رئيس التحرير
عصام كامل

إحسان عبد القدوس يكتب.. قصصي تعكس شخصيات المجتمع



نشرت مجلة "روز اليوسف "، فى يناير 1948، مقالا للأديب والصحفى إحسان عبد القدوس، تحت عنوان "قصصى تعكس شخصيات المجتمع"، يقول فيه:

كثير من القصص التى أكتبها ترسم شخصيات من المجتمع الذى كنا نطلق عليه قديما "ولاد الذوات"، وهو مجتمع يمثل طبقة خيل إلينا أنها انتهت بقيام الثورة ، طبقة الرأسمالية والإقطاع، ولكن هذه الطبقة لم تنتهى ولم تنقرض، وإن كانت تغيرت أسماؤها وألقابها.

وقد مرت مرحلة، انتقلت فيها هذه الطبقة إلى داخل النظام البيروقراطى، وتغيرت بالتالى الألقاب التى يحملها أفرادها، فلم تعد "باش"ا و"بيه"، أو صاحب الرفعة، أو السمو لكنها أصبحت السيد الوكيل، السيد المدير، السيد المدير العام، والسيد الوزير وغيره.

انتقل المجتمع بعد ذلك الى مرحلة أخرى، اتسعت فيه هذه الطبقة، فأصبحت أغلبيتها من رجال الأعمال .

وأنى أؤمن أن الوسيلة الوحيدة للحد من خطورة هذه الطبقة، هى أن نعيش بينها ، أن تبرز أخبارها فى الصحافة، وأن نبرز شخصياتها فى القصص.

وكان من أقوى الأبواب الصحفية فى روز اليوسف، قبل الثورة "باب المجتمع"، وكان مخصصا لأخبار "ولاد الذوات"، وأولاد العائلة المالكة، وكان يحرره أكثر الكتاب اليساريين تطرفا، من أبناء روز اليوسف وهو أخى الأصغر صلاح حافظ .

ولم يكن "صلاح"، يسجل رأيه مع الأخبار، التى ينشرها فى هذه الصفحات، بل كان فقط ينشر الخبر بأسلوب يجذب القارئ، ورغم هذا كانت هذه الصفحات من أقوى المؤثرات، على تجميع الرأى العام داخل الثورة .

وأذكر مرة، نشر صلاح خبرا بريئا، يقول فيه إن ابنة عبد الفتاح يحيى باشا، رئيس الوزراء فوجئت بمرض كلبها، وأنها حملته إلى الطبيب ودفعت لعلاجه 25 جنيها.

ونشر الخبر، دون تعمد إبرازه ، ولكن ما كاد ينشر حتى قامت مظاهرة من موظفى الحكومة اتجهت إلى وزارة المالية وهى تهتف "نريد المساواة بكلب ابنة عبد الفتاح يحيى".
الجريدة الرسمية