رئيس التحرير
عصام كامل

ومتى كان العالم إنسانيا؟


قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ صدق الله العظيم، متى كان هذا العالم إنسانيا؟ متى انتصر الحق وزهق الباطل؟ بل أين هي دولة العدل التي تقوم حتى قيام الساعة؟!.


يبدو حتى الآن أن ساعة الظلم طويلة جدا طويلة حتى إنها امتدت قرونا طويلة وكئيبة وقادرة على أن تمحى آثارا للعدل.

لم يحترم هذا العالم أحدا ولم يقدس بشرا بدأ بقتل نصف العالم نعم كانت تلك أول جريمة قتل قابيل هابيل قتله وهو أخاه ليسن سنة انتهاك كل قدسية لتبدأ بعدها مرحلة الأنبياء بداية من محاولة حرق إبراهيم وتعذيب محمد وطورد موسى صلى الله وسلم عليهم أجمعين، كان هذا في عدة قرون وما إن ارتفع صوت الحق قليلا وبدأت شمس العدل تظهر حتى أخفقت على يد رواد الظلام وسافكى الدماء.

جاء الإسلام وجاء محمد صلى الله عليه وسلم لتعيش الأمة سنوات عدة سلمت فيها من أشياء كثير ولكن لأن هذا العالم لم يعتد على مثل تلك الأمور ولم يعتد أن يعيش بدون سفك دماء أو بدون رحمة فقتل خليفة النبى نعم قتل سيدنا عثمان ومثلوا بجثته ولم يتوانوا وسكت أهل المدينة أو ربما جبنوا لا أعرف كيف يقتل خليفة في المدينة ويسكت أهلها تحت أي مبرر؟!.

لا أعرف لماذا لم يخرجوا ويفنوا عن بكرة أبيهم بسبب تلك الفعلة الشنعاء وانقسمت الأمة ونشأت الفتنة وقتل الأمام على وبدأت دولة معاوية.

لم يمض أكثر من ثلاثين عاما على موت النبى فقتلت الأمة حبيب نبيها ولم تمض خمسون عاما إلا وقتلت حفيد النبى نعم قتل الحسين وأهله لم يرحم يزيد فيهم طفل أو امرأة طاف برأسه في الكوفة والبصرة رأس ابن الإمام وحفيد النبى ونور عينيه لم يتورعوا عن ذلك لم يخجلوا والأهم من ذلك أن أهل المدينة سكتوا وأهل العراق سكتوا وأهل مصر والشام سكتوا نعم سكتوا وهم يرون ذلك.

غضبوا ولا شك لكن لم يخرجوا لم يراعوا حرمة النبى لا أعلم كيف عبدوا الله بعد ذلك كيف صلوا على النبى وهم سكتوا عن انتهاك حرمته المهم من ذلك أن يزيد بقى وبقيت دولته صحيح إنها لم تعش طويلا لكن تسلمت منهم دولة أخرى وسفكت هي الأخرى دماء.

لم تكن الدماء مقصورة على تاريخ تلك البقعة المنحوسة من العالم والتي تسمعى وطن عربى بل على الجانب الآخر كانت الدماء في كل مكان اضطهد المسيحيون اليهود وراح آلاف الأرواح نتيجة العبودية في عصور الظلام لا أعلم حتى الآن لماذا يطلقون عليها عصور ظلام ويطلقون على تلك العصور عصور النهضة، رغم أن عدد ضحايا الحرب العالمية الأول وصل إلى 10 ملايين بنى آدم وهو عدد لم يكن في العصور الوسطى، وراح ضحية الحرب العالمية الثانية 50 مليونا ولم يطلق عليها هي الأخرى عصور الظلام، هل لأن القتل في تلك المرة تم باسم الوطنية ولم يتم باسم الدين فأطلقوا على الأولى حربا وأطلقوا على الآخر عصور الظلام.

التاريخ طويل يموج بأحداثه المتلاحقة والمختلفة ولكن السؤال يبقى متى عرف العالم الإنسانية ربما في 30 سنة للخلافة الإسلامية ربما في عامين لعمر ابن عبدالعزيز ربما في سنوات قليلة في إنجلترا وفرنسا ربما بضعة شهور في دولة وبضعة سنوات في دول أخرى ولكن يبقى الأصل متواجد ويعود الشر بوجهه القبيح ليثبت مكانه محاولات الخير قليلة ومحاولات الشر هي الأصل والناس سكوت بعد قتل من يتجرأ على البوح بذلك.

لا أعلم لماذا أكتب هذا المقال ربما أردت القول لمن يريد عالما إنسانيا أن يهدأ قليلا وينسى هذا الوهم ربما أردت أن أهدأ من روعة من أفزعتهم مناظر الدماء في سيناء لأقول لهم تلك طبيعة البشر ربما أحاول أن أقول للناس أن فناء هذا العالم هو قمة العدل!
Advertisements
الجريدة الرسمية