رئيس التحرير
عصام كامل

امسك حرامي.. فلول وإخواني!



سائق أتوبيس المطرية «حسونة السيد»، أراد متظاهرو الإرهابية إحراق الأتوبيس الذى يعمل عليه، فى هوجة حرق وسائل النقل العام والقطارات، ولكن الرجل تصدى للغوغاء بمفرده وقال لهم" هذا الأتوبيس هو أكل عيشى وأسرتى"، وهذا جعلهم يضربونه وكادوا أن يفتكوا به.


لم أتوقف عند هؤلاء المدفوعين من أنصار الإرهاب، والذين قبضوا ثمن محاولاتهم الفاشلة لإسقاط مصر، لكنى توقفت عند الذين كانوا يقومون بتصوير الواقعة بأجهزة الموبايلات، بدلا من الدفاع عن هذا السائق الشريف والدفاع عن سيارة ملك لهم .

هذه السلبية ليست غريبة على الشعوب التى تتعرض للحروب أو الثورات، تعالوا نسترجع أحداث فيلم" سائق الأتوبيس"، الذى حصد لقب أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، وهو من إخراج الراحل المبدع" عاطف الطيب"، يصور الفيلم حالة المجتمع المصرى مابعد حرب 1973، من تغيير طرأ على الشخصية المصرية والأصدقاء، الذين دخلوا فى حالة انعزال بعد عودتهم من ميدان القتال، وقد انتصروا فى ميدان المعركة، ولم يجنوا ثمار انتصارهم فى ميدان الحياة العملية..

وهذا ما يحدث الآن بعد ثورة يناير وثورة يونيو، ورغم الإنجازات التى تتم الآن على أرض الواقع فى عهد الرئيس السيسى، لكنها تحتاج لمشاركة مجتمعية، وتسويق إعلامى جيد وليس متاجرة، وأعتقد أن وعى المصريين الآن بمخاطر المرحلة جيد للغاية ويبقى مشهد نهاية الفيلم والمبدع نور الشريف يطارد اللص الذى أراد سرقة مستقبله وهو يصرخ امسك حرامى هى الصرخة التى يجب أن يطلقها كل المصريين فى وجه من يريدون سرقة الشعب سواء كانوا جماعات متطرفة أو فلولا.
الجريدة الرسمية