رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. 6 مشاهد تؤكد استنساخ الحوثيين لـ«التجربة الإيرانية».. مرشد روحى واتجاه لتشكيل حرس ثوري.. ارتفاع وتيرة الاغتيالات والتخلص من اليسار.. شعارات مناهضة لأمريكا.. واختفاء رابطة العنق


قد تقف أمام المشهد اليمني طويلا، متأملا ما يدور ويحدث من سيطرة ميليشيات الحوثيين، على مقاليد الأمور في العاصمة صنعاء، لم تتوقف عند المشاركة في السلطة بل سعت ليكون لها نموذجها في تسيير أمور البلاد، عبر التخلص من جميع القوى السياسية والوطنية الأخرى باليمن.

الحوثيون يطبقون نموذج الثورة الإيرانية بقيادة المرجع الشيعي والمرشد الأول والأعلى للثورة الموسوي الخميني، ووجود حرس ثوري ومنظومة حكم والتخلص من المعارضة وفي مقدمتها اليسار وتحييد على الأقل الطوائف الأخرى، ورفع شعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، والزعيم والقائد عبدالملك الحوثي، وصولا إلى الإعلام.

أبرز مشاهد استنساخ الثورة الخمينية في اليمن، من قبل الحوثيين.

1-القائد

يمثل الشاب عبد الملك الحوثي قائد الثورة الحوثية "احتجاجات 21 سبتمبر"، والرمز لجميع الحوثيين، فهو القائد والشخصية الخفية التي يحتشد خلفها الحوثيون ويتعبون تعليماته وينتظرون خطبه بفارغ الصبر باعتباره المرشد والموجه والمعلم.

ويتبع الحوثي الصغير أسلوب المرشد الأعلي للثورة الإسلامية الموسوي الخميني في إيران من خلال التقليل من الظهور لإعطاء قدسية ومكانة لا يضاهيها أحد.

2- الحرس الثوري

أسرع الخميني في تأسيس الحرس الثوري لحماية الثورة الشبابية التي تحولت إلى ثورة إسلامية ضد الشاه، من خلال المتشددين التابعين له والضباط، والقادة الموالين له في الجيش الإيراني.

ويمتلك الحوثي الصغير "اللجان الشعبية" والتي تمثل النموذج المتوقع للحرس الثوري اليمني، من خلال وجود قيادة عسكرية، وما لعبته من السيطرة على أغلب الرقعة الزيدية "الدولة الإمامية في اليمن" وأيضا تعيين قادة مقربين له في الجيش والمخابرات والشرطة، لتكتمل لديه منظومة السيطرة على الدولة وبناء قوات موالية له.

3- اليسار

كان الشباب واليسار والمثقفون هم أول من تحرك وقاد الثورة ضد الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، ولكن سرعان ما لحق بهم كبار مراجع الدين الشيعية في إيران وخارجها وعلي رأسها آية الله الموسوي الخميني، والذي أصبح لاحقا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران.

الأمر ذاته في اليمن حيث بدأ الشباب واليسار والمثقفون الاحتجاجات ضد الرئيس السابق على عبدالله صالح، سرعان ما ركبها الجماعات الدينية والإخوان، والآن يجني ثمارها الحوثيون، إحدي جماعات الإسلام السياسي، وهي الآن تسعي للسيطرة على اليمن عبر النموذج الإيراني، والآن يمثل عبد الملك الحوثي قائد الثورة اليمنية.

4- الاغتيالات

شهدت إيران عددا من الاغتيالات لأهم الرموز السياسية والثقافية والأدبية وأهم هذه الاغتيالات كانت في صفوف رجال الأمن والمخابرات والجيش عقب نجاح الثورة، ولكن كل الاغتيالات كانت تقيد ضد مجهول، في مشهد يتكرر.

مشهد الاغتيالات هو مشهد شبه يومي في الشارع اليمني، وهناك عشرات الاغتيالات التي وقعت في البلاد، وخاصة في صفوف القيادات الأمنية والمخابرات والجيش، فقد كان عام 2014 موسمًا مزدهرا آخر للاغتيالات في اليمن، هذا ما تقوله القائمة الطويلة للضحايا الذين سقطوا برصاص الغدر، وبالعبوات الناسفة.

ففي سبتمبر 2013 تم اغتيال العقيد عبدالملك الحميري قائد الشرطة الجوية في محافظة شبوة، بطعنة عميقة في الظهر، والعثور على جثته في شارع الخمسين بمدينة الحديدة، وفي تم أكتوبر تم اغتيال العقيد في الأمن السياسي (عبده خميس عبدالمولى) في مدينة الشحر- حضرموت، واغتيال النقيب فضل عبدالله المجيدي، رئيس قسم التحريات في البحث الجنائي، برصاص مسلحين على متن دراجة نارية في مدينة الحوطة- لحجن وتم اغتيال أبرز الطبقة الزيدية المثقفة الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، الأمين العام المساعد لاتحاد القوى الشعبية.

وهناك العشرات من حالات الاغتيالات في اليمن وهي نفس سياسية الاغتيالات التي وقعت في إيران إبان ثورة 1979، قبيل أن تتحول إلى الثورة الإسلامية لاحقا ويسيطر عليها رجال الدين.

5- الموت لأمريكا

رفع المتشددون في إيران شعارا لأمريكا ووصفها الشيطان الأكبر، وإسرائيل بالشيطان الأصغر، وهو الشعار ذاته الذي تستخدمه ميليشيات الحوثيين في اليمن عبر شعار "الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود – النصرة للإسلام".

ولكن ما لم يحدث حتى الآن في المشهد اليمني اقتحام السفارة الأمريكية في صنعاء رغم سيطرة الحوثيين على العاصمة لأسابيع طويلة، وسط أنباء عن اتفاق وتفاهمات جرت بين عبدالملك الحوثي وقيادات أمريكية.

6- الإعلام الشيعى

وأنت تتابع القنوات الإعلامية الإيرانية، تجد أن المذيعين ومقدمي البرامج على القنوات الفضائية الإيرانية أو الموالية لها كقناة المنار التابعة لحزب الله، اختفاء رابطة العنق ووجود المذيعة المحجبة بالطريقة ذاتها التي تتواجد في التليفزيون الإيراني وقناة العالم الإيرانية.

فقد منع الخميني رابطة العنق باعتبارها تقليدا للغرب، الأمر ذاته وأنت تتابع برامج قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للجماعة أنصار الله "الحوثيين" حيث تغيب "رابطة العنق" عن مقدمي برامجها وربما عن قيادات المجلس السياسي لأنصار الله، والقائد عبد الملك الحوثي.
الجريدة الرسمية