رئيس التحرير
عصام كامل

تجاوزات الشرطة!


لقد أعادت 30 يونيو وما بعدها الشرطة لحضن الشعب، وألفت بينهما تحت مظلة الوطن والمواطنة، عرف المواطن قيمة الأمن بعد شيوع الانفلات والفوضى والرعب والخوف من البلطجة وخصوصًا السياسية التي مارستها ميلشيات الدم منذ الاعتصام المسلح في رابعة والنهضة، مرورًا بحوادث التفجيرات في سيناء والتي زحفت إلى المدن والأقاليم وراح ضحيتها مئات من رجال الجيش والشرطة وكذلك المدنيون، دفع رجال الشرطة ثمن أخطاء وقعوا فيها، وأخطاء حملها لهم النظام البائد حين تقدمت المعالجة الأمنية وتأخرت الحلول السياسية.. لكن ها هي الشرطة تصحح من أخطائها وتجاوزات بعض أفرادها، وتتخلص من نهجها السابق الذي دأب على إحكام القبضة البوليسية بذراع أمن الدولة.


ورغم رفضنا بعد ثورتي يناير و30 يونيو أي تجاوز شرطي حتى لو كان فرديا غير ممنهج، وترحيبنا بالتخلص من أدوات وأجواء القمع التي أوصلتنا لثورة يناير.. لكن هل يمكن اعتبار حالات فردية من تجاوزات أفراد الشرطة هنا أو هناك نموذجًا أو منهاجًا للشرطة يمكن القياس عليه وتعميمه في تقييم أداء الداخلية.. وهل يمكن التماس العذر لهؤلاء المتجاوزين الذين يواجهون عدوًا ظاهرًا وخفيًا يحصد أرواحهم بعمليات إرهابية خبيثة في كل لحظة..ونراها يوميًا أمام أعيننا وعلى شاشات التلفاز..؟
الجريدة الرسمية