رئيس التحرير
عصام كامل

للأمهات.. صداقتك لابنتك المراهقة مفتاح نجاتها من الضياع


تعد مرحلة المراهقة فترة شائكة وحساسة بالنسبة للفتاة، حيث إنها تقع في عدة صراعات نفسية، فهى بين الحاجة إلى الاستقلال وتكوين الذات، والحاجة إلى المساعدة كونها لا تملك أي خبرات حياتية مما يسبب لها ولأسرتها العديد من المشاكل.


قال الدكتور مجدى ناصر خبير الاستشارات التربوية والأسرية وخبير التنمية البشرية، إنه إذا عدنا لأساليب التنشئة والتربوية المطبقة في بيوتنا الآن فهي في الأعم والأغلب تتسم بعدم الوسطية حيث التسلط الدائم والتعنيف المستمر وتوجيه بصورة أوامر، أو إطلاق الحرية للبنت بصورة أنها كبيرة وواعية ومدركة وفاهمة للحياة، في الحالتين نجد أن العلاقة بين الأم وابنتها ليست على الوجه الأمثل وتكون الصدمة للأم حينما تكتشف أن ابنتها المراهقة على علاقة عاطفية أو تكتشف فجأة بحوزة الفتاة صور مخلة أو رسائل تثير الغرائز أو أصدقاء سوء أو أي شيء تفهم الأم من خلاله أنها بعيدة كل البعد عن ابنتها ولا تعرفها جيدا.

وأضاف"ناصر"،هنا تتفاوت ردود أفعال الأمهات طبقا لشخصيتها وعلمها وادراكها للأمور وتفهمها ما بين مصدومة ومفجوعة في ابنتها وما بين الشخص الهادئ الذي يعالج الأمور بحكمة وروية وتعقل دون تبسيط الأمور أو تعقيدها ولكن يبقى الأسلوب الأمثل في علاج ذلك الشأن بالتفاهم واستيضاح الأمور بكل وضوح مع عودة الأم لطبيعتها ودورها التي خلقها الله لها وهي الناصح والمربي والمتفاهم والمرشدة لابنتها وتوضيح أضرار ذلك عليها ففي الفترة الأخيرة والمتابع جيدا للمشكلات الاجتماعية.

وتابع"ناصر"، يلحظ أن كثيرا من طالبات الاستشارة أو الإرشاد هن من الفتيات صغيرات السن وهذه الفجوة التي أنشأها طبعية العلاقة أو البيئة الأسرية التي تعيشها الفتاة فيجب على الأمهات الانتباه لذلك وإدراكه والعمل على مد جسور العلاقة الإيجابية مع بناتهن لضمان لجوء البنات لهن عند الحاجة إلى طلب الإرشاد والنصح.



وأكد"ناصر"، على أنه لابد في بعض الحالات التي تعجز الأم عن أدائها بالصورة الكاملة للجوء للأب في العملية التربوية فأن مشاركة الأب بمنطقه وأسلوبه وحكمته يساعد كثيرا وخصوصا بأن البنت في مرحلة المراهقة تكون متعلقة بصورة الأب ورجولته لذلك من المهم قرب الأب من ابنته للإسهام مع أمها في تخطي ابنتهماهذه المرحلة الخطر.

وأوضح"ناصر"، أن أفضل أسلوب وبخطوات عملية لمعالجة تلك الأمور بأن تقوم الأم بمصارحة الابنة بما عرفته أو شاهدته مع ترك مساحة فرصة وجرية تعبير للابنة لتتكلم عن الموضوع مع وعدها بأن يظل الأمر سرا بينهما وبعدما تقوم الابنة بكل حرية بالتحدث تقوم الأم بدورها وتوضيح المردود السلبي على الابنة إذا اكتشف أحد غيرها ذلك ونظرتهم لها وآثار ذلك عليها في المستقبل مع الوعد بعدم تكرار هذا وتقوم الأم بعد ذلك بالتقرب للابنة والتحدث معها كأصدقاء والاهتمام بها ومناقشتها في أمورها لتفريغ الشحنات السلبية للابنة.
الجريدة الرسمية