رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر فوق الجميع


مصر فوق الجميع، فوق ما يحدث الآن من محاولة لبعض الاتجاهات التي تحاول أن تفتت اللحمة الوطنية وتريد أن تشعل فتيل الانقسامات، محاولات بائسة من أشخاص يجمعهم مشروع يختص بالإرهاب الدولى، متخذين من ذكرى ثورة 25 يناير محطة لنشر الإرهاب وممارسات ضد الدولة المصرية وشعارهم "مسح هوية مصر" لصالح أجندات تريد أن تسيطر على المنطقة العربية، فبدلا من الاحتفال بثورة يناير يزرعون القنابل في كل مكان ويهتفون ضد مصر وضد شرفاء الوطن، ويصورون أنفسهم الضحية والمجنى عليهم؛ ليبنوا جسرا من الخيانة مع منظمات ودول ضد مصر.


قتلت شيماء في مشهد يذكرنى بمشاهد سابقة، مشهد الشيخ عفت، ومشهد مينا دانيال وغيرهما من شهداء مصر. مشهد يبدأ من تصويرها وهى تحمل الورد ثم وهى تقتل وفى نفس اللحظة تخرج علينا هذه الصور على الفيس بوك وعلى وسائل الإعلام وكأن لم تكن هناك مصابة في طريقها للموت، أظن أن مشاهد تصويرها كانت أسرع من موتها على الفيس بوك وعلى صفحات بعض الجرائد، لتبدأ الآلة الفيس بوكية الإخوانية للعمل، تناشد المواطنين النزول لأن الداخلية قتلت شيماء قبل أن تحقق في واقع الأمر.

ويخرج علينا البرادعى ليحشد الشباب ليس من أجل شيماء ولكن من أجل حشده ضد مصر الذي قال ''نرى أقبح ما فينا ونفقد أغلى من فينا". متى سندرك أن العنف ليس حلا وأن وطنا قائما على ''هيبة'' الإنسان هو الوطن الذي نبتغيه جميعا، وأطرح السؤال لماذا لم تطل علينا، يا من تركت ميدان الحرب من أجل الوطن في مقتل الكثير والكثير من أبناء مصر الفترة الماضية.

ثم يطل علينا القرضاوى في فتوى أن "الحشد ضد الجيش والشرطة فرض عين"، ولم ينطق هؤلاء بأى تعليق على من أصيب وقتل من المواطنين أو من أفراد الأمن ولا تعليق على زرع الجماعة الإرهابية للعبوات الناسفة على مستوى محافظات مصر، ففى كل يوم نستيقظ على خبر انفجار قنبلة على أرض سيناء الحبيبة، وفى بحرى، وفى قبلى، وفى قلب القاهرة والإسكندرية، هنا وهناك يذهب ضحيتها أبناء هذا الشعب ومن أفراد الشرطة والجيش، وأتساءل هنا أين هؤلاء؟ أين البرادعى والقرضاوى وأنصار الطابور الخامس والفريق القومى الإرهابى المنتشر على الفيس بوك؟ أليس من يقتلون منذ ثورة 25 يناير و30 يونيو، مصريين مثل شيماء؟

وأتذكر أيضا ممن قتلوا بيد الجماعة الإرهابية في كرداسة، اللواء الشريف نبيل فراج، كشاة مذبوحة على يد هؤلاء ليفتدى الوطن.

فمع أولى لحظات تحرك الجيش والشرطة وتوزيع المهمات لفض البؤرة الإرهابية بكرداسة كان اللواء نبيل فراج يتقدم المجموعة بقوله "يلا يا رجالة... انْووا الشهادة"، لم يقف في الخلف ليصدر الأوامر، بل أصر أن يكون في مقدمة الصفوف لتنهمر عليه رصاصات الإرهاب القاتل الأسود، ولينضم لفرسان مصر الشهداء الذين ضحوا من أجل تراب مصر، لماذا لم يحشد لهذا المشهد وغيره من المشاهد الوطنية في مقابل الإرهاب والكثير والكثير من أبناء الوطن من الشعب والجيش والشرطة نماذج مشرفة خرجت من أجل الدفاع عن الهوية المصرية ومن أجل الحفاظ على وطن أراد خفافيش الظلام النيل منه.

ولنرجع إلى مشهد 24 و25 يناير2015، لنجد أن ما حدث للشهيدة شيماء الصباغ مقدمة للحشد وزرع الاحتقان ليوم 25 يناير، والدليل ما حدث من اشتباكات متفرقة بين عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وقوات الأمن في عدة مناطق، من بينها المطرية وعين شمس والمعادى ومدينة 6 أكتوبر داخل القاهرة الكبرى، فضلا عن أعمال العنف التي ارتكبتها عناصر الجماعة الإرهابية في مختلف المحافظات، في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.

المفرقعات على مدى اليومين من عبوات ناسفة وقنابل زرعها مجهولون في عدة مناطق حيوية من بينها أبراج الكهرباء، وخطوط السكك الحديدية، ومكاتب البريد، فضلًا عن الممتلكات العامة والخاصة. أليس هذا المشهد إرهابا ممنهجا ومحاولة للسقوط بمصر مرة أخرى ومحاولة بائسة للحشد بل محاولة لطمس ذكرى 25 يناير التي أكملها الشعب المصرى بـــ30 يونيو، فبدلا من الاحتفال بذكرى الثورة جعل هؤلاء الإرهابيون الشارع مسرحًا للإرهاب، الذين لا يعرفون معنى الوطن ولا الوطنية. ولكن في مقابل ذلك أدرك ويدرك الشعب المصرى ممارسات هؤلاء ولم يخرج وراء دعواتهم المزيفة ليعلن هذا الشعب العظيم أنه يمتلك إرادته في الحفاظ على مصر وليعلن أن مصر فوق الجميع.
Advertisements
الجريدة الرسمية