رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

28 مليون جنيه خسائر حريق القاهرة عام 1952


فى مثل هذا اليوم، عام 1952، استيقظت القاهرة على مظاهرات، تسببت فى حرائق وانتشرت النيران فى جميع أنحاء القاهرة.

وتحت عنوان "ما الذى حدث يوم حريق القاهرة 26 يناير 1952"، نشرت مجلة روز اليوسف عام 1955، مذكرات البكباشى محمد الجزار التى يقول فيها :


ماحدث فى هذا اليوم، هو نفس ما يحدث كل يوم، فالقوات المقرر إرسالها يوميا، من بلوكات نظام الأقاليم، إلى مديرية الجيزة خرجت فى الصباح الباكر من ثكناتها بالعباسية إلى مديرية الجيزة، فى هدوء وأخذت أماكنها لأداء الخدمة.

بعد ذلك خرجت قوات أخرى، من نفس الثكنات بالعباسية، بدون أمر رسمى.

وكان هؤلاء العساكر من أسبوعين سابقين على 26 يناير بالسويس، يشاركون فى قتال الإنجليز، وفجأة توقفوا عن القتال، وارتفعت أصواتهم تقول "مافيش فايدة ..مافيش سلاح ..عاوزين سلاح ".

وطلبوا الرجوع إلى القاهرة، وصدر القرار الرسمى، لتسكن هذه القوات العائدة ثكناتها بالعباسية، وأرسل غيرهم من نفس الثكنات إلى السويس.

وفى صباح 26 يناير، خرجت هذه القوات، لم تهتف ولم تثور، بل قصدت مديرية الجيزة مباشرة، ودخلت الحرم الجامعى، وانتقل مدير عام البوليس، اللواء أحمد عبد الهادى، إلى الجيزة، وطلب من الداخلية اتخاذ إجراء معين، طالب بأن تفتح الكبارى الموصلة بين القاهرة والجيزة، لمنع العساكر المتمردين من السير إلى القاهرة .

وعندما تنبه المسئولون فى القاهرة، اتصلوا بحكمدار الجيزة، الذى أسرع بنقل عساكر بلوكات النظام، التى كانت قد وصلت المديرية قبل خروج القوة المتمردة، وقام بنقلها إلى مكان بعيد.

عندما وصل العسكر المتمردون على ماحدث فى مذبحة الإسماعيلية، لم يجدوا زملاءهم الذين أرادوا أن يضموهم إليهم فى حركتهم، لكنهم وجدوا باب الحرم الجامعى مفتوحا، واشتد حماس الطلبة، وانضموا إليهم، وعلا الهتاف، وخرج الجميع متظاهرين، واتجهوا إلى وسط القاهرة، فانضم إليهم طلبة الأزهر، مطالبين بالثأر من البريطانيين، الذين قتلوا 58 مصريا فى الإسماعيلية.

اتجه بعض الأشخاص إلى ميدان الأوبرا، وبدأت الحرائق التى لم يعلم حتى الآن فاعلها، بدأت بكازينو بديعة مصابنى، وفى الطريق، تم حرق سينما ريفولى، وامتدت النيران حتى شملت 700 محلا ومنشأة، منها 70 محلا بوسط المدينة، و40 سينما و75 مطعما وملهى، وصالة وبنك واحد هو بنك باركليز البريطانى، بلغت الخسائر 28مليون جنيه، بما يوازى 17% من ميزانية مصر عن نفس العام.
Advertisements
الجريدة الرسمية