استسلام الدولة لبجاحة وصفاقة مفجر ثورة 25 يناير "بالمقلوب" وأكبر شخص مستفز للمصريين والحاصل على كراهيتهم بامتياز سوف يفتح شهية المصريين لثورة ثالثة، وسأكون أول من ينزل مجددا للتظاهر ضده إذا وقع المحظور.

سوف ينجح الطفل المعجزة في الانتخابات إذا لم تتدخل الدولة وتمنعه بالقوة من الترشح، لسببين الأول أنه ينزل في الدائرة التي توجد فيها مصانعه بمدينة السادات التي نقل تبعيتها من محافظة البحيرة إلى محافظة المنوفية وهو في عز جبروته ووقتما كانت مصر عزبة يغير خريطة حدود محافظاتها كيفما ووقتما شاء لخدمة مصالحه الانتهازية، والثانى أن عدد عمال مصانعه يمثلون القوة التصويتية، ولأن العامل – أي عامل - لا يعرف سوى "ولى نعمته" ولا يدين بالولاء إلا لصاحب الدكانة التي يشتغل فيها، طبيعى أن ينجح الرجل بأصوات عماله الذين يعتبرون لحم اكتافهم من خيره.

كنت أتصور أن الطفل المعجزة لديه بصيص من الكرامة يمنعه من استفزاز مشاعر المصريين وتحدى إرادتهم، بحيث يختبئ في الجحور وينزوى خلف الجدران ويحتجب عن الظهور خجلا ما بقى من عمره حتى يلقى ربه جزاء ما اقترفه من فساد يزكم الأنوف وممارسات احتكارية يندى لها الجبين، وما ارتكبه من جرائم سياسية واقتصادية في حق مصر والمصريين، ولكن يبدو أنه فقد عقله، وتغلبت عليه النزعة الانتقامية حتى إنه يضع نفسه في كفة وشعب قوامه 90 مليونا في كفة أخرى، ويخطئ إذا اعتقد أن تبرئة القضاء له دليل على طهارة يده أو براءة ذمته، وأن نجاحه بأصوات عمال مصانعه سوف يغسل يديه من دماء المصريين التي نزفت على يديه.

تواجه الدولة اتهامات من أعدائها بانحيازها لثورة 30 يونيو، واضطهادها لثورة 25 يناير، ومن يروجون لذلك يستندون إلى وقائع منها تبرئة كل رموز نظام الفاسد مبارك واعتقال شباب 6 أبريل، وملاحقة كل من ينتمى لجماعة الإخوان الإرهابية، وموافقة الدولة على ترشح هذا الشخص قد يؤكد هذه الاتهامات.

منع الطفل المعجزة من دخول انتخابات البرلمان القادم وغير القادم، يأتى في إطار تحقيق استقرار مصر ضد محاولات هدمها، لأنه البلد "مش ناقصة"، وإذا وقع المحظور سوف تثار القلاقل ويتهدد استقرار الدولة، وما حدث في استاد الدفاع الجوى ليلة أول أمس يؤكد أن أعداء البلد مازالوا يعبثون ويخططون، بعد أن بدأنا نلتقط أنفاسنا اعتقادا منا أن الدنيا هدأت وأن البلد بدأت تقف على قدميها من جديد.

أتمنى أن يكون ما نشر عن أن اللجنة العليا للانتخابات تتجه لاستبعاد الطفل المعجزة لأسباب سياسية وإعلاء للمصلحة العليا للوطن، صحيحا، وهناك أيضا 100 وسيلة لمنعه من الإقدام على مثل هذه الخطوة، فلا يوجد مصرى واحد يمكن أن يرفض تفويض الرئيس في إصدار قرار استثنائى بمنع شخص قاد البلد إلى الهاوية من الترشح حفاظا على أمن مصر القومى واحتراما لمشاعر المصريين.
الجريدة الرسمية