رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الثوار الحقيقيون.. وثوار السبوبة تجار الدين!


لا شك أن قيادات الشرطة يحرصون على تماسك الصف الوطني، والحفاظ على اللحمة الشعبية التي اكتملت بعودة الشعب والشرطة أيد واحدة، ومن ثم فهم يحرصون على حسن معاملة الجمهور وزيادة الألفة ومعاقبة المتجاوزين من أبناء الشرطة أينما كانوا.

تحية لرجال الشرطة الأوفياء في عيدهم.. تحية إكبار لما قدموه من تضحيات هي أسمى آيات الوطنية والمروءة.. تحية إجلال لجهاز الشرطة في عيده الذي حرص الرئيس على تكريمهم فيه، وبالأخص شهداء الشرطة وأسرهم ومصابيهم، الذين نرجو أن يتواصل دعم الدولة لهم ورعايتهم بصفة دائمة، وتوفير ما يلزمهم كما لو كان ذووهم من الشهداء لا يزالون أحياء يرزقون بيننا.. فهذا أقل ما يستحقون؛ جزاءً لما قدموه من تضحيات.

ما أحوجنا ونحن نستقبل الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، أن نتعلم من دروس التجربة، حلوها ومرها، أن نستلهم روح الثوار الحقيقيين وليس ثوار السبوبة ونشطاء الهوى، روح التآلف والتوحد والوطنية الصادقة.. وبالمثل يجب أن تضاعف الشرطة حرصها على أن تنقي ثوبها وصفوفها من كل معتدٍ أثيم على الحقوق والحريات حتى لا تترك ذريعة للمتصيدين أخطاءها، النافخين في النار حتى يفرقوا بين الشعب وشرطته ليعيدونا إلى أجواء ما قبل يناير من اختناق وغضب مكتوم..

وهنا ينبغي الإشارة إلى مرافقة أرجو ألا نغفلها.. فكما وقعت ثورة يناير في جانب منها كرد فعل لتجاوزات الشرطة، فها نحن نستقبل الذكرى الرابعة للثورة ونحن نحتفل بعيد الشرطة التي استردت مكانتها في قلوب الناس حبًا وتعاطفًا ومؤازرة، بعدما وقفنا جميعًا على حافة الخطر الإرهابي وذقنا مرارة الرعب وشبح الضياع..

تحية لأرواح شهدائنا الأبرار، الذين لا يرضيهم استهداف الوطن ولا تدمير حلم أبنائه في الاستقرار والتقدم.. لا يرضيهم ما طفح على جدران الثورة من انتهازية مارسها البعض بدم بارد على حساب الوطن..

آن الأوان أن نتوقف عن الجدل والإغراق في الاختلاف، وأن يقدم كل منا ما في وسعه لإحداث تقدم نسعى إليه بجدية وإرادة من قيادة هذا البلد حتى يحصد الناس ثمار ثورتهم بالبناء والعمل والعرق، وكفانا هدمًا وتخوينًا وتمزيقًا لنسيجنا الوطني.. كفانا ما فعله مرتزقة الثورة وتجار الدين.. كفانا ما يحاوله الغرب باستماتة لإعادة شبح الانقسام والفوضى من جديد، متشبثًا بمصالحة موهومة لا يرضاها هو لنفسه، مصالحة على الدم والخيانة فهل يكف إعلامنا عن ترديد ترهات الغرب وإفك المتآمرين، ويوجه بوصلته تجاه الأولويات الواجبة لإنقاذ مصر من مخططات التدمير والتركيع والنهب المنظم.. أتمنى.
Advertisements
الجريدة الرسمية