رئيس التحرير
عصام كامل

تقرير اليونسكو يكشف عن كارثة التعليم في الدول العربية.. مدرسو رياض الأطفال غير مؤهلين.. نسب التقدم للمرحلة لا تتجاوز الـ 9%.. الفشل في تعميم التعليم الابتدائي.. 5 ملايين طفل متسرب من التعليم


كشف التقرير الإقليمى الذي أعدته منظمة اليونسكو عن أوضاع التعليم في العالم العربى لعام 2015، عن كارثة تعليمية تمر بها المنطقة العربية، وأكد التقرير أن جميع الدول العربية بما فيها مصر فشلت في تحقيق أهداف برنامج التعليم للجميع والمعد منذ عام 2009.


تدني الجودة
وأشار التقرير إلى تدني جودة التعليم، مطالبًا بضرورة تغيير أنظمة التعليم في الدول العربية والانتقال من "التلقين إلى التعليم الحقيقي، معتبرا أن فكرة الاعتماد على تعليم القراءة والحساب لم تعد منطقية في الوقت الحالي".

وتناول التقرير أوضاع التعليم في الدول العربية ابتداء من مرحلة رياض الأطفال موضحا أنها حققت تقدما بالمقارنة بسائر المراحل التعليمية.

1 % فقط
وقال،" إن بعض الدول حققت تقدما عظيما في زيادة عدد تلاميذ رياض الأطفال «من 4-5 سنوات» ورغم ذلك لم تتجاوز معدلات القيد في مرحلة التعليم قبل الابتدائى أرقاما كبيرة إلا في "قطر والجزائر والإمارات والكويت" والتي حققت نسبا عالية تراوحت بين 70% إلى 80% فيما لم تتجاوز النسبة 1% في اليمن وتراجعت إلى 5 % في سوريا.

وأشار التقرير إلى ارتفاع المعدلات العالمية لمرحلة رياض الأطفال من 35% إلى 53% في عام 2012 ما يعكس زيادة بنسبة 19% على مدى 12 سنة إلا أنه لم يسجل العالم العربى زيادة في متوسط معدلات القيد في مرحلة التعليم ما قبل الابتدائى إلا بنسبة 9% فقط.
يدعو للقلق
وأوضح التقرير أن نسب تقدم العالم العربى للتعليم في هذه المرحلة تدعو إلى القلق، وكذلك أوضاع المعلمين التي اعتبرها التقرير مقلقة خاصة في مرحلة رياض الأطفال، مضيفا أن العديد من المجتمعات تعاملت معه على أساس أنها مجرد "حضانة أطفال مع أن الأمر يحتاج إلى مهارات كثيرة لتعليم الأطفال".

واستنكر التقرير عدم اشتراط دول العالم العربى مهارات عالية في وسط العاملين في دور الحضانة إلا في الفترة الأخيرة، لافتًا إلى أن الاعتماد على حصول المعلم على مؤهل عالٍ لا يعنى بالضرورة التحلى بمهارات وقدرات عالية، وذكر التقرير نسبة المعلمين الحاصلين على مؤهلات في رياض الأطفال قليلة إلا أنها ارتفعت في السنوات الأخيرة.

وقال التقرير إن معدلات القيد المتدنية ووتيرة التقدم البطىء سببها غياب الوعى الكامل في المجتمعات بشكل عام.

تعميم التعليم الابتدائى
وفيما يخص التعليم الابتدائى.. أوضح التقرير أن الدول العربية لم تنجح بعد في تعميم التعليم الابتدائى، حيث بلغ صافى القيد في عام 2011 (88%) وهى زيادة اعتمدت بالأساس على زيادة النمو السكانى وليس مرتبطة بالوعى، مضيفا أن معدل الزيادة يجب النظر إليه بنوع من القلق لأنه يعتبر دليلا على عجز النظام الوصول للأطفال في السن المناسبة ما يؤدى إلى ارتفاع معدلات الأطفال دون السن أو الذين يتجاوزون السن.

طالب التقرير بضرورة التعامل مع العقبات مثل الالتحاق والرسوم وانعدام الأمن وغيرها من المواضيع من أجل تسجيل الأطفال في السن المناسبة، ولفت إلى أن هناك 5 ملايين طفل في سن التعليم الابتدائى لا يزالون خارج أسوار المدرسة، موضحًا أن 60% منهم من الفتيات.
عدم الاستقرار
وأرجع التقرير أسباب انخفاض نسبة التحاق الطلاب في البلدان العربية إلى أن دول المنطقة غير المستقرة مثل فلسطين واليمن بسبب عدم استقرار الأوضاع سياسيًا مما يحول دون التحقاق الأطفال بالمدرسة لافتًا إلى أن النزاع يفضى إلى تجميع بيانات غير كافية أو دقيقة مما يعنى وجود معدلات أعلى بكثير تفوق قدرة الحكومات على إدارتها.
معدلات منخفضة
ولخص التقرير التحديات التي تواجه العالم العربى في مرحلة التعليم الابتدائى مؤكدا أن مرحلة النزاع في الدول العربية أثرت بشكل كبير حيث تعانى تلك البلاد من معدلات قيد منخفضة بسبب استضافتها للاجئين، وهو ما يؤثر في نوعية التعليم المتوفرة للسكان المضيفين واللاجئين على حد سواء بسبب ارتفاع معدلات القيد والإعداد.

ذوى الاحتياجات الخاصة
وحول الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة.. أكد التقرير أن عدم تضمين معدلات ومعلومات عن الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة في تقارير الدول العربية يعكس سوء تمثيل هذه الفئة في أنظمة التعليم في الوطن العربى مشيرًا إلى أنه رغم تخصيص بعض الدول العربية مدارس لهذه الفئة إلا أن البيانات غير متوفرة حول شمول هؤلاء في نظام التعليم الرسمى لافتًا إلى أن الكويت الدولة الوحيدة التي قدمت تقارير مفصلة عن تلك الفئة.

وعن أوضاع التعليم الثانوى.. قال إن معدلات القيد المتواضعة ترجع إلى عوامل عديدة منها ارتفاع تكلفة التعليم الثانوى خاصة في البلاد التي تعانى من الفقر.

القرائية
وتطرق التقرير إلى أوضاع التعليم الفني، موضحة أن نسبة الملتحقين بهذا النوع من التعليم بنسبة 14% منذ عام 1999 إلى عام 2010 مؤكدًا على ضرورة تحليل ما أسماه بالظاهرة إلى أن ذلك ارتبط بشكل كبير بارتفاع نسبة البطالة في العالم العربى.

وفيما يخص القرائية في العالم العربى قال التقرير إن التقارير التي قدمتها الدول العربية لا تعطى صورة بالضرورة عن وضع قرائية البالغين مشيرًا إلى أن فئة "غير أمى" والتي وردت في الدراسات المقدمة لا تعنى بالضرورة أنه لا يجيد التواصل الكتابى أو المهارات الوظيفية الأساسية.

أهداف غامضة
ولفت التقرير فيما يخص الوعى بأهمية تعليم الفتيات أنه لا يوجد وعى في العالم العربى حيال تعليم الفتيات منوهًا أن جانب المساواة في الهدف لا يمنح مؤشرات أو مقتضيات قياس تمتثل لها الدول ولذلك تتسم الأهداف بالغموض.

وفى الجانب الخاص بجودة التعليم. وأوضح التقرير أن وزارات التربية والتعليم في الوطن العربى تعانى من تحديات كبيرة خاصة أن المؤشرات والأرقام غير مبشرة مشيرة إلى أن التمويل من أبرز التحديات التي تؤثر على جودة التعليم.
الجريدة الرسمية