رئيس التحرير
عصام كامل

أيقونة الحرب ضد الإرهاب


كان الفضاء ملكة.. يحلق في السماء.. يخترق السحاب.. يتحدى الزمن والمسافات ثم هوى كطائر جريح أسيرًا داخل قفص حديدي.. وقع في قبضة الصياد.. صياد جهنمي غير آدمي وحشي سفاك دماء، مأجور موتور.


وقف الطيار الأردني معاذ الكساسية داخل القفص، وقف شامخًا كأحد آلهة الإغريق بعد حرمانه من الطعام خمسة أيام، ينظر إلى شريط النار المتجه نحوه حتى طاله واحترق جسده تماما حتى تفحم، مع ملاحظة أنه يرتدي نفس الرداء البرتقالي الذي يرتديه سجناء جوانتانامو.

لقد أصبح هذا الشاب أيقونة الحرب ضد الإرهاب.. لقد أيقظ ضمير الشعوب حتى لو تجاهله حكامها أو اكتفوا بالرفض والشجب.

ومن أبرز الدول التي أعلنت صراحة بمحاربة الإرهاب فرنسا وروسيا والأردن واليابان، التي دفعهما الإرهاب لأكبر تحول في سياستها العسكرية منذ ٦٠ عاما، وقررت السماح للجيش بالمشاركة في عمليات خارجية لمكافحة الإرهاب.

كما يقر البرلمان البريطاني بتقصير لندن، أما أمريكا فيعلن أوباما «أن داعش تجعلنا أكثر يقظة وعدوانية»، ويضيف أن تنظيم داعش يرتكب أعمالًا همجية باسم الدين في الوقت الذي تستضيف واشنطن وفدًا من جماعة الإخوان، ما يؤكد أن هناك مخططا للمنطقة تتفاوض الإدارة الأمريكية الحالية بشأنه مع جماعات التطرف والإرهاب مما يهدد مستقبل الشعب المصري الذي يطمح لبناء دولة حديثة ولتجديد الخطاب الديني، كما يشير إلى مكمن الخطر في سياستها الحالية التي تصنع الدواعش.

أما ما يلفت النظر حول قيام قناة الجزيرة تصوير فيلم الإعدام الذي استمر عشرين دقيقة، وأظهر مقاتلي داعش رجالًا أقوياء أشداء بالترهيب والتخويف وبث الرعب في النفوس، ويعلنون عن أسماء الدول التي تحاربهم والمكافآت التي يهبونا لمن يعاونهم، وقد تم تصوير الفيلم بحرفية ظاهرة - من حيث وضع الكاميرا بالنسبة للشاهد والوجوه والانتقال من لقطة إلى أخرى وزوايا التصوير، ما يؤكد أن من قام بالتصوير رجل محترف ليس هاويا يتبع القناة الفضائية اللعينة.
الجريدة الرسمية