رئيس التحرير
عصام كامل

أكذوبة مقتل شيماء الصباغ


بينما وقفت مصر تودع شهيدتها زهرة الميدان وأيقونة اليسار الجديدة بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي شيماء الصباغ، كانت أسرة الزميلة الصحفية شيماء الصباغ، مراسلة قناة دريم، تعاني مأساة نفس الحدث الذي تعرضت له أسرة الناشطة اليسارية، بسبب غباء محرري مواقع إلكترونية وصحف، وحماقة مراسلي ومعدي بعض الفضائيات، الذين أشاعوا أكذوبة مقتل الزميلة الصحفية، بدلا من التأكد من خبر استشهاد الناشطة.


ويبدو أن حال صحافة مصر الإلكترونية ومستوى فضائياتها أصبحا أقرب إلى مستوى محرريها ومراسليها، وما يشهده من ضعف عام أقرب إلى التفاهة، وحالة من الترهل أشبه بالبلادة، فلا اعتماد لديهم على غير نظرية "انشر الكذب ثم اترك الآخرين يكذبونه"، والتي ارتبطت بظهور الصحافة الإلكترونية في مصر.

كذلك يفعل أهل فضائيات لا تستحي أن تنقل عن مواقع صحف مشكوك في صحة أخبارها ومحتواها، حيث يتصدر المشهد داخلها محررون هم الأدنى مستوى والأكثر انتشارًا بأخبارهم المغلوطة داخل الصحف والمواقع الإلكترونية ذاتها، فالصحافة والميديا أصبحتا سوقا واحدة يسيطر على بضاعتها الأردأ من الباعة.

تخيلوا أن برنامج الإعلامي الأشهر في دريم، لم يكلف فريق العمل به نفسه للتصدي لأكذوبة مقتل زميلتهم المراسلة الصحفية شيماء الصباغ، بينما انشغل مقدم البرنامج كعادته بإشعال معركة بين منتمين لأجهزة أمنية وقيادة حزبية ظهرت إلى جانب الشهيدة شيماء الصباغ، مستخدمًا أجندته الخاصة في إدارة مصالحه لدى جهات أصاب مسئولوها الملل من عباراته العاجزة عن دفن القضايا الحية من عينة "لن يفلح أحد في إحداث وقيعة بين الشرطة والشعب"، لتهدر توجهاته وأسئلته الضعيفة لضيوفه وهجوم مداخلات جمهوره المصطنعة عليهم، حق المشاهدين في رسالة إعلامية نزيهة تذهب بهم في سبيل الوصول إلى الحقيقة الغائبة عنهم.

نفس المواقع التي نشرت أكذوبة مقتل الصحفية شيماء، كررت عبارات مسئولي الأمن عن عدم استخدام "الداخلية" الخرطوش في مواجهة المتظاهرين، بينما أخبار محرري المواقع ذاتها تؤكد استخدام قوات الأمن للخرطوش في مواجهة الإخوان أمس، فيما يتبارى الخبراء الأمنيون في توصيف حالة "التدرج" في استخدام الشرطة لوسائل فض المظاهرات ومواجهة المسيرات السلمية أو المسلحة، ويذهب أغلبهم إلى التأكيد على استخدام "الخرطوش" قبل الرصاص الحى في مواجهة أحداث تصل الحالة فيها إلى المعارك المسلحة بين الطرفين، وهو ما لم يحدث في واقعة استهداف "شيماء" التحالف الشعبي، ليقفوا كالدبة التي قتلت صاحبها.

الإعلام الغبي وحده اغتال الزميلة الصحفية شيماء الصباغ نفسيا، وطمس حقائق عديدة حول استهداف الشهيدة الناشطة شيماء الصباغ، وحول بحماقة رواده أصحاب الملايين القضية إلى هرى وهلس ومعارك فارغة المضمون تستهدف استكمال تصفية ما تبقي من ضمير حى للثورة، التي يواصل الإخوان حلقات سرقتها بعد خطف شعاراتها، لنجد حملة السلاح يرفعون لافتات "الثورة مستمرة"، بينما ابنة اليسار المصري صاحب الشعار والمتهم بالكفر، تموت في محاولة سلمية للاحتفال بذكرى ثورة مسروقة، ربما بفعل فاعل أكبر من لصوص الجماعة.
الجريدة الرسمية