رئيس التحرير
عصام كامل

مصر أعلنت حالة الحرب


إعلاميو مصر هم الجمهور المستهدف للرئيس السيسي في لقائه بلفيف من العسكريين والشرطيين، والمدنيين والإعلاميين، بمسرح الجلاء، إذ اتضح أن هناك قرارًا قد اتخذ بعد حادث العريش المأسوي الأخير، وهو «إعلان حالة الحرب بشكل غير رسمي».. وقد بدا هذا القرار جليا واضحا في كلمة الرئيس للإعلاميين على وجه الخصوص، لما لهم من دور كبير ورائد في حالة الحروب، فقد قام الرئيس السيسي باستعادة مشهد من مشاهد حرب الاستنزاف عام ٦٧، وبناء عليه فقد وضع خريطة مجملة لما يجب أن يكون عليه الإعلام وقت الحرب، حيث قاعدة «ليس كل ما يعرف يقال».


وهنا مارس السيسي ضغوطه على الإعلاميين رغم ما بدا بأنه يداعبهم، حيث وضعهم في مواجهة مع الدولة المصرية إن لم ينتهجوا نهج الإعلام العسكري وقت الحروب، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة. ولأن السيسي يعي جيدا حرص المجتمع المصري على تماسك قواته المسلحة، فقد استخدام هذه الورقة ليضغط بها على الإعلاميين أنفسهم، وجعلها في كفة،وعدم إلتزامهم بما هو آت في كفة، فلا يجب أن يتدخل الإعلام في شئؤن ما يحدث على أرض سيناء إلا بما يخدم القوات المسلحة فقط، وإن لم يفعلوا فقد أصبحوا ممني يريدون تفكيك تماسك القوات المسلحة، ولذا قال لهم «خلال حرب الاستنزاف كان يسقط من شعب مصر شهداء يوميا إلا أن عدم تناول هذه الأخبار كان يحافظ على إرادة القوات وروحها المعنوية، واحنا مش لازم ننشر كل الأخبار، ليس حجبًا ولكن خوفا عليهم».

ثم مارس الرئيس ضغوطه على الإعلاميين أكثر وأكثر عندما جعلهم إما مع الدولة، وإما مع أعداء الدولة، مستخدما وسائل تقوية المنطوق الموجه إلى المتلقي معجميا حيث قال: «يجب ألا نعطي الفرصة لغيرنا، خاصة وأن بعض وسائل الإعلام تعاملت مع حادث سيناء الإرهابي على أنه إهمال وتقصير من جانب القوات، على الرغم من أن هذه القوات كان بها جنود ضحوا بأرواحهم وتصدوا بصدورهم أمام سيارة كانت تحمل ٣ أو ٤ أطنان من المتفجرات».

علما بأن كل منطقة عسكرية أو شرطية لها حرم آمن لا يجوز اختراقه!!
ولكن وقت الحرب لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.
الجريدة الرسمية