فكرى أباظة يكتب: كلام من ورق
في مجلة المصور 1948 كتب فكرى أباظة مقالا تحت عنوان (كلام من ورق) يقول فيه:
كان كلام الوزراء فيما مضى، كلاما من ذهب، أما اليوم فقد أصبح كلام الوزراء ورقيا لا ذهبيا، فأصبح سعره كسعر البنكنوت، وأصيبت بالتضخم كتضخم النقد تماما.
نقرأ كل يوم تصريحات جزافية لوزرائنا الكرام جميعا، وإنى كصحفى أعلن أن هذه التصريحات لا تطبخ ولا يفكر فيها قبل أبدائها، بل ترتجل ارتجالا، وتلقى على رءوس الأشهاد في صالات الوزراء وعلى سلالمها، أو في الأسانسيرات، أو عند ركوب السيارات.
بل لقد قلد وكلاء الوزارات ومديرو العموم وزراءهم فأصبح كل منهم محررا منتظما في الجرائد والمجلات.
يتناول مجلس من مجالس "الملحوس" هذه الظاهرة، فقال أكبر الحاضرين سنا، رحم الله رشدى وعدلى وثروت، لقد كانوا ساسة بالمعنى الصحيح، وكان الكلام المقوم بسعر الذهب لايخرج من أفواههم إلا بقدر، وعند الضرورة القصوى.
وقال آخر ليس العبرة بالكلام، وإنما العبرة بالعمل، فهل ينقد الوزراء ماينشرونه على الناس من خطط، وهل يحبون حساب المسئولية عندما يطالبون بالتنفيذ.
وهل يحسبون حساب المسئولية عندما تؤدى تصريحاتهم إلى نتائج فاشلة تعانى منها البلاد.
