رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

(البوب) يكسر صمته ليكسر مصر!


البوب ما زال غارقا في الحلم.. البوب افتقد سماع صوته.. البوب قرر أن يطفو من جديد على سطح الأحداث في مصر.. البوب قرر أن يعود منظرًا سياسيًا ومصلحًا اجتماعيا.. البوب قرر أن يمسك من جديد بدفة سفينته الغارقة عسى أن تستطيع الإبحار إلى بحر الظلمات الذي يبتغيه ومعه ركابه ومريديه.. البوب أصابه (الزهايمر) ونسى أن عجلة الزمن لا تعود إلى الوراء إلا في خيال السينمائيين وكتاب الخيال العلمي، ولا عقارب الساعة تتقدم للأمام أو تعود للخلف إلا في فيلم (الزوجة 13).. باختصار البرادعي يعظ!


في حواره مع صحيفة "diepresses" النمساوية، وتحت فقرة بعنوان (مصر من حلم إلى كابوس) قال البرادعي: إن العالم العربي كان وما زال يبحث عن الكرامة، مشيرًا إلى أن القرن الـ 21  لا يمكن التسامح فيه مع الأنظمة القمعية، مضيفًا "لقد تغيَّر العالم".

ونسى بسبب الزهايمر الذي يعاني منه، أنه كان سببا رئيسيا في الكابوس الذي يعيش فيه العراق منذ كان هو مدير لمنظمة الطاقة الذرية وصاحب التقرير الذي تلقفته أمريكا لضرب العراق!!.. فهل يحدثنا البوب عن حلم الديمقراطية الأمريكية في العراق، وكان جسرا وقنطرة ليختطف الإخوان مصر، ولعلنا لم ننس تصريحاته الأولى عندما عاد لمصر وقال إنه لا يمانع في أن يضع يده بيد الإخوان وظل يمهد لهم الطريق للوصول للحكم طالما سيده الأمريكي يرى ذلك، ومن ثم تحول الحلم إلى كابوس على يديه وبمباركة منه ومن الأمريكان!

البوب يزف لنا الخبر اليقين.. العالم تغير.. طبعا يا بوب العالم تغير ولا يمكن التسامح فيه مع الأنظمة القمعية.. فهل تحدثنا عن القمع الأمريكي عندما قتلت الشرطة طفلا يحمل مسدسا لعبة، وعندما قتلت مواطنا أمريكيا لا يحمل سلاحا ولا يشارك في مظاهرة، وعندما تفض مظاهرة بالقوة، وعندما تطلق النار على من يقترب من البيت الأبيض، وهل تحدثنا عن القمع في فرنسا وكيف قتلت المشتبه بهما في حادث شارلي، وكيف قتلت مدنيين رهائن وهي تخلصهم، وكيف لم تطبق القانون في تدرج استخدام القوة؟!!.. ولماذا لم نسمع لك صوتا أو تغريدة تدين فيها ذلك بينما انطلق لسانك عندما سقطت شيماء لتعلق على موتها ولم تذكر واحدا من الجنود والضباط الذين سقطوا أيضا!!.. سقطت عنك ورقة التوت وطارت مع رياح الكابوس الذي تتحدث عنه.

البرادعي قال في حواره للصحيفة (إن مشكلة كل ثورة هي الاتفاق حول ما يحدث بعدها بيوم واحد، وإن الوضع عاد كما كان قبل ثورات الربيع العربي).. مثل هذا الكلام عليك أن تجيب عليه لماذا لم يتم الاتفاق بعدها بيوم واحد؟

أنا أرد عليك.. لم يحدث لأن من سرقوا ثورة الشعب اختلفوا على تقسيم الغنيمة، وانشغلوا بالمؤامرات وتلبية أهداف الأجندات الأمريكية والغربية، أما تسمية ما حدث بثورات الربيع العربي.. فعليك أن تخجل من النتائج التي خلفها الربيع العربي التي أقلها هي الرمد الذي أصاب العيون فباتت لا ترى غير الرؤية (الطشاش)، وتعثرت وسقطت في التقسيم والتفتيت والحرب الأهلية والخضوع لنفوذ دول إقليمية جاءتها الفرصة على طبق من الدماء العربية!!

هل تخجل يا بوب من الحديث حول ما صارت إليه ليبيا وما صار إليه اليمن السعيد وما آلت إليه سوريا؟.. هل تخجل من الحديث حول ديمقراطية أمريكا في العراق أم أنك ما زلت على عقيدتهم الغربية؟.. هل تخجل يا بوب عندما تنسى أن تكتب تغريدة رثاء في مقتل ضابط أو جندي مصري أم أنك لا تراهم ولا تشم رائحة الدماء الذكية التي تسيل منهم بفعل العنف الذي خلفه الربيع العربي؟

هل تعلمت لغة الاختزال في المنظمة الدولية فاختزلت الوطن والحياة السياسية في جماعة الإخوان، واختزلت مصر كلها في فض رابعة والنهضة كما اختزلت مشكلة الأسلحة النووية في العالم في أسلحة العراق النووية التي لم يعثر عليها أحد؟!!!

البوب قال في الحوار أيضا (إن أوربا أخذت ثلاثة قرون من الحروب الدامية لتسوية الصراعات الدينية والعرقية والوطنية، حتى يستطيعوا الوصول إلى الديمقراطية)!!.. يا بوب هل تريد أن نظل ثلاثة قرون في حرب أهلية دامية حتى نصل للديمقراطية؟

الله عليك.. بجد الله عليك.. وما دام الأمر كذلك مستعجل ليه بقى على الحرية والديمقراطية!!

وسريعا حتى لا أطيل.. (البرادعي يقول إن أحد الدروس المستفادة من الربيع العربي هو أننا بحاجة إلى الوحدة الوطنية والاندماج)، وهذا هو مربط الفرس الذي يسعى إليه البرادعي إدماج الجماعة الإرهابية في العملية السياسية ضد رغبة الشعب، وأخيرا يجيب البرادعي على نفسه ويرد كلامه إليه فيقول (إن المنطقة شهدت "فوضى تامة"، مشيرًا إلى ما يحدث في ليبيا وسوريا والعراق واليمن).

وفي النهاية، يدعو البوب إلى تدخل دولي في سوريا لحل الأزمة، كما كان يريد هو الإخوان لمصر، ونسى ما خلفه التدخل الدولي في ليبيا!

البوب أراد أن يكسر صمته بكسر مصر، لكنه فشل وعليه أن يصمت صمتا طويلا.

Elazizi10@gmail.com
M.alazizi@hotmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية