رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عودة يكتب عن رواية «القنصل عند الغروب»



فى ذكرى حريق القاهرة، كتب الصحفى محمد عودة، مقالا فى مجلة روزاليوسف 1956، يقول فيه :

فى 26 يناير، من كل عام، وأنا أقرأ رواية "القنصل عند غروب الشمس"، مرة، ويجئ العام الذى يليه أقرؤها مرة أخرى.


وهذه الرواية تأليف الكاتب الإنجليزى "جيرالد هنيلى"، وصفت هذه الرواية يوما بأنها أحسن ما أنتج الأدب الإنجليزى، بعد الحرب العالمية الثانية، وهى نقطة تحول فى تاريخ الثقافة البريطانية، لأنها تسجل أكبر حدث فى تاريخ بريطانيا، وهو انهيار الإمبراطورية البريطانية .

الرواية تحكى عن الاستعمار البريطانى فى أفريقيا، وفى نفس الوقت هى تاريخ حياة المؤلف، معتقدا كما يعتقد المحافظون، أنهم ولدوا ليحكموا العالم، والمؤلف عمل بالمخابرات وقت إعلان الحرب، وعمل فى مصر والسودان والصومال، واستقر فى شرق أفريقيا.

لكنه بدأ يرى كل انحلال وكل مؤامرة ضد الإنسانية، وهرب إلى الهيملايا، ليكتب قصة القنصل، عند غروب الشمس، والقناصل هم سكان المستعمرات.

تقول الرواية: إن "تيرنبول"، قنصل كان يؤمن بالملك والإمبراطورية، وأن بريطانيا لابد وأن تحكم العالم، وواجه خروج قبائل "عمربيلاش"، بالهند على استبداد الحكم البريطانى، واهتدى إلى الوقيعة بين هذه القبيلة وقبيلة أخرى معادية، واشتعلت العداوة بينهما عن معاداة بريطانيا، وأطاحت الواحدة بالأخرى، ثم دبر كمينا لقائد القبيلة المنتصرة، انتهت به إلى السجن.

وقام بتعذيبه حتى أن القائد الأسود بصق فى وجه تيرنبول، الذى سرق عدة قنابل، وقام بإلقائها خفية على مساكن قبيلة عمر بيلاش، إيمانا منه بالمبدأ الاستعمارى القديم الذى يقول "لا شئ يخمد الثورات ويدمرها مثل حريق كبير".

اشتعل الحريق، واندلعت ألسنة النيران فى القرى، وصرخ الجميع وانتصر تيرنبول، وقضى الحريق على القبيلة القوية، ولم يعرف أحد سر الحريق.
الجريدة الرسمية