رئيس التحرير
عصام كامل

بالأدلة.. استحالة انقلاب السعودية على مصر!


شائعات إخوانية سخيفة ومعتوهة روجوها بمساعدة عميل المخابرات البريطانية المدعو "ديفيد هيريست"، تقول بفكرة تراجع السعودية عن دعم مصر بعد رحيل الملك عبد الله، وأن الملك سلمان سيسير في عكس هذا الاتجاه متحالفا مع أمريكا والإخوان ضد مصر!


وبعيدا عن عبارات الإنشاء وعن أي كلام يرتبط بأي عواطف وبالتفكير فقط - فقط - بلغة المصالح والإستراتيجية نجدها تقول:

الخطر الأساسي على السعودية - وبحسابات الأمن القومي - يأتي أساسا من إسرائيل وإيران معا.. الخلاف الإيراني السعودي يمكن حله بل يمكن في لحظات أن يتحول إلى تعاون، ولكن لا يمكن ذلك في الحالة الإسرائيلية ومهما قيل عن علاقات سرية وشائعات عن تفاهمات غير معلنة وغيرها.. يبقى الثابت هو أنه لن ينسى اليهود أبدا طردهم من الأراضي المقدسة وفكرة عودتهم إلى مكة والمدينة ستظل قائمة، وربما كانت بشكلها الرمزي كأن تقسم السعودية - مثلا - يوما ما وتقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية مع الحكومة العميلة التي سيتم اختيارها لتحكم مكة والمدينة معا!

ولذلك ورغم ابتزاز أمريكا الدائم للسعودية بحجج مختلفة، إلا أن السعوديين يدركون تماما فكرة عدم الاطمئنان الكامل لها، وبالتالي لن تقبل السعودية بأي خلل في توازن علاقاتها الخارجية ولن تأمن أبدا إلا بوجود قوة عربية قريبة وكبيرة.. مؤثرة وقادرة على التدخل في أي لحظة خطر.. ومن هنا تأتي فكرة "مسافة السكة"، وأن "الأمن القومي المصري مرتبط بالخليج"؛ حيث تؤمن مصر أيضا بأن الخليج نقاط متقدمة في مواجهة إيران التي يصنفها خبراء الأمن القومي المصري بأنها التالي لإسرائيل وبعدها في الترتيب تركيا!.. وهو ترتيب قديم بالمناسبة لا علاقة له بالأحداث الحالية!

السبب االثاني هو أن مشروع الإخوان الذي يستهدف كما هو معلن "عودة الخلافة"، وذلك لا يتم أساسا إلا على حساب سيادة الدول الحالية التي يجب أن تختفي لتذوب في الدولة الجديدة، وهو ما لا يمكن أن تقبل به مطلقا دول تقوم على الحكم الوراثي!

أما السبب الثالث فنعتبره الأكثر أهمية.. فمنذ أكثر من عام نشرت النيوزويك الأمريكية تحقيقا خطيرا بعنوان: "الـ 5 ممكن يكونوا 14"، وهو باختصار دون تفاصيل يقول إن 5 دولا عربية يمكن بتقسيمها أن تتحول إلى 14 دولة!.. والسعودية فيه ستتحول إلى 3 دول!.. ولكن السؤال: متى يمكن أن تبيع أمريكا السعودية وهي حليفها الإستراتيجي المهم؟

نقول: حجم الأموال السعودية في أمريكا هو الأكبر على الإطلاق، ويحدد عبد الحميد العمري - عضو جمعية الاقتصاد السعودية - مجموع الاستثمارات السعودية الحكومية وشبه الحكومية والقطاع المصرفي في السندات والأصول الدولارية الأمريكية، بأكثر من 2.2 تريليون دولار، أي 2200 مليار دولار!!

والحالة الوحيدة التي يمكن أن تحل أي أزمة اقتصادية كبيرة في أمريكا أو تذهب هذه الأموال إلى جيوب العصابات الرأسمالية الرهيبة التي تحكم وتتحكم في أمريكا هو غياب الأسرة الحاكمة السعودية!! 

من لا يصدق - وسوف يظل الكثيرون في غيبوبة - عليه أن يعرف أن أكثر من مسئول أمريكي سابق منهم ديك تشيني ودونالد رامسفيلد، وهما وزيرا دفاع سابقان في الولايات المتحدة، وشركاء في شركات بترول عملاقة، والأخطر أنهما شركاء كبار في شركات أمن عملاقة ومشبوهة منها "بلاك ووتر" المسئولة عن أغلب جرائم الدم والتفجير في العراق.. أي وظفا سياسة دولتهم العظمى لمصالح خاصة ولعصابات كبيرة!

وبالمناسبة.. أين ذهبت أموال القذافي ونظامه في بنوك أوربا وأمريكا؟!.. أين هي وبمساعدة الإخوان والإرهابيين؟.. هل.. هل يعرف أحد؟.. لقد ذهبت مع الريح!
الجريدة الرسمية