رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عزيزي مرشح البرلمان..لحظة من فضلك



بعد أن تم الاستفتاء على دستور مصر الجديد بإرادة قوية من الشعب المصري وبعد تنصيب رئيسها الجديد المشير عبد الفتاح السيسي ليتم بذلك ثاني خطوات الاستحقاق الديمقراطي يبقي إذا الخطوة الثالثة والأخيرة وهي الانتخابات لمجلس النواب لتستكمل بذلك خريطة الطريق الموضوعة للمضي قدما نحو الاستقرار وبداية الديمقراطية.


وبعد أيام قلائل ستكون هناك انتخابات البرلمان التي انتظرها الشعب المصري أجمعه رغبة منه في وصول بلادنا الحبيبة إلى الاستقرار السياسي بعد ما عاني أبناؤها الصعاب على مدى ثلاث سنوات.. فضلا عن الدماء التي سالت على تراب مصر من مؤيد ومعارض وحالات الحزن المستمرة التي انتابت الشارع وبدت واضحة على وجوه الأطفال والشباب والشيوخ وأصبح كل شبر بأرض مصر يكره اللون الأحمر.ذلك ورائحة الدم..فلقد عاني المصريون من ويلات الثورات واحدة تلو الأخرى فكانت النتيجة خروجه بكل صمود وإرادة وعزيمة قوية متحديًا كل العراقيل نحو الديمقراطية السياسية.

الحقيقة أننا في مصر وبمجرد الإعلان عن فتح باب الترشح للبرلمان يقف الجميع على قدم وساق وأعينهم لا تنام ليلا ولا نهار ويقوم السادة المرشحون لإعداد الدعاية الضخمة والباهظة التكاليف التي تصل لحد الملايين من الجنيهات فضلا عن تقديم الهدايا للفقراء بنية كسب أصواتهم ليس بنية مساعدتهم طبعا، ويصبح الجميع في حلبة المصارعة ليتسابق ويتصارع من أجل الحصول على مقعد برلماني يعطي لصاحبه العديد من الصلاحيات والميزات ينسي أن مهمته الأولى والأخيرة هي توصيل صوت أبناء دائرته إلى المسئولين ليعرض مشكلاتهم التي غالبا ما تكون مشكلات اجتماعية أو صحية أو اقتصادية وما إلى ذلك.

لكن ماذا لو تحول هذا الصراع السياسي على مقاعد البرلمان إلى مشاريع تنموية لبناء مصر لتكون المنافسة شريفة والهدف أسمي وأرقي من الحصول على مقعد زائل لدورة برلمانية؟ لماذا لا يتبنى السادة مرشحو البرلمان مشاريع اقتصادية أو اجتماعية أو صحية تكون من خلاله المشاركة السياسية مبنية على أهداف واضحة وقائمة على أساس المنافسة الشريفة ذات أهداف سامية وتظل خالدة باسم من قام بها؟

عزيزي مرشح البرلمان مصر تحتاج منك أن تتخلي عن مصالحك الشخصية وعن الأهداف المصلحية فليكن برنامجك الانتخابي هو مشروع تنموي في دائرتك مثل بناء مدرسة أو مستشفى أو تعيين أسر فقيرة في دائرتك الانتخابية لا يحتاجون منك بطانية أو كرتونة طعام أو حتى مبلغ صغير من المال بدلا من الأموال الطائلة التي تنفق على الدعاية الإعلانية والملصقات التي لا هدف منها سوي التشويش على المرشح المنافس علاوة على تشويه الحائط بتلك الملصقات التي تحتاج معاناة كبري لتجميل مكانها بعد الحملة الانتخابية.

فليكن هدف حملتك الانتخابية خالصا لوجه الله ولأبناء دائرتك ولتكن أنت سببا في إسعاد العديد من أبناء دائرتك الانتخابية أو أن تكون سببا في شفاء مرضي أو إنقاذ فقير.

أعلم أن هذا ليس بحلم بعيد المنال لكنه أمل في تغير ثقافة انتخابية راسخة في أذهاننا جميعا فمع قدوم العملية الانتخابية يكون الجميع على أهبة الاستعداد لإعداد اليفط والإعلانات والدعاية باهظة التكاليف، فلنغير تلك الصورة المستقرة في عقولنا وليكن فكرنا الجديد وآمالنا وطموحاتنا المستقبلية هو نظرة أعمق لبناء مستقبل بلد عريق يستحق الكثير والكثير من التضحيات، فإذا كنا نريد التغيير فلنبدأ بأنفسنا، وإن كنا نريد العدالة، فلنبدأ بها، وإن كنا نريد الكرامة، فنحن من نصنعها بأيدينا.
Advertisements
الجريدة الرسمية